لاجئه في اسطنبول
الفصل الاول
حرب
في إحدى أرياف مدينه حلب السوريه و تحديدا
في غرفه مظلمه كئيبه تجلس فتاه ذات جمال خيالي كأنها اميره هاربه من إحدى القصص الخياليه، تحتضن ركبتيها كعادتها منذ اكثر من سته أشهر، عينيها الخضراوان الجميلتان انطفأ بريقهما لتحل محله دموع الحزن و القهر على عائلتها التي فقدتها بسبب الحړب، لم يتبقى لها سوى اخاها الصغير اوس.
هو الوحيد الذي يستطيع أن ينسيها ألم فراق امها و ابيها و منزلها الذي تحول إلى ركام.
تتذكر ذلك اليوم المشؤوم جيدا، عندما أرسلتها امها لقضاء بعض الحاجيات من الدكان القريب رفقه أخيها الصغير الذي لم يتعدى عمره الخمس سنوات.
صوت طائرات قادمه شق سكون الحي الهادئ الذي كانت تسكنه، بدون تردد أمسكت يد أخيها الصغير و هرولت عائده الى دكان العم فؤاد، الرجل العجوز
الطيب الذي رفع يديه إلى السماء داعيا بالڤرج و النجاه.
تتذكر جيدا كيف تدمرت بعض البيوت و تحول المكان إلى خړاب. الصړاخ و البكاء عما المكان.
مازلت صور منزلها المدمر في ذاكرتها، لم تستطع تحمل خير وفاه والديها حتى اغمي عليها و لم تستيقظ الا بعد اسبوع كامل.
كم كانت تتمنى ان تستيقظ و تجد نفسها في منزلها وسط عائلتها، كم اشتاقت إلى الركض في حقول القمح المجاوره، مع أخيها الصغير، كم افتقدت دلال والديها و حضنهما الدافئ.
كم هي ممتنه لجارتها الارمله ام إحسان لأنها استقبلتها في بيتها كل هذه المده و عاملتها بكل حب و موده و لكن الى متى ستستمر حياتها هكذا؟