لاجئه في اسطنبول الفصل الثاني
الفصل الثاني
مخيم اللاجئين
خيمه بارده تتشاركها مع امرأه وولدين صغيره، ضحيه اخرى فقدت زوجها و بقيه أفراد عائلتها و جاءت إلى هذا الملجأ الذي يقع على الاراضي التركيه.
نظرت الى الفراش الصغير الموجود في طرف الغرفه بغطاء رقيق بدون وساده.
فكرت قليلا:" هل هذا ما سيقيني برد الشتاء القارس انا و اخي؟ كيف سنعيش هنا؟".
:" بس ياخالتو لامتى راح ظل هيك ليكي مثل مانك شايفك هون غربه و هناك كمان غربه ماراح تفرق بس امانه ادعيلي الله يسترها معي اذا الله راد و تسهلت اموري هنيك ماراح أنساكي راح ابعثلك انت الوحيده البقيانه من اهلي".
صوت السيده التي تتشاركها الغرفه و هي تناديها أخرجها من شرودها:" اختي لين وينه اخوكي الدنيا عتمت و الجو برد كتير روحي جيبيه و انا راح شوف شو في عشاء".
اومات لها بايجاب ثم شدت الغطاء الاسود
باحكام على وجهها و خرجت من الخيمه بروح خاويه تبحث عن أخيها الصغير الذي كان يلعب مع بعض الأطفال أمام الخيام المنتشره هنا و هناك،جذبته سريعا من يديه و دلفت الخيمه مره اخرى وجدتها مضائه بقنديل كبير معلق في السقف.
"المسؤولين هون كل فتره بيوزعوا غطاء و فراشي على الخيام بس لما بتروحي لعندهم بيظلوا يماطلوا راح يقولولك قدمي طلب و بعدين بتبقى تستنى و ماراح يعطوكي شي الا اذا هن بهدهم. لان في اوقات معينه بيوزعوا فيها الاكل و الا غطيه و الفراش اساليني انا صارلي 8 شهورعلقانه هون... ".
" في خيمه كبيره موجوده اطرف المخيم لما تشوفيها راح تعرفيها روحي و قابلي المسؤول هنيك بلكي بيحن قلبه و يعطيكي شي تدبري حالك فيه".
" طيب انا من بكره الصبح راح روح لعنده ".
" طيب حبيبتي لاتنسى تحطي الغطاء على راسك و الله خاېفه عليك و انت ماشاءالله كتير حلوه و العالم خطړ هو الله يسترنا يا رب".
" طيب تعي كليلك لقمه و الله انا من يوم ما اجيتي ماشفتك عم تاكلي".
" كثر خير و الله انا لولاكي ماكنت راح اعرف اتصرف".
تمددت على الفراش البالي تحتضن أخيها الصغير بقوه تفكر ماذا ستفعل كيف ستعيش هنا؟ خيمه بلاستيكه لا تحميهم من برد الشتاء و امطاره و ثلوجه البارحه استيقظت على انين احد الطفلين يعاني الحمى، السيده وداد التي تتشاركها الخيمه حكت لها كثيرا عن عده أطفال ماتوا هنا بعده أمراض كالحمى بسبب بروده الطقس.
اغمضت عينيها بتعب تتمنى في غد افضل.
في الصباح ذهبت إلى خيمه احد المسؤلين على المخيم، وبعد طول انتظار لم تعد سوى بوعود و بضعه كلمات.