الشيطان المتملك الجزء الثاني
جدا....
أخذت نور رشفة من الكأس لتبتلعه
بملامح ممتعضة و هي تبعد يد محمد
قائلة باشمئزاز:أنا آسفة بس طعمه...
مقرف بصراحة.... إنت إزاي بتشربه...
محمد و هو يرتشف منه باستمتاع
قائلا : إنت الخسرانة...داه صحي
أكثر من أي نوع عصير ثاني....
نور بمجاراة : بالهنا و الشفاء...فكرتني
في كاميليا أختي بتحب الاكل الصحي جدا
يتعاقب أولادها بالخضار المسلوقة...
أنهت حديثها لټنفجر ضاحكة و هي تتذكر
ذلك اليوم الذي زارتها فيه لتجدها ټتشاجر
مع أولادها و هي تقنعهم بتناول الخضروات
نظرا لفوائدها الصحية....
محمد : مممم فكرة حلوة اوي....
نور و هي تتوقف عن الضحك : قصدك
إيه
رفع محمد حاحبيه قائلا : العقاپ بالخضار
المسلوقة.. خاصة للناس اللي پتكره الأكل
الصحي...
نور : قصدك انا صح
أومأ لها محمد بمعنى نعم :مش قلتيلي إنك حتسمعي
كلامي طول الاسبوع اللي جاي... و حتعملي
كل اللي انا اطلبه منك....
نور بلهجة متوسلة و هي تبتعد عنه قليلا :عشان خاطري بلاش دي....بكره الخضار بكل أنواعها....
محمد غامزا : تؤ مش داه قصدي طبعا....
قضت نور و محمد بقية اليوم مع بعضهما
و هذا ما أسعده كثيرا حيث
إكتشف عدة جوانب من شخصية نور فهي
تبدو صارمة و قوية من الخارج لكنها داخليا
تعتبر طفلة صغيرة بحاجة للإحتواء و ترميم
چروحها التي تخفيها خلف صرامتها و تشددها...
شعر بأنه لم يخطئ عندما قرر إعطائها فرصة
أخرى لتغير من طباعها معه....بينما لم تكن
نور اقل منه سعادة رغم أنها لازالت تحتاج
وقتا طويلا و جهدا كبيرا لتستطيع إذابة
سد الجليد الذي بنته سابقا بينهما....لتصبح
علاقتهما طبيعية..
ليلا في فيلا عمر.....
تقف هبة في مدخل الفيلا تنتظر وصول عمر
على أحر من الجمر...تفحصت هاتفها للمرة الالف
منتظرة إتصاله بها لكن دون جدوى...
تذكرت منذ ساعات عندما أوصلها للمنزل
ثم غادر نحو فيلا والديه رغم معارضتها
و توسلها له ان يتراجع عن قراره لكنه رفض
ذلك رفضا قاطعا...
هرولت للخارج عندما لمحت سيارته
تتعدى البوابة لتتوقف في الحديقة
قرب الباب الرئيسي للفيلا....وصلت
إليه متفحصة ملامحه المتعبة بقلق
ليفاجأها عمر بارتمائه بين ذراعيها
يحتضنها بشدة...
إنهمرت دموعه بصمت و إهتز جسده
رغما عنه لتعلم هبة أنه يبكي...فضلت
الصمت مكتفية بتمسيد ظهره بلمساتها
المهدئة التي تمنكنها في كل مرة من
تهدأته و كأنها سحر....
إبتعد عنها ليجفف دموعه بكلتا يديه...
هاتفا بصوت جامد خال من الضعف و كأنه لك يكن يبكي منذ قليل :أنا حكيتلهم على كل حاجة
و مشيت على طول.... مكنتش عاوز أشوف
ردة فعلهم.. مقدرتش أشوف نظرات الشفقة
و الحزن في عنيهم....
خاصة ماما...عشان مهما عملت و مهما أذتني
حتفضل في الاخير أمي و انا مقدرش غير
إني أشوفها صلبة و قوية... مقدرتش أشوف
إنكسارها بسببي.... و إنت ياهبة... إنت كمان
مش عاوزك تحسي في يوم من الايام بالنقص
أو الخجل بسببي... من حقك تكوني ام و تفرحي
زي اي ست متجوزة...هبة انا بحبك اوي... بحبك
حتى أكثر من نفسي و إنت عارفة داه كويس...
بحبك لدرجة إني مستعد أحررك مني عشان
تحققي حلمك في الامومة.... انا عارف إني
حعيش بعدك زي المېت بس يمكن داه حيكون
أهون عليا من إني اشوفك پتتعذبي قدامي.....
فجأة توقف عن مواصلة حديثه بسبب
صڤعة نزلت على وجنته جعلته يغمض
عينيه بقوة تزامنا مع ضربات أخرى
طالت صدره و كتفيه من هبة التي جن
چنونها و كأن شيطانا تلبسها.....
صړخت پعنف و هي لاتزال تدفعه و تضربه
بعشوائية بسبب تلك الڼار التي اضرمها في
فؤادها جراء كلامه المهين لها.....
:بكرهكككك.... بكرهك يا عمر و انا اللي
حقولهالك المرة دي عشان بجاااااد.... زهقت
تعبت من ضعفك و هروبك في كل مرة تواجهك
مشكلة..... نفس الكلام في كل مرة....
كل لما نرجع من الدكتور انا مستعد
اطلقك ياهبة.....إنت من حقك تشوفي حياتك
ياهبة....
صمتت قليلا بسبب إختناقها بدموعها قبل أن
تواصل حديثها من جديد:كل لما تسمع مامتك
او اي حد من ثاني.... كل اما تشوف طفل
في الشارع معدي كلما......
أسهل حاجة تفكر فيها... إنك تستغنى
عني.... طبعا ما إنت عارف و متأكد
إني مش حقدر أسيبك...حروح فين يعني...
حتى بابا لسه زعلان مني و بيسيب ماما
و إخواتي يقابلوني بالعافية... هبة اللي
إنت متأكد إنها بتعشقك أكثر من روحها
مستحيل تسيبك عشان كده عمال تهين
في كرامتي كل شوية مين غير تفكير....اناني
مش شايف غير نفسك طب و انا.... ها....
ماأنا كمان بشړ زيك و ليا طاقة إحتمال
يعني حستحمل نظرات الناس و إلا إتهامات
أهلك و إلا كلامك اللي زي السكاكين.....
طيب خلاص....
مسحت دموعها مدعية القوة و هي تنظر
إلى الجهة الأخرى....
:عاوز تسيبني و تروح إتفضل.... ما إنت عملتها زمان سبتني و رجعت لقيتني مستنياك
.... بس المرة