هوس من اول نظرة الفصل الأول
آسف حقا مستر سيف
إن سيلين جديدة هنا و هي لم تستلم العمل
سوى منذ فترة قصيرة حوالي شهرين...لقد
اعطيتها ملفها قبل أن أطردها....
قاطعه سيف بصوت حاد إبحث ثانية
قد تكون محتفظا بنسخة أخرى هنا أو هناك
أسرع أريد عنوانها حالا....
ديفيد بصوت خاڤت أنا آسف حقا و لكننا
لا نحتفظ بملفات جميع الموظفين عنا إلا بغد
هنا ثارت ثائرة سيف الذي ركل الكرسي من أمامه
من شدة غضبه ليهتف من جديد إسأل جميع
الموظفين هنا...قد يعلم أحدهم شيئا عنها....
اسرع ديفيد للخارج لينادي على جميع النادلات
و معهم ديمتري.... وقفوا جميعا في صف واحد
بجانب بعضهم ليسالهم ديفيد عن سيلين....
ديمتري بصوت رقيق اوووه سيد ديفيد
الفرعونية ههههه....
ديفيد بحدة أصمت ديمتري...و إنت آنا
ألم تزوريها في منزلها من قبل...
آنا بنفيلا.... و لكن ليزا تعرف رقم هاتفها.....
ليزا بانكار هذا ليس صحيحا... انا لا اعرف
أي شيئ عنها سوي إسمها..لقد طلبت منها زيارتها
ذات مرة في منزلها لكنها رفضت... سيد ديفيد
إنها لا تتحدث سوى عن العمل... من سيصادق
فتاة مملة مثلها....
أنهت كلامها بابتسامة لعوبة نحو سيف الذي
تجاهلها ببرود قبل أن يشيح بنظره بعيدا عنها
قبل أن يخرج من المكتب بعد أن يئس من إجابتهم
وصل لموكب السيارات ليستقل سيارته بجانب
جاسر....
جاسر بتعجب من صمت صديقه مالك يا سيف
البنت اللي بتدور عليها.....
سيف و هو يضغط على صدغيه بسبب
إحساسه بالصداع معرفتش عنها حاجة
غير إسمها... المسكينة إتطردت بسببي من
شغلها.... ياعالم هي فين دلوقتي...انا مش قادر
أنسى خۏفها وقلقها لما كانت بتتأسفلي... كانت. خاېفة اوي و كأنها حاسة إنها حتتطرد عشان
و مارتن....على فكرة البنت مصرية......
توسعت عينا جاسر بدهشة قبل أن ينفجر ضاحكا
عشان كده هي فهمت انا قلتلك إيه ساعتها... ملامح
وشها أكدتلي إنها فهمتني بس مكنتش عارف ابدا
إنها حتطلع مصرية... ياااه يعني كتلة الجمال اللي
كانت جنبنا من ساعة... تطلع في الأخر مصرية انا لو كنت أعرف كنا خذناها معانا...إحنا اولاد بلد بردو و جدعان نسيبها تتبهدل في الغربة تؤ ميصحش
تشتغل هناك .
سيف و هو يريح رأسه على الكرسي يمكن
ظروفها صعبة و بعدين هنا في أوروبا عادي
حتى لو كانوا ولاد اغنياء فهما بردو بيشتغلوا...
بس سيلين....
صمت قليلا و كأنه يتذوق طعم
إسمها قبل أن يكمل طريقة كلامها و خۏفها
بيدلوا على إنها مكانتش عاوزة تخسر شغلها....
هي أنقذتنا من مصېبة كانت حتحصل و نبهتني
من الكلاب السعرانة اللي بتحوم حواليا اللي انا
كنت غافل عنها و في المقابل انا أذيتها... تسببت
إنها تتطرد بدل ما اكافئها... لو كنت واحدة ثانية
كانت راحت لاكسل و هددته إنها تفضحه لو
ماإدهاش فلوس أو كانت إستنتني عشان تاخذ
مكافئتها بس هي إختفت...
جاسر بحزن طيب دور عليها و أكيد حنلاقيها...
سيف بتأكيد طبعا حدور عليها و مش حرجع
مصر غير لما الاقيها...أغمض عينيه بتعب و هو
يتذكر
المنديل الورقي.... نظرات عينيها الخائڤة
تنظر لملابسه المتسخة بړعب...حتى انها لم
تنظر لوجهه و لو مرة واحدة بينما هو لم
وجهها الأبيض المستدير بشكل طفولي يدل
على إن عمرها لم يتجاوز العشرون...
عيناها اللتان كانتا تلتمعان بسبب دموعها
المتجمعة داخلهما جعلتهما تبدوان كحبتي
لؤلؤ حتى أنه إحتار في لونهما....
أما شعرها البرتقالي فهو حكاية أخرى تذكر
كيف أمسك نفسه و بصعوبة من أن يفك الرباط
الذي كان يأسره حتى يستمتع بجماله....
.. تنهد بندم للمرة العشرون ليته إهتم لها بدل
إهتمامه بتلك الورقة اللعېنة....أين كان عقله
عندما تركها لوحدها و سار مع ذلك الابله
ديفيد كم تمنى في هذه اللحظة ان يعود و ېحطم
رأسه الغبي الذي تجرأ على طردها....
قبض على يديه بشدة حتى سمع طقطقة
عظامه محاولا تهدأة نفسه لكن دون جدوى
صړخ بعدها بصوت عال و هو يضرب ظهر
الكرسي الذي أمامه أوقف هذه السيارة اللعېنة
الان.....
صوت عجلات السيارة الذي إحتك بالأسفلت
تبعه توقف السيارات الأخرى التي تتبعه ليفتح
سيف باب السيارة بقوة ثم خرج متوجها نحو
الرصيف...
إستنشق الهواء عدة مرات قبل أن
يضع يديه على السور الحديدي البارد.... أغمض
عينيه لتختفي جميع الأصوات من حوله...
ضوضاء الشارع و أصوات أبواق السيارات...حتى
صوت جاسر الذي كان يناديه إختفى هو الاخر
لم يعد يسمع سوى صوتها الرقيق و كأنها تحدثه
الان و تخبره انها غاضبة منه لأنه تركها و لم يهتم
لها......
أفاق من تخيلاته على يد جاسر الذي كان يضرب
كتفه بخفة حتى ينتبه له.. ازاح يده صارخا پعنف
في إيه يا جاسر... عاوز إيه...
جاسر پخوف و لا حاجة قلقت عليك بس...
سيف بحدة إرجع العربية و سيبني لوحدي
عاوز أشم شوية هوا....
أومأ له جاسر بخفة قبل أن ينسحب عائدا للسيارة
فهو أكثر من يعرف سيف عندما يغضب يتحول
كأسد أعمى يؤذي أي شيئ تطاله يده.....
داخل المطعم كانت آنا و ليزا تبدلان ملابسهما
في حجرة الملابس إستعدادا للمغادرة بعد ان
إنتهى دوام عملهما.....
آنا و هي تلوك العلكة هاي ليزي لماذا لم
تخبري ديفيد انك تمتلكين رقم هاتف سيلين
لماذا انكرتي معرفتك بها....
ليزي بلؤم أنا بالفعل لا أعرف رقمها فهي
قد غيرته منذ يومين.....
آنا و هي تنظر لها بخبثمممم لم أكن
اعلم انك حقودة لهذه الدرجة أيتها الكاذبة
الصغيرة....انت لاتريدين أن يعرف ذلك الوسيم
عنوانها.....
ليزا بتلعثم ماذا تقصدين آنا..... عمن تتحدثين.
آنا و هي تقلب عيناها بملل اوووه عزيزتي
ليزي كفاكي تمثيلا.... لا تقلقي لن أخبر أحدا
فأنا أيضا لا أريده ان يعلم مكانها....و حينها
ذلك المصري الوسيم سوف يصب جام غضبه
على الأصلع ديفيد...
إبتلعت ليزي ريقها پخوف فهي فعلا أنكرت
معرفة اي معلومة عن سيلين لغيرتها منها فهي
التي سعت ان يهتم بها سيف و يطلبها لكنه
في المقابل أعجب بسيلين.....
ليزي بعد طول صمت أنا لا يهمني ما سيفعله
أنا لا أعلم شيئا عن تلك الفتاة و كفى.....
وصلت سيلين للمنزل بعد أن قضت بقية
ساعات الدوام تتمشى في الشوارع بحثا
عن عمل آخر و عندما دقت الساعة الخامسة
إستقلت اول باص يؤدي إلى الحي الذي كانت
تسكن فيه حتى لا تثير قلق والدتها.....
فتحت الباب بالمفتاح ثم دخلت لتجد والدتها
نائمة على الاريكة كعادتها تنتظرها كل يوم
حتى تغفوا بسبب تأثير الأدوية التي كانت
تتناولها....
رق قلبها على حال والدتها المړيضة فمنذ
إن هجرها والدها منذ خمس سنوات بقيت
وحيدة كرست حياتها تربى طفلتها الوحيدة
و عندما بلغت سيلين الثامنة عشر اي منذ
سنة تقريبا لم تستطع مواصلة العمل في مصنع
الخېانة بسبب مرض القلب الذي كانت تعاني
منه لتختار سيلين عدم الذهاب للجامعة و فضلت
البحث عن عمل تستطيع به إعالة والدتها....
حتى نجحت في إيجاد عمل في إحدى المقاهي
القريبة لكن صاحبها إضطر بعد مدة لبيعها و السفر
إلى بلد آخر لتجد سيلين نفسها بدون عمل و مال
وجدت بعدها عملا في مطعم ديفيد لكن هاهي
الان فقدت مصدر رزقها بسبب ذلك المصري....
جذبت غطاء خفيفا تغطي به والدتها ثم
تنهض من مكانها و تصعد لغرفتها حتى تغير
ملابسها و تنزل للمطبخ لإعداد طعام العشاء.....
في مصر و تحديدا في مدينة القاهرة.....
في قصر كبير مساحته تفوق ملعبي كرة قدم
يتكون من ستة طوابق و أكثر من مائة جناح
و غرفة و تحيط به حديقة غناء تمتد على
عشرات الكيلومترات... تحتوي على عدة
انواع مختلفة من الأشجار و النباتات النادرة....
يعيش السيد صالح عزالدين و أبنائه و أحفاده
أيضا...بنى هذا