رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
جواد هي من تفتح الباب مبتسمة بهدوء وهتفت بمرح
ازيك يا رورو عاملة إيه يا حبيبتي
الحمدلله كويسة أنت اللي عاملة إيه
اقتربت جالسة بجانبها محتضنة إياها بحب وتمتمت بهدوء ومرح
أنا كويسة وزي الفل مش بشوفك قاعدة تحت كل ما اجي فقولت اطلع اشوفك ياستي.
طالعتها بتوتر لم تعتاد على التحدث معها لكنها تمتمت بهدوء وتعقل
اكملت حديثها متسائلة باهتمام محاولة في إخفاؤه مدعية الجدية
وطنط جليلة عاملة إيه وجواد عامل ايه مجوش ليه معاكي!
لم تفهم حقيقة سؤالها تود التأكد من حديث والدها هل هي لديها مشاعر لجواد شقيقها أم سؤالها طبيعي ليس له علاقة! توقفت عن التفكير لتستطع ترد عليها غمغمت بهدوء مبتسمة
واصلت حديثها مرة أخرى متسائلة بتبصر
أنت والدك ووالدتك عاملين إيه
شحب وجهها بضراوة وبدا الحزن عليها لم تفهم سما ما الذي حدث لها فجأة فغمغمت بتوتر وابتسامة باهتة
أنا آسفة متزعليش لو ضايقتك كنت بسأل عادي.
حركت رأسها نافية وابتسمت بشحوب وتوتر قبل أن تجيبها بحزن مدفون داخل قلبها
ظلت رنيم تواصل حديثها معها بمرح شاعرة بالارتياح للحديث معها منذ زمن ولم يدلف الإرتياح قلبها دوما قلبها يشعر بالړعب والخۏف قلبها ينقبض داخل صدرها مستمعة لدقاته الخائڤة المړعوپة مما يحدث لها..
بعد مرور أسبوع...
كان الجميع مجتمع في منزل فاروق الهواري
نهض فاروق مقتربا من جليلة زوجته وتحدث من بين أسنانه مغمغما بعصبية حادة محاولا اخفاءها وكأن بداخله بركان مشتعل من الڠضب
ابتسمت بتوتر ابتسامة شاحبة حتى لا يلاحظ أحد من الجالسين عليها شئ وتمتمت بخفوت وتوتر في محاولة لتهدئته
ا... اهدى يا فاروق عشان خاطري براحة اتعامل براحة بس هتصل اشوفه تلاقيه بس عنده شغل ما أنت عارف طبيعة شغله.
طالعها يضراوة وعينيه مثبتة عليها پغضب عارم بسبب أفعال ابنه الذي يظن أنه يفتعلها عند عمد غمغم بضيق وعبس
اومأت برأسها أماما ونهضت متمتمة بخفوت وقلق
ح...حاضر حاضر هشوفه اهو.
ابتعدت عن الجميع حتى لا يستمع أحد إلي حديثها مع ابنها وقامت بالإتصال عليه تمتمت متسائلة بخفوت وتوتر
الو يا جواد أنت فين يا حبيبي واتأخرت ليه كدة مش قولتلك تعالي بدري ومأكدة عليك الصبح قبل ما تمشي عشان ابوك انهاردة عازم مرات عمك وأروى وعصام
أغمض عينيه ضاغطا فوقهما بضراوة شاعرا بانفطار قلبه بحزن ويشقه نصفين رد عليها بۏجع مؤلم
مش هقدر يا أمي جواد المرة دي مش قادر بجد قلبي فيه ۏجع هيزيد وهيغلي لما اشوفها معاه أنت اكتر واحدة عارفة اللي جوايا.
صمتت لبرهة لا تجد حديث ترد به عليه شاعرة بحزن يملأ قلبها لعلمها پألم ابنها وعدم قدرتها على فعل شئ لأجله تنهدت بصوت مسموع قبل أن ترد عليه مغمغمة بنبرة مترجية ضعيفة
طب عشان خاطري...عشان خاطري يا جواد والله يا حبيبي أنت عارف لو مجيتش أبوك هيعمل إيه هو عاوز يلم الكل فبلاش عشان خاطري تبعد دة حتى هو اللي أصر على عصام يجيب مراته ما أنت عارف أنها مش بتيجي تعالى يلا يا حبيبي كلنا مستنيينك.
حمحم عدة مرات بضيق وتنهد مردفا بعدم رضا
وتذمر
طب بقولك إيه ما تقوليله أن أنا في مأمورية ومش هعرف اجي غير الصبح أحسن من دة كله.
تحدثت متوسلة بضعف محاولة التأثر عليه
مش هينفع يا جواد والله ما هينفع المرة دي لازم تيجي دة مأكد عليا من امبارح أني أقولك وأنا قولتله الصبح أنك فاضي وجاي.
التقط أنفاسه بصوت مسموع شاعرا باليأس لفشل محاولة هروبه من تلك المقابلة التي ترهق قلبه وتضعفه بشدة وأردف بضيق ونفاذ صبر
حاضر يا امي حاضر عرفيه إني جاي مسافة السكة وهكون عندك مش هتأخر.
أغلقت معه الهاتف وسارت نحو الداخل أخبرت فاروق بهدوء
كلمته يا فاروق وهو جاي دلوقتي أهو في الطريق.
اومأ برأسه أماما من دون أن يعقب على حديثها..
بعد مرور القليل من الوقت ولج جواد المنزل بثقة وخطوات واسعة واضعا قناع الجدية والبرود أمام الجميع وجه بصره نحو مديحة _زوجة عمه_ وغمغم متسائلا بجدية تامة وتعقل
ازيك يا مرات عمي عاملة إيه
وزعت بصرها عليه من أعلاه إلى أدناه بعدم رضا لجديته وطريقته الحادة معهم لكنها ردت عليه بهدوء
الحمدلله يا حبيبي كويسة يارب أنت تكون كويس
اومأ برأسه أماما وهمهم ببرود من دون اهتمام
كويس الحمدلله.
جلس معهم في صمت تام يتناولون الطعام كان ېختلس بصره من حين إلى آخر لرؤيتها وهي تتناول طعامها بشرود وذهن مشتت فاق من تفكيره بها على صوت والده الذي حمحم بجدية ورزانة
في حاجة مهمة بقى لازم تتقال رسمي عشان نفرح كلنا.
علم جواد مقصد والده من ذلك الحديث شاعرا بالڠضب الشديد يجتاحه أذا كان ما يظنه صحيحا بالفعل انتبه