رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
بإصرار بعد شعوره بإهانة زوجته
ولا أنا اقدر هاجيلك على طول متقلقيش أنا عمري ما أبعد عنك بس مينفعش نقعد هنا أنا ورنيم بعد اللي حصل.
تابع حديثه متطلع نحو رنيم التي لازالت واقفة كما هي في مكانها
يلا يا رنيم اطلعي جهزي حاجتنا عشان نلحق نمشي.
رمقه فاروق بغيظ شاعرا بالضيق كونه اختار زوجته وفضلها عليه وعلى والدته لم يتخيل يوما أن يترك المنزل نهائيا لكنه ظل كما هو يقف بشموخ وبرود يظهر اللا مبالاه فوق ملامحه وغمغم بكبرياء وعند
ابتلعت رنيم تلك الغصة القوية التي تشكلت داخلها من إهانته لها شعر بها جواد هو الآخر وانفلتت مشاعره فاقدا السيطرة على ذاته بعد حديث والده الذي جعله يستشاط ڠضبا ملقيا كل ما كان أمامه أرضا صائحا پغضب وتوعد
أنت بتقول ايه اللي بتقوله ده جنان أنا مراتي متعملش كده دي أحسن من الكل أنت اللي هتفضل كده زي ما أنت عاوز ايه هسيبلك البيت كله وأمشي كفاية لغاية هنا خلاص.
كانت مديحة تقف تشاهد كل ذلك بتسلية وكأنها ترى مسرحية أمامها تستمع إلى إهانة رنيم بابتسامة واسعة تزداد اتساعا بعدما تستمع إلى شهقاتها الباكية وترى دموعها التي تسيل بلا توقف..
صړخت سما پصدمة وخوف متمتمة بنبرة باكية بعد رؤيتها لوالدتها الساقطة أرضا
تطلع الجميع نحوها پخوف لكن فاروق كان أول من اندفع نحوها يحملها بړعب وقد تحولت ملامحه سريعا بعد رؤيته لها ساقطة أرضا.
توجه بها سريعا نحو غرفتهما شاعرا بقلبه يتوقف من فرط خوفه عليها أسرع جواد يتصل على الطبيب الخاص بها الذي آتى مسرعا كان يشعر هو الآخر بالقلق والخۏف على والدته وقفت رنيم بجانبه بعدما شعرت بما يدور داخله وخاصة أن كل ما حدث كان بسببها تمتمت بتوتر وهدوء
لم يشعر بذاته سوى وهو يحتضنها بضراوة مشددا عليها يعبر لها بفعلته عن مدى احتياجه لها في ذلك الوقت أجابها بصوت أجش حزين
متقوليش كده مفيش حاجة وهي بإذن الله هتبقى كويسة هنتطمن عليها.
تركها وتوجه نحو شقيقته التي تقف تبكي بشدة احتضنها بحنان مغمغما به محاولا أن يجعلها تهدأ قليلا
كفاية عياط يا سما متقلقيش هي هتبقي كويسة.
مسح دموعها بحنان فابتسمت من بين دموعها وأجابته بنبرة حزينة باكية
ج... جواد متمشيش وتسيبنا عشان خاطري أنا وماما والله ما هنخلي بابا يعمل حاجة تاني بس عشان خاطري بلاش ماما مش هتقدر تستحمل ولا أنا.
تطلع نحو رنيم وهو عاجز عن رفض طلب شقيقته المحقة فهمت نظراته جيدا ولم تقوى هي الأخرى على الرفض فأومأت لها أماما بصمت أجاب شقيقته بحنان وهدوء
متقلقيش مش همشي خلاص أنا مقدرش ابعد عنك أنتي وماما.
شعرت
أروى بالغيظ بعد فشل مخططها التي لم تستفد منه بعد كل ما فعلته عاد الأمر مرة أخرى لما كان عليه بينما مديحة كانت تشعر بالنيران متأهبة من قلبها بعد رؤيتها لخوف فاروق الشديد الذي تحول بعد سقوط جليلة غضبه وكل شيء كان يشعر به اختفى ليحل محله الخۏف والقلق عليها مؤكدا لها بحبه الشديد لجليلة بالرغم من جميع أفعاله..
ذهب الطبيب بعد أن أخبر فاروق بحالتها مؤكدا ابتعادها عن أي ضغط وأي شي من الممكن أن يؤثر عليها بالسلب..
كاد جواد يدلف ليطمئن عليها لكن استوقفه فاروق الذي منعه پغضب يرى أن مرضها كان بسببه
أنت عاوز ايه مش قولت إنك هتمشي وتسيبها وعملت فيها كده أمشي وسيبها يلا واقف عاوز ايه منها ليه عاوز تدخلها.
لم يهتم بحديثه مسيطرا على ذاته لأجل والدته وأجابه بهدوء وجدية
أنا هدخل اتطمن عليها أكيد مش هسيب أمي وهي تعبانة كده
تمتمت سما بتوتر لتنهي الأمر
خ... خلاص يا بابا عشان ماما متزعلش..
دلف جواد لوالدته يطمئن عليها بينما رنيم فعادت مرة أخرى إلى غرفتها بضيق كانت تود الذهاب