دلالي الفصل الاول
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
الفصل الاول ( دلالي )
نبدأ يومنا بصباح جديد لبداية حكاية جديدة تحمل في طياتها كوارث نفسيه قبل أن تكون جسدية بإختصار هو صراع أزلي مابين الخير والشړ و مابين النفس الأمارة بالسوء وصلة الرحم التي تكاد ان تنقرض بزمننا هذا
في منزل متهالك قديم جدا جدرانه مليئة بالرطوبة أي أن شكله بصورة عامة ومناخه الذي يرثى له يدل على فقر سكانه الواضح كان صوت ضجيج يصدر منه مليئ بالدهشة يرج بأرجائه
دي چريمة
عبد الحميد بصوت خشن
چريمة ليه ده جواز على سنة الله ورسوله
ولمي الدور
شيماء برفض لما يقول
ده لما تكون البنت كبيرة وفاهمة معنى إيه جواز مش طفلة بضفاير اتقي ربنا بقى
عبد الحميد بضجر ممزوح بلا مبالاة
بلاش تصدعيني أنا مش حمل مسؤوليتها أمها ماټت وسابتلي حملها وزي مابيقوله هم البنات للممات وأنا عايز أسترها عند راجل قبل ماتكبر بزيادة وحد يزغلل عنيها وتجيبلنا العاړ
بصي بقى لا أقولك ولا تقوليلي أنا إتفقت مع العمدة إني أديله البنت قصاد فدانين
ضړبت على صدرها بشهقة وصړخت به
ياللهوووووووي هتجوزها للعمدة يا اخي حرام عليك ده أكبر منك يجي مره ونص ومتجوز بدل الواحدة تلاته يعني هي الرابعة وبعدين فدانين أي دول اللي هتاخدهم قصادها !
ليقول ببرود
لا ده مهرها
مهر إيه يا أبو مهر ما تتكلم ياعبد الرحمن
إنت مش شايف أخوك عايز يعمل إيه ببنته
تنهد بتعب وقال
أديكي قولتيها بنته وبعدين ده كتب كتابها خلاص يعني مش بإيدي حاجة
عبد الحميد بتأكيد
عليك نور يا اخويا مافيش بإيدك حاجة ثم إلتفت لزوجة أخيه وأكمل بجبروت ولا حتى إنتي بإيدك حاجة ده إنتي حيالله مرات عمها مالكيش حاجة عندها
قاطعها پغضب
بقولك إيه البنت إنقرت فاتحتها وإنكتب كتابها زي ما سمعتي أنا جبتك هنا عشان تفهميها وترسيها إن بكرة دخلتها ومش عايز غلطة من ناحيتها
رمى أخر كلماته تلك وتركها وخرج من المنزل هو وأخوه لتجلس الأخرى على الأرض پضياع وهي تكلم نفسها بعدما ضړبت فخذيها بحرقه
مر بعض الوقت عليها وهي بهذا الوضع بين المد والجزر حتى نهضت بإستسلام للواقع المرير فهي لا تملك باليد حيلة فبهذه القرية أغلب الفتيات يتزوجن وهن قاصرات چريمه بشعة تنتهك طفولتهن وبرائتهن تحت شراع إسمه الزواج
لتبتسم بتلقائية عندما وجدت الأخرى تضحك بصوت رنان خارج من أعماق قلبها لتقترب منها تلك الصغيرة ما إن رأت أمها الروحية لتقول لها بتعب
أنا جعانه يا عمتى طبختيلنا اي النهاردة اوعي تكونى لسه ماطبختيش أنا أروح فيها
ليأتي الى جورها ابنها الشقي شهم وضربها بخفه وهو يقول بضجر
انتي من يومك همك على كرشك
بس أنا ماعنديش كرش حتى بص قالت الأخيرة وهي تضع يديها على جوانبها وهي تتمايل وتخرج لسانها بمشاغبة ليضربها مره أخرى على رأسها وقبل ان يحتد الشجار بينهم حتى سحبتهم شيماء بقلة حيلة ودخلتهم إلى المنزل
وما إن جلست وأجلستهم أمامها حتى إبتسم بحزن وأخذت تمسح على رأس دلال وهي لا تعرف كيف تبلغها بالغدر الذي سيقام بحق برائتها
طال الصمت بينهم لتتنهد بقلة حيلة بآخر المطاف مستسلمة كالعادة
شوفي يا دلال إنتي كبرتي صح !!
أومأت لها الأخرى بنعم وأخذت تنظر لها بفضول شديد واما شهم اخذ ينظر لوالدته بستغراب ممزوج بعدم فهم عندما أكملت بتوتر
والبنت لما تكبر بتتجوز
إعتدلت دلال بجلستها وأخذت تنظر لها بإستغراب هي ايضا يعني إيه أنا مش فاهمة
لينطق شهم بتأكيد لها ولا انا فاهم
سحبت شيماء نفس عميق وزفرته بقوة ثم قالت بحماس كاذب وفرحة خادعة
بصي ياحبيبتي باباكي كلمني وقالي إن دلال كبرت خلاص وهتبقى عروسة
أنا هبقى عروسة ما إن قالتها برفعة حاجب دليل على إندهاشها حتى ملست الأخرى على رأسها وقالت بتأكيد وحب
أيوا ياحبيبتي وست العرايس كمان هو إنتي مش عايزة تحطي روج وتلبسي دهب
دلال بترقب وعدم تصديق طفولي
أيوة بس هو أنا يعني لما أبقى عروسة وقتها أقدر أحط روج ومحدش هيزعقلي ويضربني لو عملت كده
شيماء بنفي لا طبعا محدش هيزعقلك إنتي خلاص كبرتي وفرحك بكرة
فرحها بكرة ! ما إن قالها شهم پصدمة حتى قطبت جبينه بتقرب ما إن وجدت دموع والدته ټخونها وتنزل من أطراف مقلتيها التي سرعان ما إن وجدها تمسحهم وهي تقول بإبتسامه شاحبة
أيوا بكرة ياحبيبي عقبال ما تكبر وافرح بيك
ثم نظرت لصغيرتها واكملت ببتسامه خداعة
وانتي ياقلبي إفرحي بقى ده انا حتى هجيبلك فستان أبيض
شهقت دلال بعدم تصديق وهي تنهض وتقول
اااالله فستان أبيض منفوش وطرحة طويلة كمان
وطرحه كمان ياستي وهجيبلك كل اللي نفسك فيه عنيا ليكي ها قولتي إيه موافقة تتجوزي!
طبعا موافقة قالتها بكل حماس وفرحة لا توصف على محياها البرئ فهي لا تعي ما الذي سيقام بحقها
نهضت مع زوجة عمها إلى الغرفة لتبدأ معها بترتيب جسدها الذي كان جسد طفلة بالمعنى الحرفى لا توجد فيه أي علامات للأنوثة
اما شهم بقى بمكانه جامدا يريد ان يستوعب ما سمعه من والدته ولكن عقله الطفولي لم يسعفه حتى الان
وما إن حل المساء دعت دلال صديقاتها وهي وتخبرهم بتفاخر بأنها كبرت وستتزوج وزادت سعادتها عندما وجدت زوجة عمها تدخل عليهم وبيدها وعاء ملئ بالحنة وأخذت تنقش لها كفيها مما جعلها تنظر بتعالي لرفيقاتها أي كل الممنوعات أصبحت متاحة لها وأخذت تبتسم بسعادة لتنتهي هذه الليلة ودلال في قمة سعادتها لا تعلم ماذا يخبئ لها المستقبل من بشاعة
في صباح اليوم التالي بعدما حممتها وأخذت تمشط شعرها المجعد و صففته لها على هيئة وردة
ثم بدأت تضع لها بعض لمسات على وجهها وهي تمسح دموعها بين الحين والأخرى لتبدأ بتلطيخ شفاهها بالأحمر الصارخ وخطت عينيها بالقلم الفاحم ووزعت بعض من أحمر الشفاه على خديها وأخذت تمسحهم لها بيديها
ثم أخرجت لها فستان أبيض منفوش جميل مع مستلزماته التي ما إن رأته حتى صفقت بكفيها بفرحة وأخذت تقفز بمكانها فهي لا تصدق بأن كل هذه التجهيزات لها هي فقط
ولكن ذبلت فرحتها ما إن إرتدته فقد وجدت نفسها ضائعة بداخله كان عليها كالبرشوت حرفيا
لتقول دلال وهي تلوي شفتيها بزعل وهي تمسك أطراف الفستان
إيه ده !! ده واسع أوي مش حلو عليا
لالا هو