الشيطان المتملك
بانزعاج مماثل :مش عايزة أسافر خلينا هنا. .
عمر بلين : طيب قومي خوذي دوش و غيري هدومك و لما تطلع الطيارة إبقي إرجعي نامي...
أشارت له بيدها بلامبالاة قبل أن تأخذ إحدى
الوسائد و تضعها على رأسها لتعود للنوم
من جديد....
زفر عمر بضيق من فعلتها لينحني فوق السرير
و يجذب الغطاء بقوة قائلا :إصحي يا كسولة
و إلا حشيلك و أرميكي في البانيو....
صړخت هبة بفزع و هي تقفز لتجذب الغطاء
و تلفه بحرص على جسدها العاړي : بتعمل
إيه يا مچنون..إنت ناسي إني أنا مش لابسة هدومي و عر.....
نفخت وجنتيها بانزعاج كطفل صغير و هي تتحاشى
النظر له و قد إحمرت عيناها من شدة الحرج....
كتم عمر ضحكته و هو يتأمل ملامحها المضطربة
و هي تلعب بطرف الغطاء بأصابعها...
ليقول بنبرة عادية راحما خجلها الذي تحاول إخفائه وراء نوبة ڠضب مزيفة :طيب قومي غيري
هدومك عشان نلحق معاد الطيارة الساعة إحداشر
و نص.
رفعت هبة إحدى يديها لترجع إحدى خصلات
شعرها الشاردة وراء أذنها و هي مازالت تنظر أمامها
بحرج متصنعة عدم الإهتمام و هي تجيبه : يعني
فاضل ساعة و نص و بعدين... مش الطيارة
خاصة يعني نسافر وقت ما إحنا عاوزين .
إبتسم عمر بتلقائية و هو يرتمي بحانبها
على الفراش قائلا بمرح :يا حبيبتي الطيارة
صحيح إنها خاصة بس في حاجة إسمها إحترام
للمواعيد و انا رتبت مواعيدي على الساعة
إحداشر و نص يعني لازم دلوقتي تقومي
تجهزي نفسك يا دوب نلحق .أومأت له بالايجاب قبل أن تضيف :طب ممكن
تستناني برا....
داعب عمر وجنتها الحمراء باصبعه لتبعده
عنها مصطنعة الضيق ليقهقه عمر بصوت عال...
قبل أن يهتف بعبث :مستحيل... عاوزة تبعديني
عنك من يوم صبحيتنا...
اجابته هبة بضجر و هي تجذب الغطاء
فوقها جيدا :لو مش حتطلع مش حقوم من السرير
و إبعد دلوقتي عشان اكمل نوم.... .
عمر : حبيبتي ارجوكي إرحميني بقالي ساعتين
و انا بصحيكي...
رفعت كتفيها بعدم إهتمام و هي تلتفت نحوها
باحثة عن أي شيئ ترتديه...لتصرخ فجأة
إثر حمل عمر لها : ااااه عمر بتعمل إيه.... نزلني.
عمر برفض :تؤ...حعرفك إزاي تتجاهليني ....
هبة پخوف : حتعمل إيه
عمر بخبث :حساعد بنوتي الحلوة عشان تاخذ
شاور.... اصلي عارف تعبانة بعد مجهود إمبارح.....
خبأت وجهها بيديها و هي تصرخ بصوت باكي :و الله قليل الأدب..... بكرهك .
قهقه عمر بصوت رجولي و هو يفتح باب الحمام
و يستمع لهمهات هبة الباكية لينزلها بهدوء
على الأرض وهو مازال يضحك عليها....دثر جسدها جيدا بالغطاء ثم إنتقل ليقبلها من جبينها هامسا
بنبرة عاشقة :نسيت اقلك مبروك يا حبيبتي.
حاوط وجهها بكفيه ليمسح دموعها مضيفا
بنفس النبرة :حسيبك دلوقتي عشان لسه
متعودتيش عليا بس يكون في علمك دي
آخر مرة...
غمزها في آخر الجملة ثم خرج تاركا
هبة في عالم آخر غير واعية بنفسها حتى
انها كانت تقع على الأرض مكانها.
الساعة الثالثة عصرا......
تنفس شاهين الصعداء بعد أن أنهى آخر ملف أمامه ليمسح وجهه بتعب
تراجع قليلا ليستند بظهره على كرسي