الشيطان المتملك
إلا فتاة بسيطة و فقيرة
جلبها أيهم من إحدى الشوارع حتى
تنفذ خطته بإغاظة ليليان....
تسمرت عينيها على الطاولة الكبيرة
عندما لاحظت وجود فتاة في سنها
اقل ما يقال عليها آيه في الجمال
و الروعة رغم ثيابها البسيطة
التي كانت ترتديها و خلو وجهها
من مساحيق التجميل عكس خاصتها...
هتفت دون وعي منها و هي تتفرسها بذهول : يا نهار اسود..لما تكون دي خدامة انا ابقى إيه... دي لو توافق تشتغل معايا
حتكسب ذهب.. ذهب إيه قولي الماس...انا
مش فاهمة البيه جايبني هنا ليه... ماكان أخذها
مكاني و خلص نفسه من ۏجع الدماغ داه كله....
سمعتها ليليان لكنها تعمدت عدم الانتباه
لها و تجاهلها لتتقدم نحوها نانا و هي
ترسم على وجهها إبتسامة خاڤتة
نانا : سلام عليكم يا قمر.. هو إنت
بتشتغلي هنا
ليليان و هي تخفي إبتسامتها الخبيثة : أيوا انا بشتغل هنا بقالي حوالي ثلاث سنين و نص....
جلست نانا على الكرسي بجانبها
و بدأت تتفحصها دون خجل قائلة : طيب
على كده بتقبضي كويس.
ليليان و هي تتظاهر بالحزن : لا و الله دي
شوية ملاليم.. البيه بيرميهالي آخر كل شهر
مش مكفياني حق الدواء بتاع والدتي...
أنا لو اقدر الاقي شغل ثاني مكنتش
قعدت هنا دقيقة.
نانا بتأسف مزيف : قلبي معاكي يا حبيبتي
بس بصراحة واحدة زيك خسارة تشتغل
خدامة و بشوية ملاليم زي ما قلتي...
إنت مش شايفة نفسك في المراية و
إلا إيه... عارفة انا مستعدة اساعدك و حوفرلك
شغلانة معايا حتاكلي من وراها الشهد.
ليليان بحماس : بجد... داه انا حكون ممنونالك
عمري كله...بس إزاي داه البيه اللي انا
بشتغل عنده زي ما يكون مستعبدني
تصوري مش بيسمحلي أخرج من هنا غير
مرة كل شهرين اروح أزور أمي في المستشفى
و أرجع هنا على طول ...
همست ليليان بصوت منخفض و هي
توجه بصرها نحو الباب مخافة ان
يأتي أيهم و يفسد عليها خطتها و هي تكمل
: داه حتى مانع عليا التلفون... انا بقالي اكثر
من شهر و نص مسمعتش صوتها و لا
إطمنت عليها...
مسحت دموعها المزيفة ثم إستأنفت
حديثها من جديد و هي تتوعد بداخلها
لايهم : هو حضرتك ممكن تساعديني...
لو يعني عندك موبايل ممكن اكلمها
دقيقة بس أسمع صوتها و ارجعهولك
على طول انا فاضلي بس اسبوع و
شوية عبال ما اخرج و ازورها.. بس
المرة دي لو حضرتك ساعدتيني انا مش
حرجع هنا ابدا....
أومأت لها الأخرى و هي تخفي
فرحها بداخلها متخيلة كم ستجني
من مال لو انها نجحت في إقناع ليليان بالعمل
معها...مدت يدها نحو صدرها لتخرج هاتفا
صغيرا و تعطيه لليليان التي
إلتقطته بفرح و هي تهتف لها بعبارات الشكر
و الثناء : و أخيرا حقدر اخرج من هنا شكرا يا... هو
إنت إسمك إيه...
اجابتها : أنا إسمي نانا... و إنت...
تجاهلتها ليليان و هي تقف من مكانها متجهة نحو
غرفتها قبل أن تلتفت وراءها قائلة
بتحذير : إوعي تجيبي سيرة لحد إنك
إديتيني موبايل او حتى تكلمتي معايا
عشان لو البيه عرف حيقتلك و ېقتلني...
اصل هو مش بيحب حد يعصي أوامره...
حروح أكلم ماما دقيقة و ارجعلك.....
اومات لها نانا پخوف وهي تتذكر معاملة
أيهم القاسېة و المتعجرفة لها منذ أول لحظة
ركبت فيها سيارته
...
دلفت ليليان غرفتها البسيطة ذات الاثاث
المتهالك التي أجبرها أيهم على المكوث بها
طيلة الاسبوع الماضي....جلست على السرير
الصغير ثم ضغطت بأصابع مرتعشة على
الهاتف لتهاتف زوجة عمها و التي تمثل
الأمل الوحيد لإنقاذها.... بعد ثوان قليلة
أجابتها : الو....
ليليان باندفاع : أيوا يا طنط انا ليليان..
كاريمان بفزع : ليليان... ليليان إنت فين
يا بنتي و أيهم عمل فيكي إيه إنت كويسة
إنت فين
ليليان : طنط ارجوكي سيبيني اتكلم
عشان معنديش وقت كثير....انا تعبانة اوي
و مش كويسة ولو فضلت هنا يومين كمان
يمكن اخسر إبني... أرجوكي يا طنط
خرجيني من هنا أيهم خطڤني و حاجزني
في فيلا شاهين الألفي صاحبه...إسألي محمد
هو يعرفها بس متجيش لوحدك... قولي
لشاهين هو الوحيد اللي حيقدر
يخرجني من هنا أرجوكي يا طنط داه
مشغلي خدامة هنا...متتاخريش انا حقفل
دلوقتي و متتصليش بالرقم داه ثاني...
كاريمان بصړاخ : ليليان..... ليليان.
أنهت ليليان المكالمة ثم تسللت
نحو الخارج متجهة نحو المطبخ.....
تنهدت بارتياح عندما وجدت
نانا جالسة في مكانها تاكل و أمامها طبق
من الفواكه المشكلة...
مدت لها الهاتف و هي تقول : خبيه بسرعة
عشان محدش يشوفه...و إبقي حاولي
تخليلي رقمك عشان اتصل بيكي لما اخرج
من هنا...
في نفس الوقت في فيلا البحيري....
حكت كريمان لزوجها ما حدث بالتفصيل
ثم تركته ليغير ملابسه متجهة نحو غرفة
محمد الذي هاتف شاهين ليسأله
على