الشيطان المتملك الجزء الثاني
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
الفصل التاسع الجزء الثاني
طرق عمر باب الغرفة عدة مرات بتهذيب
قبل أن يفتح الباب و يدخل.... جال ببصره
في كافة أنحاء الغرفة الخالية ليزفر بتعب
و هو يتساءل عن مكانها... هل يعقل أنها
لم تأت إلى هنا و فضلت المكوث في إحدى
الغرف الأخرى و لكنها أخبرته انها سوف تصعد
حتى تتجمع ملابسها و أشياءها وتغادر......
قادته قدماه نحو الحمام ليطرق على بابه
عدة مرات قبل أن ينزل يده نحو المقبض
إستعدادا لفتحه لكنه توقف فجأة بعد أن
سمع صوت سقوط شيئ ما على الأرض
في غرفة الملابس.... لوهلة ما ظن عمر أن
هبة بالداخل و انها من الممكن أن تكون قد أوقعت
احد الأشياء كحقيبة مثلا او.... إن تكون هي
نفسها من وقعت و عند هذه النقطة تحفزت
كامل خلاياه و إزدادت نبضات قلبه ليسارع
دون تفكير نحو الغرفة داعيا الله بصوت
عال ان تكون حبيبته بخير.....
دفع الباب الذي كان نصفه مفتوح بقوة
غير مبال و هو يبحث عنها كالمچنون
حتى وجدها واقعة على أرضية الغرفة
ليسرع نحوها و قلبه و روحه تسبقانه إليها
صړخ بصوت مټألم :هبة... حبيبتي مالك
حصلك إيه
جثى بجانبها ليرفع نصف جسدها العلوي
على ركبتيه و يبدأ في صفع خدها بلطف
تزامنا مع صراخه باسمها علها تستيقظ : ردي
عليا يا بيبة مالك....
حملها دون تردد ثم وضعها على السرير
و هو يتفحص وجهها و رأسها خوفا من
أن تكون قد تأذت أثناء سقوطها...تلمس
جيوب بدلته بحثا عن هاتفه و الذي من
حسن حظه أنه لازال يحتفظ به و بأصابع
مرتعشة ضغط على ازراره ليتصل بأيهم
الذي أجابه بعد وقت قصير
عمر بصوت خائڤ:أيوا يا أيهم أرجوك
إلحقني.... هبة هبة... ارجوك يا أيهم..
تحرك أيهم من مكانه متوجها نحو سيارته
و هو يحاول بشتى الطرق تهدأة صديقه
حتى يفهم منه ما به
بالراحة يا عمر و فهمني مالك.. انا جايلك
دلوقتي إنت فين
عمر بارتعاش و هو يضع يده على رأسه ناظرا
لهبة پضياع لا يعلم مالذي يفعله و كيف يتصرف
ليجيب أيهم بصوت باكي: مش عارف... هبة
أغمى عليها لقيتها على الأرض ارجوك هات
الدكتورة و تعالي... ارجوك يا أيهم....
زفر أيهم بتأسف قبل أن يجيب الاخر
بهدوء : مسافة السكة و أكون عندك
متقلقش...
أنهى مكالمته مع صديقه ليبدأ بمكالمة
أخرى مع شخص آخر و الذي لم يكن
سوى الدكتورة صفاء التي تعمل منذ سنوات
في المستشفى عنده ليطلب منها المجيئ
إلى العنوان الذي وصفه لها.....
بعد نصف ساعة كان أيهم يجلس بجانب
عمر الذي لم يكن يعي ما يحدث
معه و كأن الحياة فارقته و لم يبق سوى
جسده..
فمنذ قدوم أيهم و تلك الطبيبة
و هو يجلس على نفس حالته ينظر أمامه
بشرود و بصره معلق فقط على باب الغرفة
التي تقبع داخلها حبيبته و قطعة من
روحه ساكنه لاتدري مايحصل من حولها....
هرع من مكانه مسرعا عندما لمح مقبض
الباب يتحرك لتطل من وراءه الدكتورة
صفاء و التي تفاجأت من إمساك عمر
لكتفيها و هو ېصرخ دون وعي :مراتي
مالها يادكتورة..... إنطقي
شده أيهم بصعوبه ليبعده عنها قائلا
: إهدا ياعمر و خلي الدكتورة تتكلم....
عدلت صفاء نظارتها و هي تحدق بعمر
بتوتر قائلة بلهجة عملية تعودت عليها
:المدام حامل....ألف مبروك.....
حملق فيها عمر ببلاهة و قد إتسعت عيناه
كطفل صغير يرى أمامه شاحنة مثلجات..
ليردد بصوت
:قلتي إيه مين اللي حامل
قهقه أيهم بشدة على مظهر صديقه
قبل أن يدفعه قليلا من أمام صفاء
ثم يكمل هو حديثه معها حيث طمأنته على
صحتها ثم أعطته ورقة تحتوي على أدوية و فيتامينات الإضافة إلى ظرورة إحضارها
للمستشفى حتى تتابع حملها مع دكتورة
نسائية كحال جميع النساء الحوامل...
هذا كله تحت دهشة عمر الذي ظل يحرك شفتيه
بعدة كلمات غير مسموعة إلى أن
تلقى لكمة على كتفه من أيهم جعلته يستيقظ
من توهانه....
: الف مبروك يا صاحبي. تحدث أيهم
بفرح صادق لأجل رفيق دربه الذي عانى
و صبر كثيرا حتى سمع هذا الخبر.....
عانقه عمر بقوة و كامل جسده يرتعش
من شدة التأثر قبل أن يبتعد عنه و يمسح
عينيه التي إغرورقتا بدموع الفرح.....
و هو يجيبه بصوت مبحوح :الله يبارك
يا أيهم.....انا مش عارفة أعمل إيه دلوقتي....
ايهم بضحك : إجمد ياظ و إنت
شكلك زي عيال المدرسة....يلا روح لمراتك
دلوقتي عشان محتاجالك و متنساش
تجيبها بكرة الصبح المستشفى
عشان تكمل باقي الفحوصات
و نطمن عليها و على البيبي.....
تحولت ملامح وجه عمر هاتفا بقلق: مالها
هبة يا أيهم هو في....
أجابه أيهم بعد أن قاطع بقية حديثه: متخافش
هي كويسة و البيبي كمان كويس بس
دي فحوصات روتينية لأي ست حامل...
يعني