هوس من اول نظرة ج2
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
الفصل الثامن عشر من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
لم تكن الايام الماضية بالهينة أبدا على سيلين
التي باتت تعض أصابعها ندما و خوفا بسبب
كذبتها البريئة التي جعلت سيف يبتعد عنها اميالا
رغم وجودهما في مكان واحد...كانت تشعر بالضياع
و التشتت فحياتها أصبحت عبارة عن فوضى عارمة
رغم فراغها القاټل...فكل ماتفعله هو الجلوس
في الفيلا صحبة والدتها طوال النهار و إنتظار مجيئ
زوجها مساء و الذي أصبح يتأخر و لايعود إلا بعد منتصف الليل و مع ذلك تنتظره ليأتي و يغير ملابسه ثم يغادر الجناح و ينام في غرفة أخرى ....
حتى أنها حاولت طلب الصفح منه عدة مرات لكن جهودها ذهبت هباء فهو يرفض حتى التحدث معها أو إعطاءها فرصة لتشرح له...
الساعة المعلقة في أحد حوائط الغرفة فوجدتها تشير
إلى الثانية عشر ليلا...تأففت باستياء مما آلت إليه الأمور فغيابه كل هذا الوقت يعني أنه لايزال غاضبا منها لكن لما يغضب و هي لم تفعل سوى واجبها...
كما تفعل اي زوجة مخلصة و محبة لرجلها هل أخطأت لأنها تريد أن تعيش حياة طبيعية معه
في بداية علاقتهما كانت سعيدة جدا بحبه و إهتمامه
بها و كيف لا و هي التي رأت كيف كان عالمه يدور حولها يعاملها و كأنها ملكة متوجة على عرشه... عبارات العشق و الهيام التي يلقيها على مسامعها ليلا و نهارا و التي تجعلها تلامس الغيوم ...الهدايا الباهضة التي كان يفاجأها بها بلا حساب... رحلات لأحلى و أجمل البلدان
لكن مع مرور الايام أصبح هوسه بها غير طبيعي و تحول دلاله إلى سجن ېخنقها...و ما كان يخيفها
اكثر أن الأمر كان يزداد تعقيدا مع مرور الايام
حتى أصبحت أشبه بعصفورة مسجونة في قفص
ذهبي...
فتحت باب غرفة الملابس التي كانت تعج بآلاف
الفساتين و الحقائب المقتناة من أشهر الماركات العالمية بالإضافة إلى الساعات الغالية المرصعة بفصوص من الألماس...أحذية عطورات و أدوات
تجميل أصلية...تجزم أن هذه الغرفة تساوي
ميزانية إحدى الدول الأفريقية....
و تخرج منه حقيبتها المفضلة من ماركة هيرميس
المصنوعة من جلد تمساح الالبينو تلك الحقيبة
التي فاق سعرها المليون دولار...إنفلتت منها ضحكة ساخرة عندما تذكرت زوجة خالها إلهام التي
كادت ټموت من شدة صډمتها عندما شاهدتها
عندها...
نظرت إلى الحقيبة باشمئزاز ثم رمتها على الأرض و نزلت على ركبتيها لتجلس أمامها تنظر إليها بنفور
و كأنها عدوتها فما فائدة كل هذه الرفاهيات
و هي في السچن ....
شعور التشتت و العجز إستحوذا على كيانها
و لاتدري مالذي ستفعله حتى تسيطر على
الغرفة لكنها لم تلتفت إليه بل ظلت قابعة
في مكانها و كأنها صنم تجاهد حتى لا ېفضحها
قلبها الذي تسارعت دقاته ما إن إشتنشقت
رائحة عطره التي إنتشرت في أرجاء المكان.
تنهد سيف بارتياح حالما وجدها أمامه سليمة
معافاة بعد أن إستنفذ عقله كل الأفكار السيئة
عندما لم يجدها تنتظره في غرفة النوم كما
تعود كل ليلة.
تقدم نحوها و نزل إلى مستواها حتى يتفقدها
جيدا خاصة بعد أن لمح تلك الحقيقة أمامها قائلا
بصوت رجولي أطاح بباقي مقاومتها
إنت كويسة
طأطت رأسها ثم حركته يمينا و يسارا و هي تضغط بقوة على شفتيها حتى لاتصرخ بصوت عال
معلنة عن جميع الاوجاع التي كانت تنهش روحها
من الداخل...والدها الذي تركها و هي مازالت طفلة
لتضطر إلى تحمل مسؤولية أمها المړيضة...وحيدة
بدون سند في بلاد غريبة لم تعرف مشاعر الحب
أو الصداقة يوما فكل من كانوا حولها كانوا مجرد معارف عابرة لا أحد يهتم لها و عندما