الخميس 26 ديسمبر 2024

فراشه في جزيرة الدهب

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل السابع
تقدمت بخطى سريعه تخرج من غرفة الفتيات في الحرملك وقفت محتارة لم تحفظ طرق ودهاليز القصر بعد.
تقدم منها أحد الرجال يلبس زي ليس برجالي ولا نسائي خليط بين هذا وذاك حتى صوته لم يكن خشن كفايه حين قال
هااااي.. أنتي لما تقفين هكذا كيف خرجتي من الأساس
أريد مقابلة الملك.
نظر لها وضحك ساخرا ثم قال
هههههاااي.. وقررتي ذلك وحدك وتعتقدين إنه مباح وبالإمكان! ياليكي من مسكينه... بالتأكيد أنتي حديثة العهد هنا .

نظر لها نظرة شمولية ثم قال
همممم دعيني أخمن من أين أنتي دول شمال شرق أسيا أم أمريكا وكندا أم اوروبا لكنها بعيدة عن حدود مملكتنا...عامة ليكن بمعلومك جمالك هذا ولون بشرتك لا يشفع لك كوني مهذبة و مطيعه وأعرفي القوانين القصر هنا له قواعد لا تكسر خصوصا الحرملك.
أقترب منها هامسا
فهو تحت إمرة السيدة أنچا وهي سيدة حادة الطباع مزاجيه قريبه جدا من الملك تقريبا لا يرفض لها طلب ولها سيادة واسعه المجال.
ثم أبتعد عنها وكأنه قد أنتبه للتو على حاله وهتف
ماذا تقولين أنتي..كفي عن الثرثرة هيا تحركي...هيا.
وقفت مبهوته تنظر له بإستغراب وردت
أنت من كان يتحدث وليس أنا.
هااي أنتي..كفي عن الثرثرة قولت لكي وتحركي أمامي للداخل يبدو أنكي بحاجه إلى تعليم وتهذيب وإصلاح.
زمجرت رنا برفض وقالت
لكني أريد مقابلة الملك والآن.
أحتدم النقاش بينهما فتقدمت سوتي تنتشلها من هذا الصراع وتسحبها معها بينما تردد
معذرة منك يا جوتشا الفتاة مستجدة هنا ولا تعلم القوانين.
علميها إذا وأنصحيها أن تكون مهذبة هاااا...هيا تحركا من أمامي.
صړخ فيهم فترحت سوتي تجر رنا معها مرددة
تعاالي هنا.. أنتي فاكرها سايبه.. عايزه أشوف الملك يبقى هتشوفيه.
صمتت ثواني تحاول أن تفهم رنا حيث قالت
رنا حاولي تفهمي وتستوعبي أنك بتتعاملي مع ملك ملك بجد بحق وحقيقي من إلي بتشوفيهم في مقابلات الريس بتاعكم ده مش شيخ الحاره عندكم ولا العمدة ده حتى دول بيبقى لازم معاد سابق.. أهدي وأعقلي.
نظرت رنا أرضا وقالت بنبرة ملئها اليأس
طب أعمل ايه مش قولتي الحل عنده.
أيوه قولت تقربي منه وتتكلمي معاه بس أكيد مش بمزاجك و على هواكي كده.
تنهدت سوتي وقالت متحسرة
هقول إيه.. ماكنتي في أوضته وبسريرة شخصيا ودي حاجه عمرها ما حصلت مافيش جاريه بيطلع عليها صبح عنده.
شهقت رنا تردد پخوف
ايه بيقتلهم
بيقتلهم إيه أنتي كمان هو بس بيزهق منهم فبيطردهم إلا أنتي بس هقول إيه... أنتي تيجي دلوقتي جوا ونبقي هادية و عاقلة أحسن.
سحبت رنا معها للداخل وهي مستمره في الحديث و النصيحه
لازم تتعلمي تهدي وتطولي بالك..الصبر بيهد جبال مش انتو إلي بتقولوا كده بردو.
ساعدتها كي تجلس مكملة حديثها 
مشكلتك يا رنا هي أنك نمرودة وعنيدة ومستعجله على كل حاجه وهنا في القصر الحياة صعبه محتاجه الصبر والحكمة وطولت البال وإلا هتبقي صيد سهل لأصغر خادم هنا عشان كده اقعدي واهدي.
لم تعجب رنا بالحديث وقالت
هو أنا لسه هستنى بقولك عايزة أرجع مصر.
ششششش..وطي صوتك.
تلفتت سوتي يمينا و يسارا ثم قالت
رنا أنتي بجد من كل عقلك مفكرة أنك ممكن ترجعي بلدك خلال أيام
نعم أمال إيه طب أسبوع مثلا
أسبوع أنتي بجد حالتك صعبه... أنا لازم أقوم دلوقتي وزي ما نصحتك كوني عاقلة وأستني الفرصه بلاش تهور..تمام
هزت رأسها بصمت فيما غادرت سوتي لتباشر باقي أعمالها متأكدة أن رنا تعلمت الدرس أخيرا.
جلست رنا تفكر في حديث سوتي ربما من الأفضل أن تتحلى بالصبر وإن لم يكن بينهما عمار فلتحاول على الأقل أن تتعلمه.....نعم يجب أن تفعل.
بعد عدة دقائق
سيبني بقولك... بلغ الملك إني عايزة أقابله.
كان هذا صوت رنا تقف محتجزة عند باب غرفة الملك وقد منعها الحجاب من الدخول بالقوة وقال أحدهم
الدخول للملك لا يحدث إلا بأذن منه.
أخبره إذا أنني أريد الحديث معه.
لا يمكن ... لا أستطيع الملك الآن في حفل خاص به..تلك هي القوانين ..عودي لمهج الحريم أفضل لكي.
ثم نادى بأعلى صوته
أنكي...أنكي.. تعالي خذيها من هنا.
تقدمت أنكي سريعا ومعها بعض الفتيات يرتدين ملابس مزرقشه جميلة وملفته شعرهم مصفف بعناية ورائحتم فواحة ينظرن على رنا بإستعلاء وشماته بالطبع وصل لمسامعهم حكاية الفتاة البيضاء التي أظهر الملك إهتمام ناحيتها لكنه لفظها الآن وهن من سيدخلن لعنده... كل واحدة منهن كانت تفكر أنها بالتأكيد ستحظى بلفت نظر الملك مستخدمة حسنها وغنجها علاوة على الأدب والعلام فهي ليست متمردة كتلك البيضاء التي لم تنحني للملك وأظهرت عدم تأدبها وتصرفت بطيش..على عكس كل واحدة منهن.
وتقدمت انكي تقول پغضب منها
كيف أتيتي لهناوكيف خرجتي من الحرملك دون إذن حتى
أريد مقابلة الملك.
ماذا هل جننتي من كل عقلك تعتقدين أنه يمكنك رؤية الملك متى وأينما شئتي... الآن عودي للحرملك حسابك معي طويل.
لكن رنا لم تستمع لحديث انكي وظلت على عنادها الذي زاد مع نظرات التعالي و الإنتصار من الفتيات وقالت
لن أتحرك من هنا اخبري الملك إني أريد رؤيته بتالتأكيد سيوافق.
نظرت لها أنكي بضيق ثم أشارت للحاجب برأسها هز رأسه لها وكأنه فهم عليها ودق باب غرفة الملك ثم دلف واغلقه خلفه.
وظلت حرب النظرات بين رنا وأنكي والفتيات مستمرة رنا بقرارة نفسها كانت تشعر بالأنتصار حتى قبل خروج الحاجب كانت على يقين أنه سيسمح لها بالدخول.
وبتلك اللحظة فتح الباب وخرج الحاجب ليظهر الملك راموس ولجواره أنچا وقد استوى في مقعده يجلس وهو ينظر لرنا بطرف عينه بأنتصار كأنه إنتصار على تمردها بعينه لمعة سعادة أنها قد جاءت هي إليه الآن وهو من رفضها.
وقال الحاجب
رفض الملك دخولك .
ثم نظر للجواري وقال
أنتن..أدخلن هيا.
بهت وجه رنا ونظرت على راموس الذي أبتسم بظفر ثم اشاح عيناه عنها بإستكبار .
وتقدمت الجواري يخبطن كتف رنا وهن يلجن للداخل كأنهن يتعمدن إھانتها ثم أغلق الباب.
وبقت وحدها أمام الحجاب تحترق من الغيظ و الڠضب.
فتحركت بهوجائية تحاه الحرملك وما أن قابلت سوتي حتى صړخت في وجهها
أبوكوا لابو إلي جابكوا كلكوا.
تقدمت سوتي بزعر تسأل
ايه ده أنتي كنتي فين وعملتي إيه 
ارتمت رنا تجلس بغيظ مرددة
أنا يبصلي في نن عيني ويرفض يدخلني.. إبن الكلاااب.
أتسعت عينا سوتي هي ټضرب جبهتها مرددة
هما دوا العقل و الحكمه إلي وصيتك بيهم إيه إلي وداكي لهناك أنتي تقريبا لسه محتاجه تستوعبي أنك قدام ملك...ملك.. أنتي بجد حالة ميؤس منها.. أنا مش هتعب نفسي معاكي تاني.
ثم غادرت سوتي وهي تهز رأسها بيأس من تلك الفتاة.
في القاهرة
أتسعت عينا حورية ولمعت عيناها من كلماته التي وصفها بها للتو بقدر بساطتها كانت تراها غزل صريح بل شديد الوضوع زيدان يبدي إنعجابه بجمالها.
أنه لمن العجائب زيدان بالنسبة لحورية شخصية غامضة...من الخيال... أحيانا تحتار في أمره ولا تعرف له مالكة...فهل إنعجب بها هي خصيصا أم أنه من السهل أن يعجب بالفتيات وهناك الكثيرات قد أعجب بهن لكن لم ترضى ولا واحدة منهن به كما تسمع.
كانت تتطلع له بعينها التي أتسعت من المفاجاة وطغى عليها بريق لامع يأسر القلوب تسأل نفسها لأول مرة ذاك السؤال ليه البنات بترفضه
شهقت بهمس...تبا ...لقد تفوهت بما دار بخلدها بدى ذلك وأستدركت ما فعلت حين تغيرت ملامح وجهه.
تغضنت زوايا فمه بإبتسامة يشوبها الحزن فقالت مسرعه
أنا أسفه أنا ...
قاطعها مرددا بصوت هادئ
بيخافوا
بيخافوا! يخافوا من إيه
ضحك ضحكة وضح الألم فيها وقال
مني
ويخافوا منك ليه هو أنت عملت حاجه لحد
نظر لها مطولا نفسه تتسرسب داخلها شعور بالتمني يتمنى لو تقترب منه إقتراب أرواح...أزواج.
زيدان تحكمت فيه نفسه البشرية.... زيدان يريد إقتناصها له.
حركته غريزة الإنسان في إيثار نفسه وقال بترقب
وهو أنا كنت عملت لك حاجة بس پتخافي مني المفروض أنا إلي أستغرب سؤالك.
إرتكبت وهي توبخ نفسها ثم قالت بعدما عادت تطالعه
على فكرة أنا سألتك عشان مستغربه إنت مش وحش و.
إنبلجت إبتسامة فرحة متفاجئ على وجهه وقد تهللت أساريره وسأل
و إيه يا حورية
كان يحدثها يحسها على مواصلة الحديث الذي دغدغ قلبه وهلل حواسه كأنه يريد أن يسمع منها كلام محدد... زيدان يهفو لأي كلمة غزل ..و وصفها له مش وحش قد يراها البعض أقل من عادية لكن بالنسبة له لأنها زيدان ولأنها لم تصدر من أي فتاه والسلام بل صدرت من حورية فهي ليست بعادية إطلاقا.
وحورية لا ترحم ولا تترك رحمة الله تهبط عليه بل تحدثت تقول
و وسيم و قمور قوي من قريب.
هناك رعشه تملكته زلزلته كليا يااااه... هنالك فتاة تتغزل فيه وليست أي فتاه.
هل هو يحلم أم ماټ ودخل جنه وقابل فيها إحدى حوريات العين.
نعم بالطبع فتلك القريبة منه يفصله عنها إنشات بسيطه يتضح منها مدى حسنها روعة خلقها وملامحها ليست من بني البشر بالتأكيد.
من المؤكد أنها حورية من الجنه إسم على مسمى.
إرتبكت وهي تلاحظ مظاهر التفاجئ والصدمه التي تكونت على ملامحه بللت شفتيها وقالت بتلجلج
أنا... أنا هروح أعمل لنا فشار.
نظر لها بتمعن كأنه يفضح تهربا لايريد للموقف إن ينتهي الآن ولا هكذا بالهرب يريد الإستمرار ربما يأخذهما الحديث إلى نقطة جيدة جدا فمن كان يتوقع أن تبدي حورية إنعجابها به بعدما ظن أنه حالة ميؤس منها فقال 
أقعدي يا حورية أنا مش عايز فشار... اقعدي خلينا نكمل كلام.
زاد الإرتباك داخلها حتى شعوره بإرتباكها أسعده هذا يدل أنه ذو تأثير عليها تخجل وتنحرج منه.
أنه لشعور رائع لأول مرة يجربه بتلك اللحظة ود لو.... لكنه توقف عن التمني يسأل من الأساس هل من حقه أن يأخذها في أحضانه لو ود ذلك
عاد ينظر لها يردد أنه ولما لا أليست زوجته الآن.
إلتمعت عيناه وقد تشبع ذلك الأحساس داخله وأخذ يعتاده يقررها داخله حوريه زوجته...زوجته هو.
كانت لحظة مضيئة لحظة توقفت ساعته عندها وكأنه أقر شئ داخله.
مد يده يقبض على يدها فأرتجفت تحت قبضه ونظرت له بإرتباك وخجل فزادت فرحته من بيان شدة تأثيره عليها والذي عاود له بعض من ثقته التي وئدت مع الرفض المستمر .
أنشرح صدره وهو يبتسم مرددا بإصرار
أقعدي يا حورية جنبي 
لكنها آثرت على الفرار تقول متحججة
لأ أنا.... أه...هعمل عصير واجي.
ثم هرولت للمطبخ سريعا تختفي من أمامه وتركته.
تركته يتمدد على الأريكة ثم يرتمي عليه وهو يتنهد پصدمة مما يشعر به الآن...لا يصدق أنه يعيش تلك الحالة وتلك المشاعر ....هو أيعقل!!
أنتبه يجلس معتدلا على الأريكة بعدما أستمع لصوت هاتفه يدق.
نظر للشاشة ثم اغمض عيناه بضيق يبدو أن محمود لن يتوقف.
لكن تلك المره جمد زيدان قلبه لن يجيب هو ليس لعبه بين يديه أو سليوة سيتسلى بها.
وربما يجب على محمود أن يعلم ذلك منذ الآن.
هنا أنتبه زيدان على شئ مهم....على نفسه.. وكأنه قرر شئ ما بينه وبين حاله حتى لو لم يحسم الأمر بعقله.
لمعت

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات