الجمعة 27 ديسمبر 2024

جنة الظالم

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل التاسع
وقفت امام مرأتها تتمعن النظر لانعكاس صورتها بصمت قاټل تسأل.
من تلك التى ترى صورتها فى المرأه أهى نهله تلك الفتاه المفعمه بالحيويه والنشاط عقلها يضج من كثرة وتزاحم الأفكار التى تود ترجمتها لصوره حيه على ارض الواقع!
أهى نفسها نهله التى كانت لا تجد ساعات كافيه للنوم بسبب انشغالها بأشياء تفعلها وأمور اخرى تود فعلها... نهله الاتربى والتى كانت تحلم بالوصول للعالميه... ان تصبح قدوه لكل فتيات جيلها وللأجيال الأخرى من بعدها... حلم حياتها أن تصبح مصدر الهام ومثال يحتذى به فى النشاط والنجاح.. حتى عندما قدمت على لقب ملكه جمال مصر فعلت فقط باعتبارها خطوه كى تصل بها للناس.. ان توسع قاعدة معارفها وثقافتها وأيضا اعتبرتها تحدى جديد وخطوه جيده لذا سعت وقدمت وبالفعل فازت باللقب.

ابتسمت بمراره تدقق النظر وهى تتحسر فاللتى أمامها ماهى الا مسخ.. سيده ملونه... تمثال... حولها سليمان لقطعه تحفه انتيك يزين بها منزله.
طوال الوقت وهى تعلم لما تزوجها لم يعشقها ولم تعشقه هو تزوجها لأنها ملكة جمال مصر... فمن تليق بأن تصبح زوجة لابن الظاهر غير ملكة جمال الكل يحكى ويتحاكى عنها.
وهى تزوجته لأنه شاب جيد مقبول الهيئه ثرى جدا مناسب لعمرها... قوى الشخصيه. حلم فتيات كثيره.. دائما ما كانت تستمع لاخباره... ظنت انه بالعشره سيتحول التفاهم بينهم لحب وعشره لذيذه.
ولكن.... لم يحدث... لم تجد اى شئ بينهما يمكن ان يتفقا عليه... منعت بأمر من شوكت الظاهر شخصيا عن معظم نشاطاطها لانه مقتنع اقتناع شديد ان كل من يفعلن ذلك يفعلنه من أجل السعى وراء المال ونساء بيت الظالم ملكات.
ممنوع ممنوع.... و أموال اغدقت بها حتى تحولت لما هى عليه الآن... ثلاثون عام بدون اى انجاز يذكر.
وبالنهايه تزوج عليها... جلست على المقعد خلفها لا تلوم الا نفسها.. سليمان لم يخطئ وحده... لقد ساهمت معه بكل شئ.
لا تعلم هل هى تشعر بالغيره حتى ام لا
حتى اجابة هذا السؤال البديهى لم تستطع إيجاد اجابه حازمه ودقيقه له.
بكت بندم... ترى كيف دارت بها الايام وفات عمر كامل.... ثلاث سنوات حولتها من فتاه مثال للنشاط والعقل النير الى فتاه حقا مثيره للشفقه رغم رصيدها البنكى.
ثلاث سنوات كان من الممكن فعل الكثير فيهم وتحقيق العديد والعديد من الانجازات كرفقاتها.
تمددت على فراشها ومن كثرة البكاء غفت.
يقف فى مكتبه غير مستقر او مرتاح.. يحمل هاتفه بيده وهو يقف تاره عند النافذه وتاره أخرى عند المكتب يحاول منذ فترة طويلة مهاتفتها وهى لا تجيب.
اخذ نفس عمييق يحاول كبت غضبه الناجم عن اشتياقه.... تبا لليوم الذى رأها فيه لتفعل به كل هذا ولا تبالى.
هو حتى لا يعرف ان كان سعيد لانه عرفها ام لا... ولكنه الآن متعب.. مشغول البال... يتعذب ببطئ قاټل.
قبلما يعرفها كان مرتاح... يمتلك العالم كله... لا يشتاق لأحد ولا يتلهف على احد.
سعادته بيده وليست بيد شخص آخر... يعجب الجميع وهو لا يهتم... أكم من نساء يوددن مقابلته او تجمعهم اى مناسبه وهو!
هو أصبح اسير فتاه تحب كل الناس إلا هو.. تعشق الحياه الزرع الشجر وكل دابه تسير على الارض إلا هو.
لم يعد يتحمل او يطيق... استنفذت كل طاقته.
ثار وأصبح عصبى للغايه... عصبى اكثر من اى وقت مضى بسببها.
بعصبيه شديدة وڠضب فتح هاتفه واتصل على والدها الذى فتح الخط بعد فتره يقول ببغض افندم.
اغمض سليمان عينه من تلك الاسره التى تكرهه بهذه الطريقه... طريقة الحديث لا تعجبه.. لا تليق به ولا بمقامه الرفيع.. لم يسمح لاحد عمره كله ان يحدثه بهذه الطريقة...بالأساس لم يذق للرفض او الاهانه طعم الا منذ عرفها.
لكنه لن يتحملهم كثيرا وان كان يستحملها لأنه يعشقها لكنه ابدا لن يتحمل أحد غيرها.
فتحدث پغضب ونفاذ صبر من بين أسنانه عايز احدد يوم لكتب الكتاب والفرح.
محمود باقتضاب مش دلوقتي. 
سليمان بردود سريعه لأنه فقد صبره حقا امتى 
محمود بتسويف ربنا يسهل.
سليمان وهو يشيح بيده بعصبيه لا ماهو ربنا يسهل دى حبالها طويله وانا راجل خلقه ضيق... انا نفذت اتفاقى معاك وجوزت بنت اخوك الى كان مستحيل تدخل عيلة الظاهر ابدا... انت بقا فين اتفاقك معايا... وخلى بالك قبل اى رد منك...حكم عقلك كويس واعرف انى ممكن انفذ تهديدى خالص... انا اصلا ممكن اخدها بمعرفتى واتجوزها مش هفضل كتير مستنى جنابك.
ليتحدث محمود بثقه ومعاملتش كده ليه ووفرت كل ده على نفسك... لولا إنك عارف ان بنتى متربيه واستحاله تعملها وترضى تتجوزك بدون علم ونوافقة اهلها... مش كل الناس تهانى يا ابن الظاهر.
سليمان بهدوء خطړ عندك حق... عندك حق جدا بس..
صمت يثير أعصاب محدثه واكمل بهدها بټهديد هادئ انت عارف انهم مسمينى الظالم... آخر ما هزهق هاخدها ڠصب... مش بس ڠصب عنك تؤ تؤ تؤ لأ... ده ڠصب عنها هى شخصيا... مانا مش ملاك بجناحات انا سليمان الظالم... لأ وممكن ساعتها يكون من غير جواز... فامتختبروش صبرى كتير... لانه اصلا نفد... النهاردة التلات فرحى على بنتك الجمعه وده آخر كلام عندى لاني صبرت عليكوا كتير وانا اصلا مش كده.
ليغلق الهاتف بوجهه بعدما انتهى من إلقاء أوامره وقراراته.
يغمض عينه يتنتظر.... بات على علم ببعض الجوانب من شخصيتها ويتوقع القليل من رودود الأفعال... وجنه ستحادثه بعصبيه بعد دقائق من الان.
مرت دقائق ليبتسم بثقه وهو يراها تتصل به.
ليقرر التلاعب بها قليلا بعدما فعلت معه تركها تتصل وتعيد الاتصال عدة مرات الى ان فتح الهاتق ذات مره و اول ما استمع لصوتها وهى تتحدث بعصبيه قائله انت فاكر نفسك إيه... هى حصلت بتهدد بابا.
رغما عنع اخذ نفس عميق لرجل غارق بالعشق حد الثماله وقال وطى صوتك وانتى بتكلمينى.
اتسعت عينها من التناقض بين صوته المتيم بها وحديثه الأمر بحسم.
واكمل بهدوء وهو يتلاعب بالقلم فى يده وحشتينى.
اصبحت قاب كوسين او أدنى من الجنون.. متناقض ورهيب.
رددت ببلاهه انت برج الجوزاء مش كده.
ابتسم يجيب بتلاعب لأ اسد يابت.
جنه إيه بت دى ماتتحرم نفسك.
سليمان بتسليه وسعادة لما تكلمى الى اكبر منك تتكلمى بأدب يا ارنوبتى
هزت رأسها بتيه... كلما تحدثت اليه يدخلها فى متاهته... متاهه خاصه به. 
حاولت الخروج منها والعوده لسبب اتصالها به تعيد السؤال من جديد بقولك ايه ماتتهونيش... انا عايزه اعرف ازاى تعمل الى عملته ده.
ابتسم عليها يقول ولسه هتوهك اكتر واكتر... قولتهالك قبل كده...انتى الى ابتديتى.. هتوهينى.
اخذ نفس اكثر عمق وتحدث بتلاعب كبييير هتوهك.
لم يدع لها فرصه فى الحديث إنما قال فرحنا خلاص يوم الجمعه... لازم اخلص حاجات كتير ورايا عشان عايز اخد اجازه كبيره وافضالك فا.... قاطعت سيل قراراته قائله بعد اذن السيادة بس هزعج معاليك... حبيت افكرك فى وسط القرارت العظيمه الى بتاخدها يعنى انى عندى امتحانات ده لو مش هيضايق جنابك.
ابتسم يعتدل بقعده يستريح ويعود بظهره للخلف متكئا باستمتاع.
اى حديث منها جميل ويسعده حتى لو كانت تجادله... يعجبه بها ان حتى الجدال معها ذو طعم.. كأنه يحتوى على بهارات حاره جعله مختلف.
لكنه جاوب بغطرسه مش مهم

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات