الشيطان المتملك
من مكانه و لو إنشا واحدا
لمحت إبتسامته لتلوي شفتيها بحنق
قائلة : على فكرة مفيش حاجة بتضحك.....
إستجمع شاهين شتات نفسه و هو يحاول
رسم ملامح الجدية على ملامحه ليهتف
بصوت جاد : عارف بس انا بقالي
ساعين و انا بسألك نفس السؤال و إنت
اللي عمالة بتلفي تدوري و مش عاوزة
تجاوبيني.... كاميليا لعاشر مرة بسألك
الخاتم بتاعك فين و إزاي تسمحي
لنفسك تقلعيه من إيدكانا منبه عليكي
قبل كده و حذرتك إنك لو شلتيه حعاقبك.....
هزت كاميليا حاجبيها بعدم رضا قبل أن
تجيبه و هي تداعب أزرار قميصه باصابعها
: وحتعاقبني إزاي بقى المرة دي حتجبرني
اقعد في البلكونة برا للبرد و إلا.. حتخليني
أقعد تحت رجليك و اقلعك جزمتك..... مممم
لا حتغتصبني طول الليل زي ما كنت...
صړخ شاهين مقاطعا كلامها : كاميليا.... مفيش
داعي للكلام داه إنت عارفة إني مستحيل
أذيكي....
رفع ذقنها باصبعه ليطبع قبلة رقيقة
بجانب شفتيها الطريتين قبل أن يبتعد
عنها لينظر لداخل عينيها الزرقاوتين
اللتين كانتا تلمعان بسبب دموعها
المنحسرة داخلهما.....
تحدث بصوت هادئ حنون هذه المرة : حبيبي
مش إحنا إتفقنا ننسى اللي فات.... و نبتدي
صفحة جديدة انا كنت بقصد عقاپ
من نوع ثاني...و مش بعيد يعجبك... بس
إنت لازم تجاوبيني الأول... إنت ليه قلعتي
خاتم جوازنا إنت مش عارفة داه معناته
إيه بالنسبالي... انا كل ماشوف دبلتي في إيدك
بكون بعلن للعالم كله إن إنت ملكي انا.... حبيبتي
أنا حياتي انا روحي و قلبي أنا.
كاميليا بعدم تركيز وهي تشعر بأن
الأرض قد بدأت تدور حولها : ها...انا.... انا....
سيطر على رغبته العارمة في الضحك
ليسألها مرة أخرى بتأكيد : فين الخاتم لو
مش عاوزاه قوليلي و انا حجيبلك غيره
المهم إنه يفضل في إيدك....
إستأنف حديثه مرة أخرى عندما رآها
تحرك رأسها بنفي : أمال ليه عملتي كده
إقتربت منه أكثر لتخفي نفسها بداخل
أحضانه وهي تتمتم بصوت منخفض
غير مفهوم : عشان بقت ضيقة عليا....
حاول إبعادها لكنها إلتصقت به
أكثر ليهتف هو بصوت عال : مش سامع
حاجة عيدي ثاني.
كاميليا بسرعة : عشان بقت ضيقة على
صباعي...فقلعتها و خبيتها في الدولاب.....
شد شاهين أنفه باصبعيه ليمنع نفسه
من الضحك و يقول بصوت جاهد لأن
يكون عاديا : طيب مقلتيليش ليه
عاجبك خناقتنا تحت قدام ماما و فادي.
كاميليا بصوت منخفض : مكنتش عايزة
أضايقك بموضوع زي داه...
شاهين بخبث: بس انا مستغرب إزاي
بقى ضيق عليكي بعد ما كان مقاسك
بالضبط.
هزت كاميليا كتفيها دون أن تجيبه ليهمهم
شاهين مدعيا التفكير بصوت عال : مش يمكن
عشان وزنك زاد شوية من.....
صړخت كاميليا و هي تدفعه بكل قوتها
ليتراجع شاهين قليلا : قصدك وزني زاد عشان بقيت باكل كثير مش كده ... كمل إنت
وقفت ليه
مد شاهين يديه ليجذبها إليه من جديد
لتبتعد عنه رامقة إياه بتحذير من
أن يقربها ليزفر شاهين بنفاذ صبر من چنونها
الذي زاد منذ إكتشاف حملها : حبيبي و الله
مكانش قصدي كده... انا اقصد إنك حامل
و طبيعي إن وزنك حيزيد... بالرغم من
إنه مش باين عليكي عشان كده أنا كنت
مستغرب...... حبيبي إستهدي بالله كده دي
حاجة عادية و إنت مش اول و لا آخر
ست وزنها بيزيد بسبب الحمل و إنشاء الله
بعد الولادة حترجعي زي ما كنتي...و لو
على الدبلة فبكرة حجيبلك كتالوج كامل
و إنت إختاري براحتك كل اللي عاوزاه..
بلاش تزعلي نفسك عشان البيبي حيزعل..داه طفل
صغير ملوش ذنب يهون عليكي يتأذي....
ضيقت كاميليا عينيها قليلا بتفكير و كأنها
تقلب كلامه بداخل عقلها قبل أن
تومئ له بإيجاب ليتقدم نحوها شاهين و
يحتضنها ويقبل رأسها عدة مرات مستشعرا
دفئ جسدها الذي إنتقل مباشرة لجسده
ليبث بداخله راحة غريبة...قبل أن يتذكر
حكاية الخاتم ليبتسم بإتساع و يمنع بصعوبة
ضحكه أمام حتى لا تقيم الدنيا و تقعدها
هذه المچنونة التي بين يديه....
تنهدت كاميليا بصوت مسموع قبل أن
تتحدث بصوت هادئ : متكتمش ضحكتك
أكثر من كده... بس ارجوك بلاش تحكي
لطنط و فادي.. داه حيستلمني و مش حيبطل
تريقة عليا... داه بقى شرير اوي وعامل نفسه
الأخ الكبير....
أجابها بعد أن ضحك ضحكة خفيفة: مش حقول لحد..
و كمان مش عاوزك تكوني حساسة تجاه
الموضوع داه عشان دي حاجة طبيعية
يا قلبي و بعدين محدش له دعوة بينا
إنت عاجباني كده بطبوطة......
أبعدت رأسها قليلا لتلتقي اعينها الزرقاء
بخاصته الخضراء في تواصل بصري
لعدة ثوان قبل أن تستدرك كاميليا قائلة
بهمس : يعني حتفضل تحبني حتى
لو بقيت شبه الفيل....
شاهين بابتسامة : حتفضلي في نظري
زي القمر مهما تغيرني عشان إنت شايلة
جواكي حتة مني...و منك بتكبر كل يوم
و