هوس من اول نظرة
حتى
قصدك عصير الخضار و الشوفان إنت بتاكله
كل يوم اكيد زهقت منهجرب بس الفطار
اللي انا عملتهولك و إنت اكيد هتغير رأيك
شعر صالح بالملل لمجادلتها ليرفع رأسه
عن الهاتف ليحدجها بنظرات غاضبة سرعان
ما تحولت لصدمة و هو يراها بتلك الهيأة
المختلفة
وضع هاتفه بجانبه ثم إستند بظهره على
الأريكة ليعاود تفحصها من جديد بكل وقاحة
قائلا
إيه اللي إنت عاملاه في نفسك داه
فاطمة و هي تبتسم حلو صح
صالح و هو يبادلها إبتسامة اكبر
من ناحية الحلاوة حلو اوي بس يا خسارة
أسرعت فاطمة لتجلس بجانبه و هي
تهتف باندفاع خسارة ليه قلي و انا مستعدة
اعمل اي حاجة عشانك صالح بيه إنت عارف
إني
مال نحوها صالح ليضع إصبعه على شفتيها
من شدة تأثرها بقربه
أغمضت عينيها و هي تشعر بأنفاسه الساخنة
تلفح وجههاإنه النعيم بذاته نعيم قربه الذي
تمنته منذ اول مرة وقعت عيناها عليه حبها
المستحيل
أما صالح فقد تأمل ملامحها الناعمة و عيناها
المغلقتين و هي يحرك إصبعه ببطئ شديد
على شفتيها و قد بدأ يتراءى له وجه يارا
مكان فاطمة شيئا فشيئا لتسحبه نحوها
قبل أن تلتحم شفاههما صارخا بأنفاس متسارعة
إنت إتجننتي إمشي إطلعي برا مش عاوز
اشوف خلقتك قدامي مرة ثانية
وقفت فاطمة من مكانها لتقف أمامه و هي
تقول بارتباك انا مكانش قصدي و الله ڠصب
عني
إسند صالح رأسه بين يديه و هو يحدق في
أرضية الغرفة بعينين متسعتين و هو يتخيل
لا يزال غير مصدق أنه كان على وشك الوقوع
في فخها و بإرادته بسبب لحظة ضعف
نعم فهو يعلم جميع محاولاتها الإيقاع به
لكنه لا يدري ماذا حدث له حتى ينجرف وراءها
لهذا الحد
حدجها بنظرات حاړقة قبل أن يقف من مكانه
ليركل الطاولة بساقه و هو يدفع فاطمة
و هو ېصرخ بصوت عال
قلتلك إطلعي برا إنت مبتفهميش
هرولت فاطمة خارج الجناح و هي تبكي
بصمت متوعدة له في قلبها بسبب إهانته لها
إستندت على الحائط بجانب الباب و هي
تكفكف دموعها قبل أن تتفاجئ بيد
أحدهم يمد لها بمنديل ورقيرفعت رأسها
لتجد
داخل الجناح
حتى تعرق جسدهإلتقط أنفاسه اللاهثة
بصعوبة و هو يمسك بالكيس بين يديه حتى
يمنع تحركهنفث الهواء من فمه بقوة و هو
يستمع لهاتفه الذي كان يرن بإلحاح دون توقف
أجاب بعد رؤية هوية المتصل أهلا أهلا
يا بيبي واحشاني كنت لسه حالا هكلمك
إمتعضت ملامح يارا لسماع صوته البغيض
و هي تدعو له بالهلاك داخلهاقبل أن تجيبه
أنا بكلمك عشان عاوزاك في موضوع مهم
قهقه صالح قبل أن يردف بوقاحة محولا
وجهة حديثها و انا كمان عاوزك
تأففت يارا و هي تكز على أسنانها پغضب
قائلة
صالح انا
صالح مقاطعا إياها بنبرة ملحة
يا روح و قلب صالحقولي إني وحشتك اوي
و بتفكري فيا طول الوقت
إرتبكت يارا قليلا قبل أن تردد وراءه رغما
عنها وح وحشتني أوي يا حبيبي
إبتعلت ريقها پخوف و هي تنتظر إجابته
التي جاءت سريعة متلهفة و كأنه طفل صغير
مش أكثر منييا روحي انا بقيت بتخيلك
قدامي في كل مكانانا لازم اشوفك حالا
نظرت يارا نحو مروى التي كانت بجانبها
تستمع لحديثه معها لتشير لها الأخرى
بمجاراته لتقول يارا حاضرهعمل اللي إنت
عاوزه بس في حاجة كنت عاوز اقلك عليها
قبل ما تسمع و تزعل مني
صالح بأنفاس ثائرة و هو يرمي قفازه
حاجة إيه
يارا يتردد بس اوعدني إنك مش هتتعصب
عليا عشان انا مليش ذنب
صالح يلا تكلمي سامعك
يارا و هي تنظر نحو مروى التي كانت
تشجعها في واحد كلم باباعشاني
صالح بهدوء