فراشه في جزيرة الدهب
هينفع أنساه..بس هل أنتي نسيتيه
نظرت له بتمعن لثواني ثم قالت
لأ
نعم!
تركت حورية كيس الذرة من يدها والقت المعلقة پغضب ثم ردت بشئ من الحدة
هو إيه إلي نعم زي ما تكون مستغرب مثلا
أنتي كمان بتعلي صوتك
مانت بتعلي صوتك عليا.
أنا جوزك.
أغلق فمها وفمه كذلك...أنخرسا...فقط أتسعت عينا كل منهما ... كانت لحظة مضيئة توقف كلاهما عندها ..
نزل زيدان درجات السلم بهدوء وتروي يتمنى ألا يراه أي من والديه أو أبناء عمه وعلى ما يبدو أنه قد نجح وخرج من المنزل دون أن يشعر به أحد.
ظل يسير دون هدف يفكر فيما حدث وما صار وما أراده ولما تشاجر معها من الأساس وإلى أين أنتهى الأمر...لقد أخبرها إنه زوجها حينما أحتجت على رفعه لصوته عليها.
قالها وكأنه يبرر كل تصرفاته بها أنا جوزك وكأنه هكذا أمتلك الحق لأن يفعل بها أي شيء إن يرفع هو صوته وهي لا تفعل لأنه زوجها .
ظل على مشيه يهيم في الشوارع حتى وصل للقهوة التي أعتاد أن يجلس عليها مع أصدقائه كان سيمر متجاوزا إياها يتمنى ألا يكن عليها أي من أصدقائه فلا ينقصه أسئلة و إستفسارات سخيفه الآن بالتحديد.
فمر سريعا بخفه كي يجتازها لكن اوقفه صوت صديقه العالي يردد بتفاجئ
تمتم زيدان بسره
صالح ... الله يخربيتك.. هو أنا وقعت في ايدك أنت...مش هسلم منك أنا عارف.
حاول التظاهر بعدم الأنتباه له واستكمال سيره بسرعه لكن صالح رفع صوته اكثر وأكثر حتى انتبه بقية الشباب الجالسين يتسامرون على القهوة في هذا الوقت المتأخر من الليل.
واد يا زيدان...خد يا ولا... خد تعالى.
فلم يجد زيدان بد من أن يلتف له ويذهب إليه.
تقدم منه يحيي الشباب ثم جلس أمام صالح الذي قال
تعالى يا عريس..مالك كده واخد في وشك وطالع... ايه...عامل مش سامعني بس على مين كنت هجيبك هجيبك
صالح بقولك إيه... وحياة أبوك مش طالبة أطلب لي واحد عناب وحجر قص ألا أنا دماغي مش فايقه.
وايه إلي شاغل دماغك بس يا معلم زيدان.. ده أنت حتى عريس جديد.
صفق صالح بكفيه ينادي صبي القهوة الذي حضر يردد
عنيا يا معلم صالح
واحد عناب وشيشة للمعلم .
صمت قليلا ثم قال
بس خليها تفاح....ثم ضحك
زجره زيدان يقول
قص قولتلك.
أسبل صالح عيناه يردد بهيام
القص حامي على صدرك يا سيد المعلمين..التفاح خفيف ولا نخليها نعناع.. أهو حتى ريحتها حلوة..القص شديد...ههههعععهععع.
وقف زيدان محتج
ده أنت بارد يالا.
طب أقعد بس.. أنت من أمتى بقيت قماص كده..أقعد.
ثم نظر للعامل وقال
واحد عناب وشيشة المعلم يا دقدق.
عنيا حاضر.
غادر دقدق وبقى صالح ينظر على صديقه بتدقيق ثم قال ببعض الجدية
مالك بقا...مغمقها ليه ده انا قولت النحس اتفك وبقيت عريس جديد وهتزهزه وتحلو معاك ..في إيه
رفع زيدان عيناه لصديقه يطالعه بإستغراب فسأل صالح متفهما
مالك بتبصلي كده
أصلك بتتكلم زي ما تكون مش فاهم وراسي على كل حاجه.
كل حاجه زي إيه يعني
نفذ صبر زيدان وردد
صااالح.
بقولك إيه يا زيدان....ربنا إلي فوق سبع سماوات ده مش بعمل أي حاجة كده