فراشه في جزيرة الدهب
ما ترميش السلام حتى وأنت قاعد مستنيها ترجع !!!!!!
وقف زيدان مبهوت مما سمعه دفعه واحده وكان رد فعله
!!!!!!!!!!
دفعت حوريه الأوراق من أمامها والإحساس بالفشل والغباء يسيطران عليها لدرجة أنها تحبس دموعها بقوة تردد
بقرة في بحر علم
سندت بذقنها على كفها وبدأت تفكر في التراجع والهرب أن تتقوقع مجددا في منطقة الراحة لتهمس لنفسها من
رفعت أنظارها لتجد شاب رشيق يجلس على مكتبه المقابل لمكتبها فتنحنحت بحرج قائلة
أحمم.. أستاذ مصطفى.
رفع أنظارها له فقالت
ممكن تقولي أكمل الشيت ده إزاي
رد ببرود
هو مش مستر ياسر فهمك
أأيوة بس أنا متلغبطة في الخانات قوي ومش عارفة أعمل أي حاجة.
اه...طيب حاضر هجيب بس قهوة من البوفيه وأجي.
ثم خرج من الغرفه وهو يتمتم
جايبين واحده مش عارفه لا ورد ولا إكسل وعايزين يشغلوها وتقعد على مكتب لأ وعايزاني أعلمها كمان..أصلها كانت ناقصه هم.
مر الوقت وحوريه تجلس على مكتبها تنتظر لكن لم يعد وقد أوشك الوقت الذي أعطاها إياه رئيسها المباشر ان ينفد فخرجت خلف مصطفى تبحث عنه وذهبت للبوفيه حيث أدعى أنه ذاهب لهناك
إيه حورية الشركة بتدور على حد ولا ايه
ايوه ماشوفتيش مصطفي
مصطفى مين
زميلي في المكتب طلبت منه يعلمني حاجة وخرج من نص ساعه قال لما يجيب قهوة هييجي يعلمني ومن ساعتها مارجعش.
ومش هيرجع يا حبي ولو رجع هيصدرلك الطرشه ومش هيعلمك حاجه..ماحدش بيعلم حد يا حوريه والقديم المتودك بيسيب الجديد يضبش وبيقعد يتفرج عليه ويقول سيبه يعك أنا هتعب نفسي وأعلمه ع الجاهز ليه أنا كان مين علمني...كله هيقف يتفرج عليكي وهو متمزج وقاعد كمان مستني لك غلطه.
فهمست پضياع
طب والعمل
ردت وفاء ع الفور تنصحها
تضبشي يا ڠرقتي يا وصلتي
أكملت وفاء وضع القهوة على الصينيه ثم الټفت مغادرة
هوصل القهوة دي وأجيلك
تركتها بثبات واتجهت ناحية مكتب عاصم الذي سألها
ماشي الحال.
أضاء عقلها بفكره فألتفت له تسأل
الشوق غلاب..تلاقيها وحشتك...
صمت عاصم متنهدا فهتفت بحماس
والي يجيبها لحد عندك
أشتعلت عيناه بالأدرينالين وهتف
أدي له عنيا
مدت يدها تبسط كفها أمامه مطالبه وقالت
هعمل أيه بعينك أنا أنا عايزه فلوس
أنتي إييييه يا بنتي...مابتشبعيش منشار كل شويه عايزه فلوس
إييييييه ..مانا على وش جواز...بجهز إنت عارف التلاجه الواحد وعشرين قدم بقت بكام دلوقت
ناظرها بزهق ويأس ثم أخرج مال من جيبه وأعطاه لها مرددا
أظن دول كفايه
لأ
نعم!
بصراحة أنا عيني من التلاجه أم حنافية
الي يتنزل تلج صح
إسم الله عليك...عارفها
عارفها..خدي حار وڼار في جتتك.
هبشت منه المال ثم غمزت له
هبعتهالك لحد عندك.
اتجهت ناحية الباب وقبلما تغلقه همست
ربنا يوفق الدنيا على بعضها ان شاءالله.
أرتمى على كرسيه يهمس
منك لله.
ثم دار حول كرسيه وهو يهمس
بس كله يهون عشان خاطر حوريه.
تمشت في الرواق تعد المال الذي أخذته من عاصم بفرحه كبيرة لمحت حوريه مازالت تجلس وهي تنظر للأوراق أمامها بقلة حيله وتعب فدست المال بجيبها وتقدمت منها قائلة
أنتي لسه واقفه محتاره
حاسه إني ڠرقانه وعبيطة وجاهلةمش عارفة جبت منين قوة القلب إني انزل أشتغل وأنا ماعرفش الألف من كوز الدرة.
من الخبطات اللي أخدتيها
إجتاح حوريه شعور بالحزن والضيق ما ان ذكرتها وفاء بما حدث معها فنظرت أرضا بحزن وشرود لكن وفاء لم تترك لها الفرصه وهتفت بحماس
ماتزعليش ولو الي اسمه مصطفى ده مارضيش يساعدك روحي للي أحسن منه
مين!
مستر عاصم
مين!!
أيه وقعتي على ودنك...بقولك مستر عاصم
المدير!
هو
بتهزري مش كده
لا بتكلم جد
بس....
مابسش أنا كنت لسه عنده بډخله القهوه وبصنعة لطافة كده فتحت معاه الموضوع وبصراحة الراجل كان متفهم جدا وقالي أخليكي تروحي له ومعاكي اللاب بتاعك وهو هيفهمك كل حاجة واحدة واحده
بجد! بس ده المدير يا وفاء يعني المفروض ماحسسوش أبدا إني مش عارفة أ ب شغل.
ياستي ده بدل ما تحمدي ربنا أنه موقعك في مدير عسليه
عسليه!
ضيقت وفاء عينها تردد
الصراحه هو عسليه عسليه يعني ده كفايه ريحة برفانه يخربيت أمه.
نظرت لحوريه وأكملت بإندفاع
حد يبقى قدامه فرصه يقعد مع مز زي ده ويقول لأ...أنتي غاويه فقر ليه.
تقدمت بخطوات مترددة من مكتبه تشجعها كلمات وفاء الحماسيةفتحت الباب بخفه ودلفت بتوتر ليتهلل وجهه ما أن رأها للحق حوريه تمتلك هيئة تشرح صدر كل من يراها وذلك هو تأثيرها على الجميع وليس عاصم فقط.
تقدمت بحرج تقول
ممكن أسأل حضرتك على كام حاجة في الشغل
ممكن طبعا
شجعت نفسها تخبرها انها لابد أن تتعلم وتجتاز كل الحواجز حتى تفهم الشغل وكيف يدار وتتكون لديها خبرة ولو مبدئيا متواضعه حتى تستطيع التحول لفتاة قويه يمكنها الأعتماد على نفسها .
شردت لثواني تتخيل نفسها مثل الفتيات اللاتي تراهن على إنستغرام ترتدي ملابس رسميه وتحمل لاب توب تتقن التعامل معه تمشي بخطوات قويه ثابتة حتى تصل لسيارتها الفارههتفتح الباب ثم تقودها بخبرة وثبات.
عادت من شرودها على صوت عاصم يناديها فنظرت له وقررت التمادي لتتعلم وتصل لما تريد وتخرج من تلك البوتقة التي وضعت فيها منذ ولدت بسبب خوف والدتها عليها.
ألتف عاصم من خلف مكتبه وجلب أحد الكراسي يضعه بجوار كرسيها كي يجلس بجوارها ثم قال
ها إيه الي واقف قدامك .
قررت حوريه إستغلال الفرصه التي ربما لن تسنح لها كثيرا وبدأت تسأل وتستفسر عن كل ما تجهله مستغله حلمه وطول باله معها وعاصم يجيب ويعلمها بهدوء تام وبعينه نظرت إعجاب واضحه لأي فتاة وقد تعمد في إظهار ذلك.
أستيقظت من نومتها على أرضية سطح السفينة على صوت تهليل وصياح قادم من حولهاانكمشت عيناها من أشعة الشمس وأستغربت فهي وكأنها تعرفت على تلك الأشعة الخاصه من الشمستشبه شمس بلادها.
وكأن حتى الشمس وأشعتها تفرق من بلد لبلد فقد تهلل أساريرها ما ان علمت بإحتمالية صدق حدثها وهي تستمع لترديد إسم الإسكندرية وسط هتاف الركاب فهل وصلت الي ميناء الإسكندرية
أسرعت تستند بيدها على حافة المركب كي تقف فقوى جسدها باتت لا تسعفها فعلت بلهفة وقد أشرقت أخيرا الحياة بداخلها من جديد وهي ترى بوضوح ملامح عروس البحر الأبيض المتوسط التي تحفظها جيدا فقد سافرت لها مرارا.
ساعدتها الفرحة على الإنتصاب على قدميها جيدا رغم هزالها الشديد وبدأت تتنفس بسرعة رهيبه وهي تبكي من شدة الفرحة.
وبعد دقايق نزلت من سلم السفينة وأرتمت على أرضية الرصيف وشرعت تبكي....تبكي بقوة وهيستيريا إنها بأمان الآن أنه الشعور الذي لطالما استمعت عنه ولم تفهمه سوى الآن جمله شامله يقولها الأجانب تجسد تشعر به حاليا بالضبط bake to home
جلس على كرسيه أمام ورشته ينفس دخان أرجيلته بشرود لا يخلو من الحزن ليتفاجأ بصديقه يجلس بجواره بلا سلام أو كلام فقط جلس لجواره بصمت تام ثم مد يده والتقط مبسم الأرجيله منه يشاركها معه.
ظل زيدان على صمته ينتظر