فراشه في جزيرة الدهب
وبحضور أنجا أفضى بهم هذا الإجتماع إلى بعض القرارات السياسية والاقتصادية الهامة جدا واكد المجلس أن ينتهي إلا أن الملك قد قال
لقد قررت مد شبكات الاتصالات داخل المملكة
صمت تام خيم على الجميع و وقفت أنجا مصډومة مما تسمع وقد شردت متذكرة يوما ما
عودة بالزمن للخلف قليلا
كانت على وشك الدخول لجناحها لولا ان لمحت تلك البيضاء وهي تسير بعجالة ناحية الغرفه الملكية بكامل زينتها التي لم تعتد المبالغه فيها كما فعلت وقتها مما حفز أنجا على تتبعها بالتأكيد كل هذا التأنق يخفي خلفه طلب ما.
فكان راموس يجلس على أريكته المفضله وبيده كالعادة ملف مهم يقرأه حتى دلف الحارس يخبره أنها على الباب تنتظر الأذن فسمح لها بذلك ودلفت تطل عليه وقد تزينت وتعطرت واقتربت تتهادى في خطواتها الخفيفة حتى دنت منه تسأل
ليضحك بخفة ثم قال
يبدو أن صغيرتي لديها طلب مهم.
رمشت بأهدابها تشعر بالحرج والغباء وهمست
هل أنا مكشوفه لهذا القدر أم انك ذكي جدا وشديد الملاحظة.
رفع إصبعيه أمام عينيها ثم أضاف
ضيفي على ذلك أنني بت أحفظك
زمت شفتيها كالاطفال تشعر بخيبة الأمل فقال
هيا أكملي صغيرتي لما توقفتي!
أكمل ماذا
وأحضانه التي بدأت تتخبط فيهم وهو يقهقه مرددا
لا تعلم لما أبتسمت معجبه بضحكته التي أظهرت غمازتيه فرفعت أصبعها بتردد ونظرت له كأنها تسأل هل لها أن تتجرأ وتفعل ليبتسم على فعلتها وليس على براءتها بل لأن شخصيتها العصبيه الحديه المتهوره بدأت في التراجع باتت تعلم أن هنالك حدود رسمة قوانين تحكم بعض الأمور الملوك لهم طريقه خاصه في التعامل.
وااااااو..حلوة قوي.
ضحك بخفه ليعلم صدق قولها فهي ما ان تتعصب أو تثور أو تندمج في إحساس صادق تتفوه بلهجتها التي بات يعلم عنها.
نظر لها داخل عيناها و ابتسم بإنتشاء ثم أكمل
ماذا تريد صغيرتي.
حمحمت تحاول إستحضار صوتها المسلوب مع أنفاسها تتذكر ما جاءت من اجله بالأساس ثم همست
لكن المملكة لا يوجد بها شبكة اتصال صغيرتي
سحبت نفسها من بين ذراعيه واعتدلت لتتحدث معه فلم يروقه وعبث بوجهه لكنها أكملت
ولما ذلك
إنها قوانين المملكة
لكن كيف تعيشون هكذا أنتم منعزلون عن العالم
صمت ينتظر لها دون إبداء أي رد يعني لا إستجابة لديه على ما قالته فوقفت على الأرض تدبها بقدميها مرددة
أخفضي صوتك صغيرتي أفضل لك...تلك قوانين المملكة منذ عقود ولن تتغير.
لكن التغير سنة الحياة.
العمل هو سنة الحياه وليس مضيعة الوقت في التفاهات.
دخول شبكة إتصال داخل المملكة سيفيدها كثيراوسيتصل شعبك بباقي العالم بدلا من تلك العزله التي يعيشونها وكأنهم مازالوا في العصور الوسطىإلا يكفي نظام القصر و وجود جرملك للسلطان ونحن بالقرن الواحد والعشرين!
وقف هو الاخر أمامها ثم أخذ يتقدم منها خطوة فأخرى حتى أقترب منها وهو يرفع حاجبه الأيسر يرفض مرددا
لا
دبت الأرض بغيظ أشد و ولت مغادرة وهو يقهقه عاليا يهتف
ماذا صغيرتي هل انتهت فقرة الإغراء
عادت أنجا من شرودها على صوت راموس القوي الحاسم الذي صدح ينهي الجدل الدائر في مجلسه من الوزراء بين مؤيد ومعارض وقال
من حق الشعب ان يتصل بالعالم من الخارج ويرى الدنيا خارج حدود المملكة تلك هي أبسط حقوقه أريد من الغد العمل على ذلك المشروع وإنجازه في أقصر وقت ممكن.
جفلت أنجا من الحسم الواضح في صوته ورعبها تلك اللمعة التي رأتها في عيناه إنها لمعت حنين مازال يتذكرها بل هو لم ينساها بعد.
جزت أسنانها بغل واضح وهي تكتشف أن المصرية تحكم حتى بعدما رحلت نهائيا وبدأت تسأل پضياع ما العمل كيف تقضي على سحر تلك القبطية
عجت شقة فوزية بأهالي الحي اللذين حضروا ملتفين حول فوزية وأبنتها البعض يدفعه الفضول والكثير يدفعهم الواجب والعشرة بما فيهم زيدان و والديه و محمود و حوريه و والدتها
ومن وسط الجمع صدح صوت أحدهم
وسعوا يا جماعة للدكتور .
ثم أقتحم الطبيب الجمع يشق طريقه وسطهم نحو الغرفه الشبه مغلقة
تولى الحاج شداد أمر إصراف الناس وفض ذلك الجمع يخبرهم ان الفتاة بحاجة للراحه ويمكنهم القدوم للأطمئنان عليها فيما بعد
وما ان انفضوا حتى إلتفوا جميعا لذلك الشاب الذي لا يزال واقفا وقال
كتر خيرك يابني على معروفك ده مع بنتنا ...إلا إسم الكريم إيه
مصطفى يا حاج
عاشت الأساميهو إيه الي حصل
تردد الشاب لثواني ثم تفوه أخيرا
ابدا أنا قابلتها في المينا عندنا في أسكندرية وكانت أختي معايا ثم أشار على فتاة تقف لجواره وأكمل
والأنسه كانت واقعه على الرصيف مغمي عليها ومش معاها أي حاجة خالص لا موبايل ولا بطاقه ولا أي حاجه حاولت أنا وأختي نفوقها على أد ما نقدر وهي دلتنا على المنطقه هنا.
شداد يصغي بإنتباه وتركيز لكن زيدان مشغول البالفهو طوال عمره كان رجل وقور شديد الثقه بنفس يقدر الرجال ويعلم ان معرفتهم كنوزلكنه الآن يقف يشعر بالغيرة ولأول مره تنتابه فكرة المقارنة.
يقارن نفسه بذلك الوسيم يريده أن يغرب عن وجههم الآن وإلا تراه حوريته.
جز على أسنانه ما ان دمغ إسمها بياء ملكية وهو يحدث نفسه يدرك أنه بات يراها خاصته وهو قد بادر بنفسه وطلقها أي فعلة حمقاء قد أقدم عليها! واين كان عقله حقا! غبي ....غبي...هكذا نعت نفسه ولم يستطع الأنتظار فأقترب من الوسيم يشكره على عجالة قبلما تخرج من العرفة قائلا
متشكرين جميلك ده على راسنا بس أنا بقول يادوب تلحق تمسك الطريق عشان توصل اسكندريه قبل المغربيه.
نظر له شداد بطرف عينه وكذلك فردوس التي بادلت زوجها النظرات المتنمرة وصمتت.
وفي ظل الصمت وتوتر الأجواء هذا إنحرج الشاب وانصرف مغادرا مع شقيقته.
مرت دقائق من الصمت خرج بعدها الطبيب وخلفه فوزيه وفوقيه وحوريه التي سألت
خير يا دكتور
خير ان شاءالله..هي عندها ضعف عام وسوء تغذيه كمان أعصابها تعبانه وفي إرهاق شديد أنا هكتب لكم شويه محاليل ضروري النهارده ومن بكره نقدر نوقفها ونعتمد على الأكل بس لازم محاليل النهارده عشان تقوم الدنيا معاها شويه وهكتب لكم على كورس علاج ياريت نلتزم بيه لحد ما نشد حيلها وياريت نبعد عن الأرهاق والزعل
حاضر يا دكتور
أبتسم لها