الخميس 12 ديسمبر 2024

فراشه في جزيرة الدهب بقلم سوما العربي

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

معاكي شويه وتحكيلي ايه ال حصل في سفريتك الأخيرة دي وليه ماكنتيش بتتصلي بينا أنا قلبي كان متوغوش عليكي جامد..الله...ماتردي عليا يابنتي مالك متنحه في ايه كده أنا أمك ولازم أطمن عليكي واعرف ايه الي بيحصل معاكي.
رفعت رنا عيناها المتسعه لفوزين التي سألت 
في أي يابت...فيه ايه الموبايل ده 
ناولتها رنا الهاتف لتشهق فوزية پصدمه و هي ترى حوريه تقف بين زيدان ومحمود والأثنان يتعاركان عليها ولم ينهي إحتدام العراك سوى ظهور رنا مع شاب وفتاه تساندها ثم سقوطها مغشي عليها فينتهي المقطع المصور بنهاية شيقة للغاية زادت من حدة التفاعل عليه وتداوله..الكل يسأل ماهي قصة تلك الفتاة بين الأخين وما وضعها والبعض مهتم يسأل بفضول ماذا حدث للفتاة بعدما أغشي عليها وما علاقتها بتلك المشكلة.
لطمت فوزية خدها لا يردد لسانها سوى 
يانهار أبيض..اتفضحنا ..أتفضحنا.
تقريبا كان مغيب وقد غادره عقله وعلى ما يبدو أنه قد عاد له للتو وأدرك فداحة ما فعل وفلم يجد أمامه كالعادة سوى صديقه المتنمر صالح 
فذهب حيث أعتادا الجلوس بالمقهى في الشارع الرئيسي المجاورة وكان الفجر على وشك البلوغ.
فتقدم بتردد كي يجلس بجوار صالح الذي لمحه بطرف عينه ولكن أستمر في تدخين أرجيلته ببرود وثبات.
مرت دقيقة فأخرى وصالح مفعل وضع البرود الشديد مما فعل لدى زيدان وضع الثور الهائج فاندفع ف الحديث كعادته 
أنت يا بهيم أنت...هتفضل ساكت كده كتير.
وضع صالح مبسم أرجيلته جانبا ثم قال بتمثيل متقن للسخريه 
ايه ده صالح ابن عم شداد...عاش من شافك ياراجل...أنت قاعد هنا من امتى 
بقالي ساعه قاعد يا بيه
يارجل ولا خدت بالي منك.
وضع مبسم الارجيلة في فمه وأكمل ببرود يسبب الجلطة 
بس شميت ريحة شياط.
سبه نابيه خرجت من فم زيدان فرفع صالح عيناه له وقال 
اغلط...اغلط يا محترم..أنا مش هرد عليك عشان أنا ابن ناس.
مسح زيدان وجهه بكفه ثم قال 
ماتبطل برود بقا يا صالح أنا واقع في مشكلة وانتو كل واحد فيكم واقف يتفرج عليا ابويا وامي من ناحية وانت من ناحية عيب عليك والله هو أنت لو عندك مشكلة كنت هقف أتفرج عليك كده يعني.
نحى صالح مبسم الأرجيلة عن فمه وتحدث ساخرا 
تصدق قطعت قلبي..دلوقتي عايزنا نقف جنبك..هو مش أنت يابني الي أنا لساني طلع فيه شعره وأنا عماله اكلمه واقنعه واقوله خدها بالحنيه و واحده واحدة..وضعكم مختلف مش زي أي اتنين متجوزين وأنت ما شاء الله عليك ..طروبش...كل يوم والتاني خناق وصوت عالي وعمال تخنق فيها وآخرة المتامة روحت مطلقها عايزنا نعملك إيه...عايز الكل يقعد يتحايل عليك مثلا...بتطلقها ومره واحدة كده...ده على أساس أن حكايتكم كانت ماشيه زي السکينة في الحلاوة كانت ناقصه تعقيد يعني...طب أديك غفلقتها....شوف بقا هتحلها أزاي ياخفيف وهتفسر وتبرر تطليقك ليها ازاي.
حمحم زيدان بحرج وهو يحك عنقه بينما يقول 
ماهو 
اعتدل صالح في جلسته وسأله بترقب 
ماهو أيه
أصل أنا غفلقتها بزيادة اكتر
عملت ايه تاني الله يخربيتك
روحت النهارده وعليت صوتي وصوتي علي على أمها وبصراحة..
هااااا..
طينت الدنيا.
على أساس أنها كانت ناقصه حرام عليك...يا أخي حرام عليك...أنت قولت ماينفعش تتقفل كده..لازم قافله تليق بيك ويكون عليها ختم زيدان شداد..قومت ماسك في خناق أمها.
يوووه...اهو اللي حصل بقا...أتفضل قولي حل
حل ده ولا الأمم المتحدة تسلك في الموضوع ده...استغفرالله العظيم.
تنهد صالح يفكر لثواني ثم قال 
بص...إنت تهدى عليهم يومين كده وتخف شويه ساعتها هيحسوا أنهم كانوا كلمتين ساعة عصبية ويمكن ده يهديهم عليك شويه وبعدها بيومين تانيين اخدك ونروح لهم نطيب خاطرهم بكلمتين ونفتح معاهم الموضوع وربك يسهل
تفتكر 
ماعرفش...بس أهي محاوله...بس أبوس أيدك يا شيخ..وحياة راس أبوك ماتتصرف من دماغك تاني.
ماشي.
ظهر على وجهه علامات الإقتناع والإذعان فجلس بصمت بجوار صالح الذي عاود تدخين أرجيلته وفتح موضوع آخر يخص العمل للتحدث فيه مع صديقه ولم تمر ربع ساعه إلا ولاحظ الضيق على وجه زيدان المنشغل بالهاتف فساله 
مالك في أي 
الهانم بتصل بيها مش بترد عليا...قسما بالله لأربيها.
نظر له صالح پصدمه ويأس ثم وقف يشهر مبسم أرجيلته عليه 
قوم ياض من هنا يالا...قوم...ده أنت حالتك ميؤس منها...قوم يالا امشي.
تقلبت وفاء على سريرها بخمول ورنين هاتفها المتواصل لا يرحمها إلى أن قررت الرد وتلقين المتصل اللزج درسا قاسېا وفتحت الهاتف بالفعل تنتوي ذلك مرددة 
ايه في أيه مين 
مش حضرتك اللي جيتي مع مريض أمبارح بالليل وسبتيه
ارتبكت وفاء ولكن ردت بتردد 
ايوه هو في حاجة...يالهوي لايكون ماټ
لأ هو فاق بس حضرتك لازم تيجي تستلميه
أستلم ايه وأنا مالي وبعدين انتو جبتو رقمي منين 
مش ده رقم الكاش إللى بعتي منه الفلوس أمبارح
ضړبت وفاء جبهتها تشعر بالغباء..كيف نست تلك الثغرة لكنها فاقت متسعة العين على صوت الطرف الآخر 
حضرتك معايا...أنتي لازم تيجي تستلمي المړيض وتدفعي باقي الحساب.
إنتفضت وفاء تهتف 
نعم...أستلموا وادفع....الاتنين...ياسلام ومين بقا قال إني هعمل كده..مش جايه ...أنسى.
براحتك ماتجيش خليه عندنا وحساب المستشفى يعد عليكي وأنتي كده كده جايه جايه عشان محضر النيابة 
أيه 
امال أنتي فكراها سايبه...مش في واحد أتخبط على رأسه..يعني لازم محضر طالما دخل مستشفى وهما يشوفوا بقا أي القصه مش جايز تكون شروع في قتل.
نزل الهاتف من يد وفاء رويدا وهي تردد پذعر وضياع 
يانهار مش فايت.
يمشي في الحي بتعب وإرهاق يفكر ما الحل ولكنه يلاحظ نظرات الناس منصبه عليه البعض يضرب كف بأخر والبعض منهم يمص شفتيه بتعجب شديد.
كان يراقب كل ذلك بجهل تام يسأل نفسه هل وصل لكل هؤلاء بقصة عراكه مع حماته 
لم يبالي بأمرهم كثيرا وذهب باتجاه البيت كي يتناول طعام الإفطار مع والديه ويتنافش معهم لربما يصلوا لحل سويا فيما فعل.
دلف للبيت وجد السكون يخيم عليه رغم جلوس والديه بصالة الشقه في صمت مطبق ومريب...ينظران له بصمت مقلق فردد 
السلام عليكم
ولكن لا رد.....
صباح الخير 
لا رد أيضا...فقط نظرات صډمه و والده يحمل هاتفه الجوال بفراغ وهم فردد
هو في ايه..اه أكيد عرفتوا الي حصل..بصوا أنا مش عارف عملت كده ازاي ولا ليه عليت عليهم صوتي وزعقت وهللت بس أنا خلاص قربت أتجنن وأمها عصبتني بصراحة.
أقترب منهما وقال 
أنتوا مش بتردوا عليا ليه.
رفع شداد وجهه المبهوت وقال 
أرد أقول أيه...إحنا اتفضحنا.
جعد زيدان جبهته بجهل وسأل 
كل ده عشان اتخانقت مع أمها..بقولك هي الي...
قاطع شداد إسترساله للكلام واعطاه الهاتف مشغلا المقطع المتداول أمام عينا أبنه وقد اتسعت عيناه پصدمة شديدة وضياع.
بأحد الغرف المغلقة ذو الإضاءة الملونة يترصص بها حوالي أربع أجهزة كومبيوتر جلس محمود بجوار صديقه الذي كان يتابع بأنبهار ما آل اليه الأمر وكيف وصل الفيديو خاصتهم إلى اعلى نسبة مشاهدة في خلال ثمان ساعات فقط فالتف لصديقه يقول بفرحه عارمة 
واد يا محمود...إحنا ترند رقم واحد ياولا... نااااار...البت خطيبتك دي وبنت خالتها جامدين قوي.
بجد أنا ماكنتش أعرف انه هيوصل لكده
عيب عليك أنا كنت مجهز كل حاجة وفارش الفرشه أنا الترند ده لعبتي.
بس يا خۏفي من أبويا.
صمت كلاهما فسأله صديقه بقلق 
ايه روحت فين..بتفكر هتعمل إيه مع أبوك 
لأ ...تفتكر مشاهدات الفيديو ده هتجيب أرباح كام.
ده أنت جاحد يالا 
كااام اخلص
مش عارف لسه بس خلي في بالك الواد دنجل له فيهم النص 
نعم ليه ان شاء الله 
امال انت مفكر ايه يا حبيبي هو عمايل الترند والمشاهدات ده بالساهل
الفيديو متڤيرل أساسا مش محتاج 
حتى لو الفيديو متڤيرل لو مافيش بيدجات كبيرة نزلت بوستات عنه ماكنش ۏلع وفرقع كده واحنا دافعين للصفحات دي ...أصحى وفوق معايا عشان ماتبقاش آخر مرة انت لسه بتقول يا هادي وعندنا شغل كتير قوي...انت ظاهر في الفيديو يعني معلق حبه مع الناس لازم تلحق تصورلك كام فيديو على كام أغنيه عشان تركب الترند وتستغله ...يالا قوووم ولا عايز تضيع الفرصه.
ماشي...أما أشوف أخرتها.
أستيقظت حوريه بتعب وخمول شديد لديها رغبة ملحة فى العودة للسرير والراحة بلا هدف لكنها عادت تتذكر إنتوائها التغيير والمضي بشخصية مستقلة جديدة كليا..لذا لا وقت للنوم ولا مجال للراحه.
وقف عن فراشها وذهبت تؤدي روتين عناية بسيط لم تكن معتادة عليه فقد أتبعته مؤخرا مع إطلاقها نية التغيير ورفع الأستحقاق.
لم تبالي بالهاتف ورسائله هي متاخرة للغايه وخرجت تحمل حقيبتها تودع أمها على عجل وصوت والدتها يصدح من خلفها 
استني يابت مش هتفطري 
فتحت الباب وهي تجيب 
لأ لازم أنزل مافيش وق....
وقف الكلام على لسانها وهي تفتح الباب لتجد في مواجتها الحاج شداد وفردوس زوجته كانا يهمان لدق جرس الباب وعلى وجههم إمارات الخزي والحيرة بآن واحد فسألت فردوس 
أنتي رايحه فين يا حوريه 
رايحه شغلي
شغلك..لاهو أنتي بقيتي بتشتغلي 
تدخل شداد يردد 
شغل ايه بس يا بنتي هو ده وقته.
اه طبعا يا عمي أنا لازم اروح...ماعاش نسيت..أتفضلوا أدخلوا
أفسحت لهما المجال بحرج شديد بعدما نست أنها تحتجزهما على باب بيتها سمحت لهما بالدخول فدخلا على استحياء في حين تقدمت فوقية من المطبخ تردد 
بتكلمي مين يا حوريه.
تفاجئت بوجود شداد وزوجته وفطنت سبب حضورهم فقالت 
خطوة عزيزة ياحاج انت والحاجه.
يعز مقدارك ياست ام حوريه
تقدمت بهمه تردد بدون مقدمات وهي تجلس أمامهما 
شوف يا حاج لو جاي تشرب معانا الشاي عشان احنا جيران وأهل وعشرة 
فيا ألف مرحب بيك لو لو جايين عشان أي حاجة تانيه فخلاص..احنا زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف.
وبينما هي تتحدث كان شداد يتبادل النظرات بينه وبين زوجته بقلق وحيرة وقد فطنوا أنها ليست على علم بمجريات الأمور.
فحاولت فردوس التدخل 
ياست أم حوريه احنا جايين عشان الي حصل ده...
لم تعطي لها فوقيه فرصه التحدث فهي قد قررت إتخاذ موضع الھجوم واين يؤلمك لذا أوقفتها واتخذت وضع الھجوم 
ااااااه...لا مش كل مرة تسلم الجرة...هي حصلت يا ست فردوس...ابنك زيدان ييجي هنا يزعق ويهلل ويسمع بينا الناس ...ده على صوته عليا وما عملش حساب لا لسن ولا مقام وآخرة المتامة يهددني وېهدد البت هو ده كلام .
كانت تتحدث بقوة وإندفاع عازمه على تلقينهما درسا محترما وبصعوبه حاول شداد التحدث 
يا ست فوقية في حاجة

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات