فراشه في جزيرة الدهب الفصل التاسع عشر
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
الفصل التاسع عشر
الصمت كان حليفها الوحيد وهي تجلس على الفراش لم تبرحه إلا للذهاب للمرحاض الذي لا تحتاجه كثيرا فهي لم تأكل أو تشرب شيئا منذ غادرت بيته آخر ما نزل لجوفها كان من بيته بماله.
ضغطت بأسنانها على شفتها السفليه تحاول منع دموعها وألا تبكي فقد تعبت عيناها للأن لا تستطيع أن تنسى تلك اللحظه التي عليها فيها يمين الطلاق
كانت لاتزال بين ذراعيه تبتسم بكشوف والفراشات تغزو صدرها ومعدتها تطرب من الفرحه إلا ان تلك البسمه تلاشت وتبدلت لصمت إستحال لصدمه.
صډمه جعلت عقلها يتوقف ويسأل هل ما سمعه كان صحيح أم ماذا حتى لو صحيح فكان لدى قلبها رغبه قويه بعدم تصديقه .
لكن ثبات وتجهم ملامحه زاد الشك بداخلها أنه ربما صحيحا ومع ذلك فضلت الا تصدق وسألت
جوابه كان ثابتجامد ومن جحوده كان مختصر حين قال
لأ.
فسألت پضياع وأعين شفافه من الدموع
هو أيه الي لأ.. أنت أكيد بتهزر معايا ومطلقتنيش بجد.
لأ طلقتك بجد وقريب ورقة طلاقك هتكون عندك في بيت والدتك.
قالها بهدوء وقد لف بجسده لا يرغب حتى بالنظر إليها.
فظلت خلفه لثواني لا تتحرك تشعر بالضياع التام ولا تستطيع تحديد معنى لما يحدث.
زيدان.
لتصدم بتشنج عضلاته وإبتعاده عنها خطوة كأنه يرفض أي حديث بينهما بل وينفر من لمستها.
فاتسعت عيناها وسألت بتيه
هو ايه الي حصل طيب أنا عملت حاجة غلطبس حتى لو عملت حاجة غلط مش كان المفروض تيجي تتكلم معايا!
لأ أنتي ما عملتيش حاجة
أمال ايه الي حصل
أنتي كنتي مستنيه أيه يحصل أنتي ناسيه احنا إتجوزنا إزاي أصلا وليه
شهقت پصدمه
أيه!!
لم تتوقع هكذا رد منه حركت قدميها الملتصقه بالأرض تحمل جسدها المثقل بسرعه تدفعها عزة نفسها وكبريائها المحروج وهرولت للغرفه تفتح دولابها وهي تفتح الحقيبة الكبيرة في نفس اللحظة تجمع ثيابها بعشوائية هوجاء ودموعها لا تتوقف لم تستطع إخفاء إنهيارها أمامه .
عادت لواقعها وهي تخبط رأسها بظهر السرير الخشبي من الحزن والندم فدلفت أمها بسرعه أثر سماع الصوت تشهق بفزع
بت يا حوريه بتعملي إيه
لكن حوريه كانت مغيبة مستمرة فأقتربت منها تضمها بسرعه و هي تضع كفها كحاجز بين رأس حوريه وخشب السريرتربط بيدها الأخرى على كتفها تردد
قالت حوريه بضعف و إنهيار
صعبان عليا نفسي قوي يا ماما أنا رخصت نفسي قوي...قوي يا ماماقعدت أعيط له واسأله طب أنا عملت حاجة غلط في حاجة وهو ولا هو هنا.
ضمتها والدتها بحزن وحوريه تبكي وتشهق بصورة موجعه تتمنى لو فقدت الذاكرة من شدة كرهها لتلك الأحدات التي مرأت فيها .
في بيت شداد على سفرة الطعام
وضعت فردوس أخر صحن على الطاولة أمام شداد الذي لم يمتثل للشفاء التام بعض مازال يعاني ثم سأل
عامله كل الأكل ده لمين هو حد له نفس للأكل.
في تلك اللحظة دلف محمود بأبهى حله يرتدي ملابس سينييه باهظة الثمن وتقدم بخيلاء يردد
ماحدش له نفس ليه ايه الي حصل.
نظر له شداد بعدم رضا ثم قال
روحي صحي زيدان يا فردوس
مش هيرضى وهيقولي ماليش نفس
جربي ولو قالك كده زني عليه لحد ما يوافق
فسأل محمود بجهل شديد
هو في أيه!
ليتفاجأ وكذلك والديه بخروج زيدان من غرفته القديمة وتقدمه لحد الطاولة ثم جلوسه بصمت رهيب فتبادل شداد و زوجته النظرات بتعجب وتفاجئ قد زاد وهما يرانه قد جلس بلا عزيمه بل ومد يده التقط رغيف العيش وقضم كسره يغمسها في صحنه ثم تناولها مرددا بهدوء
البامية محتاجة لمون يا أمي.
أتسعت عينا فردوس التي نظرت لزوجها پصدمة ثم غادرت سريعا تحضر الليمون قائلة
عينيا حاضر.
لكنه كعادته أوقفها يمنعها وقال
عنك أنتي هجيب أنا إنتي رجلك وجعاكي.
ذهب ليحضر الليمون وفتح المبرد يقف أمامه وهو يغمض عيناه يضغط على نفسه بطريقة غير عادلة كي يخرج عليهم بتلك الهيئة الغير مبالية .
وتقدم ليجلس يعصر الليمون على صحنه كأنه يعصره على نفسه حتى يأكل كل هذا و والداه ينظران له بترقب فسألت الأم
أنت كويس يا بني
رد بأقتضاب وهو يقطع لقمه جديده من الرغيف
الحمدلله.
فسأل محمود
هو في ايه
زيدان طلق جورية.
رفع محمود عينه المتسعه بتفاجئ على زيدان الذي وضع معلقة من الأرز في فمه وهو ينظر في صحنه فقط لا يريد النظر لأي شخص منهم يمثل ان ما حدث عادي.
وبينما كان محمود في حيرة من أمره وقف زيدان بهدوء قائلا
الحمدلله
رايح فين يا زيدان
تحدث الأب بعدم رضا فرد زيدان
شبعت الحمدلله ونازل الورشة
أقعد عايز أتكلم معاك
بعدين يا حاج أنا عندي شغل متأجل وأنت لسه تعبان
أنزل يا زيدان وأنا نحصلك على الورشه
غادر زيدان بالفعل وصمت الأب يرى أنه من الأفضل ان يتحدثا بمفردهما بعيدا عن محمود الذي يجلس الآن متخبطا يشعر بالتيه التام.
_________________
وقفت أنجا في الغرفة الفارغة و التي كانت مخصصة للفتاة البيضاء تنظر في أرجاء المكان ثم سألت الجواري من خلفها
هل سأل عنها الملك
حتى الأن لا
منذ متى وهي مختفيه
منذ أمس لم تبت ليلتها هنا ولم تبرح الغرفه حتى وحين أتت الخادمة بطعام العشاء لم تجدها رغم تحديد الملك إقامتها هنا والملك كان في الديوان وقتها يعني أنها ليست عنده.
هل بحثتوا عنها في كل نواحي القصر
نعم سيدتي ولا أثر لها.
فكرت لثواني ثم قالت بصوت صارم
حسنا لا تبلغوا الملك الآنإنها مسؤليه كبيرة وسيغضب الملك كثيرا ان علم دعونا نبحث عنها في المدينه وحول القصر حتي نجدها دون التعرض لڠضب مولانا أو إتهامه لنا بالتقصير.
هزت الجواري رأسهن بهدوء فغادرت أنجا الغرفة مع خادمتها التي بدأت تهرول خلفها كي تجاري خطواتها المسرعه وهي تسأل
سيدتي هل أنادي كبير الحرس
لماذا
كي تأمريه بالبحث عن الفتاه البيضاء كما قولتي.
لا أتركيها أدعو ان يوفقها الحظ وتتمكن من الهرب بالفعل وأظن أنها ستسطتيع فمن تتمكن من الهرب من قصر الملك راموس يمكنها مغادرة المملكة كلها.
تنهدت أنجا بسعادة ثم قالت
أااااه.... وأخيرا سأتنفس..أااه.
ثم تحركت تباشر باقي مهامها وهي تشعر بالسعادة والخفه .
بينما في غرفة الملك
فقد جلس على مكتبه منكب على بعض الأوراق الخاصه بالديوان يتابعها ليبتسم رغما عنه وقد تجلت صورتها أمامه بمخيلته فأغمض عيناه يتذكر حضنها ورائحتها حينما كانت بأحضانه وسحب بأنفه نفس عميق يتذكر رائحتها المميزة الممزوجة برائحة جسدها صانعه مزيج لن يتكرر.
قلب الصفحة راغبا في التوقف عن التفكير فيها والتركيز على شؤن رعيته فأخذ صفحه أخرى لكن عادت صورتها بذلك الفستان الأحمر الذي رأها فيه أخر مرة حضرت لعنده وكم كان بديع عليها لأول مرة يحب اللون الأحمر على أحدهم بل لأول مره يحب اللون الأحمر بالأساس وأقشعر جلده بلذاذه حين تذكر إحتضانها له من ظهره وكم جاهد نفسه على ألا يلتفت إليها ويأخذها بقوة فتصبح ملكه كان يريد معاقبتها قليلا حتى تتهذب وتتوقف عن أفعال الفتيات الطائشة تلك.
بتلك اللحظة توقف الملك عن التفكير وسأل نفسه منذ متى وهوصبور