الأحد 05 يناير 2025

دلال

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

فصل الواحد والثلاثون 
اما دلال لم تستمع لها بل رفعت يدها بكل اصرار ان تجعلها تتجرع من نفس الكأس الذي تذوقت منها والدتها وهي تقول
دوقي من الي دوقتي لغيرك
ختمت كلامها وهي 
كانت تعابير وجهها مكتومه تريد ان تتنفس لا تستطيع تشعر بإن رحمها سينفجر من شدة تقلصاته كادت ان ټموت مخنوقه لولا باخر لحظه استطاعت ان تزفر انفاسها على شكل سعال متقطع وتأوه

رفعت عينيها بضعف نحوها لتجدها تقف بالاعلى وتنظر لها وهناك شبح أبتسامه انرسمت بكل بتشفي على شفتيها خاصتا عندما ليبللها مع زيادة الۏجع لاضعاف
بدأت الدنيا تظلم بعينها والرؤيا اصبحت طشاش وكأن روحها بدأت تنسحب منها بالتدريج
أما دلال كانت من اعلى السلم تنظر لها ببرود لم تشعر بالندم ولو قيد شعره بل العكس كانت تتمعن بكل تعبير منها وتتشربه بسعادة لتغذي روحها
أخذت تنزل الدرج بهدوء شديد ولم تزحزح نظرها عنها ولو جزء من الثانية وكأنه عرض خاص تخاف ان يفوتها لو رمشت وما ان وصلتها حتى جلست على ركبتيها وهمست
جن جنون عنايات من ماسمعت واخذت ترجف بحالتها هذا لتهمس لها دلال مره اخرى
أشربي من نفس الكاس بالهنا والشفه
ختمت كلامها ثم اخذت تصرخ بهلع وهي ټضرب على خدها يالهووووووي يالهووووي الحقوني
خرجت على صوتها نرجس والعمدة الذي كانت عليه معالم التعب واضحه جدا ليدخل اسماعيل ايضا من الخارج وما ان ركضوا نحوها حتى أنصدمو الثلاثة من منظر ولا حول ولا قوة لها برغم كل جبروتها طول السنين التي مضت
تمسك عثمان بطرف السلم ما ان كاد ان يسقط من هول الصدمة ليمسكها اسماعيل على الفور واتصل بالاسعاف الخاص بمركز الصحة بالقرية
والتي وصلت بسرعة أي بدقائق معدودة وحملتها نحو اقرب مستشفى عندما رأت الحالة خطړة
يلحق بها كل من إسماعيل والعمدة ودلال التي اصرت على الذهاب معهم بعدما أتقنت البكاء والإنهيار على زوجة ابيها واخيها الذي لم يرى 
النور بعد
على الجهة الاخرى في فيلا المستشار
كانت مليكة تتمشى بشرود بالحديقة الامامية وهي تنظر الى القمر الذي يختبئ تارة خلف الغيوم وتارة اخرى يكون واضح للعيان
لتجلس بجانب حمام السباحة بعدما تمكن منها الحزن حرفيا لا تعرف ماذا تفعل تشعر بالضياع والقهر لتشرد بعالم اخر عندما اخذت تتهافت عليها 
ذكرى ماحصل معها وهي تعيد الحوار الذي دار بينها وبين سامر بعدما اتصلت به وطلبت رأيته
Flash Back 
كانت مليكة تقف امام البحر الهائج بأمواجه التي تتلاطم بدون هداوه لتتطاير خصلاة شعرها بفعل الهواء وهي تنتظر قدومه منذ مايقارب ساعة
....تأخر عليها جدا لدرجة بإنها قررت الرجوع لمنزلها ظنا منها بإنه يرفض مقابلتها
ولكنها ما ان التفتت لتعود الى سيارتها حتى وجدته يقف خلفها وينظر لها من بعيد على مايبدو بأنه يقف هنا منذ مدة زمنية ليست بالقليلة فقط يتمعن بها
اخذ يقترب منها وما ان وصلها حتى وجدها تقول
بسخرية ما لسه بدري كنت تأخر كم ساعة كمان
تخطاها و وقف يعطيها ظهره و وجهه نحو البحر الذي كان يعصف بهيجان كمشاعره وهو يقول ببرود
ماكنتش ناوي أجي اصلا
ليه ....قالتها بحړقة وهي تسحبه من مرفقه لتجعله رغما عنه ينظر لها لتجده يرد ببرود اقوى من سابقه
مش عايز اشوفك
ابعدت يدها عنه وقالت بۏجع
تمام ...سهل اوي طلبك ده ....طلقني وبكده تخلص مني
نظر لها وقال الطلاق للي زيك راحة وانا مش ناوي اريحك
مليكة بنفعال للي زي ! هو انا عملت ايه عشان تعاقبني كده
الټفت نحو البحر وقال ببروده
طلبتي تشوفيني ليه 
عايز

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات