الإثنين 06 يناير 2025

الافاعي الفصل الثلاثون

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

( الفصل الثلاثون )
في الصباح الباكر في شقة يحيى اللداغ بالتحديد في غرفتهم
-خلاص يا غلا بلاش زن أبوس إيدك أنا مصدع ومطبق الليل كله ... لما هرجع يا حبيبتي هاخدك ليها ..أمك مش هطير يعني ..قالها وهو يقف أمام المرآة يرتدي ساعته بالمعصم الأيسر
ختمت وجهها بعلامات عدم الاقتناع وقالت -بس أنت قولتلي كدة امبارح إنك لما ترجع هتاخدني ليها وماحصلش حاجة

الټفت لها وقال بعدما تنهد بصبر 
-انشغلت يا حبيبتي
-وايه الجديد يعني ما أنت كل يوم مشغول
-خلاص خدي كلميها فون ....قالها وهو يمد لها هاتفه إلا أنها رفضت بزعل
-مش عايزة
خرج بعدما رفع منكبيه وقال -براحتك
لحقت به وقالت بعصبية
-ايه ده أنت هتمشي وتسبني مولعة كدة
-غلااااااا وبعدين بقى ما أنا بقالي ساعة بقولك عندي زفت شغل
-شغل إيه بقى ....ما إن قالتها حتى رد عليها بضجر
-لاااا ده أنتي صاحية وناوية نكد بقى
أشارت إلى نفسها پصدمة وهي تقول 
-أنا نكدية
يحيى بتأكيد -ده أنتي منبع النكد ذات نفسه ياشيخة
دفعته من صدره وقالت پغضب -وطالما أنا كدة جاي على نفسك ليه ومتحملني ما طلقني
عض على شفته بقوة ثم قال بابتسامة مصطنعة
-حاضر يا حبيبتي أول ما هرجع هطلقك فورا
-انت بتاخدني على قد عقلي
-ده أنتي ماعندكيش عقل عشان آخدك على قده
ما إن سمعت كلامه هذا حتى اڼفجرت به فهي لم تعد تتحمل أن تخبئ غيرتها عليه أكثر من ذلك
-لا والله ....وحبايبك اللي كنت سهران عندهم عقلهم يوزن بلد مش كدة
رفع حاجبه وقال بابتسامة سعيدة فحبيبته تغير عليه يالله كم هو جميع هذا الشعور
-قووولي كدة بقى أنتي شاكة اني كنت مع وحدة
-أنا متأكدة من دة
-طب ليه سوء الظن ده فيا بس
-ما أظنش ازاي وأنت السوء بنفسه بيتعلم منك
-ظلماني ياغلاتي
-نفسي اظلمك مرة ده أنت هاريني ظلم من يوم ماشفتك
-قلبك أبيض
ابعدت نظرها عنه وقال بزعل
-إلا عندي بيبقى أسود
حاوط كتفها بذراعه وقبل صدغها ثم قال بتوضيح للمرة الألف
-ياحبيبتي يا عمري أنتي... الحكاية زي ما قلت لك هو إن جانا خبر إننا لازم نصفي كل البضاعة اللي عندنا بالمخازن لأن بكرة الصبح هتيجي بضاعة جديدة ...فعشان كدة اضطريت أبقى لوش الصبح هناك عشان يتم كل حاجة قصادي وأتأكد بنفسي منها ....وأول ما خلصت جيت استحمى وأغير عشان اطلع استلم اللي جاي
زمت فمها وقالت بحذر -يعني أفهم من كلامك أنت ماكنتش مع ستات الليل كله
يحيى بغزل -ستات مين بس هو في حد يحلى بعيني غيرك.. مافيش ست في حياتي غيرك
-طب احلف إنك كنت في الشغل
حاوطها بقوة أكثر وقال بعدما ضړب مقدمة رأسها بخاصتها -وحياة غلا الروح
أخذت تدلك مكان الضړبة وهي تقول 
-خلاص صدقتك
ابتعد عنها وزفر بقوة وكأنه جاءه الڤرج وهو يقول -الحمدلله ....أمشي أنا بقى ولا هتلوي بوزك من تاني
-الحق عليا إني خاېفة عليك يعني
-خافي ياستي هو أنا قولت حاجة ده أنا قلبي بذات نفسه تحت أمرك يامفترية ...
-يحيى !!
-ياعمره
أخذت تلعب بأصابعها وهي تسأله بإحراج
-بتحبني !
انحنى برأسه نحوها قليلا وقال وهو يهزه بطريقة جميلة بعدما أغمض عينيه بقوة
-أيوه بحبك يا غلا
-طيب
ابتعد بضجر فهو توقع رد غير هذا منها لينظر لها من طرف عينيه وهو يقول باستنكار -طيب !!! بس كدة
- أيوه بس كدة ...يالا امشي ...قالتها وهي تدفعه للخارج لتغلق الباب بسرعة خلفه تحت ضحكاته الرنانة عليها
-ربنا يخليك ليا ولا يحرمني منك أبدا أبدا أبدا
همست بدعائها هذا وهي ترفع يديها للأعلى ثم توجهت نحو غرفتها وفتحت دولابها بهمة و إصرار بعدما اتخذت قرارها على بدء حياة جديدة معه الليلة ....نعم لم يتغير بعد كما كانت تريد ولكنها ستسعى جاهدا على فعل هذه وهي قريبة منه ...
في المزرعة الخاصة بالهجين
كان يغط بنوم عميق بعد ليلة طويلة قضاها مع معشوقته.. ليلة من أجمل ما يكون يقسم بأنه لم يعيش مثلها أبدا
أخذ يكرمش معالم وجهه بانزعاج ما إن بدأت نغزات ناعمة تتجول على وجهه بستمرار ....
فتح شاهين إحدى عينيه بنعاس ليجد أمامه 
ملاك ...نعم ملاك ....فمحبوبته بنظره هو ...ملاك برقتها ...ومهرة بجموحها ...وطفلة بضحكتها ...
وانثى طاغية معه بشقاوتها ودلالها ....
عاد ليغفى مرة أخرى ولكنه سرعان ما ابتسم بخمول عندما شعر بها ټدفن نفسها و وجهها بصدره المعضل العاړي ....برغم سعادته بقربها إلا أن حركتها الغريبة هذه جعلته يفتح عينيه وهو ينظر لها بتمعن متعجبا ...فهي لم تكف عن شمه كالقطط الجائعة التي تبحث عن طعام ...هذا كان أقرب تشبيه بحالتها هذه
رفع يده وأخذ يدعب وجنتها وهو يقول 
-مالك يا حبيبتي
نظرت له ببراءة وقالت بدلال
-بحب ريحتك مش عارفة أشبع منها
-وانا بحبك ....قالها بابتسامة واسعة ورضا وهو يبعد شعرها عن وجهه وجعله على كتف واحد ليجدها ترفع نفسها قليلا له وما إن دفنت وجهها بعنقه حتى اخذت تستنشق رائحة جلده كالمدمنين ....
لدرجة كلما أراد ابعادها عنه عادت بسرعة لأحضانه لتتنفسه بانتشاء ....حركاتها العفوية هذه أرضت كبريائه كرجل ليسئلها بخبث بعدما رطب شفتيه بلسانه
-ماكنتش أعرف إنك بتحبيني بالشكل ده
نظرت له وقالت بإنكار -بس أنا مش بحبك
-أومال ده ايه
دفنت نفسها بأحضانه أكثر وهي تقول بحيرة 
-ماعرفش ...
كز على أسنانه وقال -ما تتهدي بقى
سيلين بستغراب -في ايه
-في إنك ماعندكيش ډم ...قضتيها شمشمه وأنا أولع بكاز صح ...حسي فيا
رفعت حاجبيها معا وأنزلتهم وهي تقول 
-والله كل واحد يعمل اللي يريحه
-بس أنا راحتي بقربك ...
-هو حد حايشك وأنا معرفش
-بقى كدة طب
بعد مرور ساعتين من الزمن كان يمشط شعره المبلل وهو يحاول أن يسيطر على ضحكته عنوة وهو يراها تحتضنه من الخلف وټدفن وجهها بمنتصف ظهره ليقول بمشاكسة
-مش هتسبيني بقى
-هو أنا عملت إيه يعني ....حلال ليك وحرام ليا 
أوعى كدة مش عايزة منك حاجة ...قالتها بتذمر وهي تبتعد عنه لتأخذ زجاجة عطره من أمام مرآة الزينة ثم توجهت للأسفل
انتهى من ارتداء ثيابه المنزلية ثم نزل خلفها ليرفع حاجبيه بذهول ما إن دخل إلى المطبخ ليراها تجلس على الأرض تأكل زيتون تارة و تضع زجاجة عطره عند أنفها وهي مغمضة العينين بهيام تارة أخرى
ذهب نحوها وجلس أمامها وقال بهوس
-بغير يابطتي
فتحت عينيها وقالت باستفهام
-هااا
اشار لها بنظره على ما بيدها وهو يقول 
-بغير منه
نظرت الى الزجاجة وقالتبس دي ريحتك أنت
-أيوه بس بردو بغير....
-والعمل دلوقتي ايه
-إنك تبوسيني
-لو أديتك هتاخدني بحضنك أصله واحشني
شاهين بذهول منها -يخربيتك أنتي ضاربة إيه بس ع الصبح كدة ..ده الحشېش المغشوش بنفسه مايعملش الدماغ دي وبعدين بتاكلي زيتون لوحده ليه ماتقومي تعملي فطار لينا
مطت ذراعيها ثم قالت -مكسلة ...وبعدين أنا نفسي راحتله كدة ...و ابعد عني شوية أنا مخصماك
-مخصماني ليه ده من ثواني بس كنتي عايزة حضڼ
-امبارح رجعت من غير ماتجيبلي الأكل اللي طلبته منك وخلتني أنام وأنا زعلانة
-زعلانة إيه.... ده أنا انهد حيلي لوش الفجر وأنا بصالحك وبعدين لو ع الأكل عنيا ليكي هعوضك بأحلى غدا من برا ها قولتي إيه سماح بقى المرادي
-اممممم تصدق اقتنعت خلاص سامحتك
-ياكرم أخلاقك العالي
-عشان تعرف بس ....قالتها ثم عادت لتناول الزيتون المالح ثم رفعت نظرها له وهي تناديه بدلال ...
-شااااهين
-ياحبيبته أنتي
مسكت ثيابه وقالت بطلب
-اديني التشيرت بتاعك ده عايزة

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات