الافاعي
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
الفصل التاسع والثلاثون
توقفت سيارة الهجين أمام العمارة و ما إن نزل منها بهمة ليلحق به ياسين وهو يقول بعدم تصديق من سرعة الآخر
بالراحة أنت مستعجل كدة ليه
نظر له شاهين وقال بنظرات تلمع بشوق
عايز أخدها بحضني ... عايز أشوفهاااا
ليقول ياسين بذهول من حالة أخيه هذه
حبتها أوي كدة
شاهين بصدق أنت بتقول إيه.. روحي قصاد شعرة منها !
اما في الداخل كانت ميرال تجلس على الاريكة في الصالة وهي تحاوط نفسها بشال قطني وعينيها شاردة على النافذة التي تطل على الخارج التي كانت لا تعكس سوا صورتها المنكسرة ...
عند هذه النقطة أغمضت عينيها وهي تقطب جبينها بانزعاج من الفكرة كلها ....روحها ترفض هذا الشيء...
لأول مرة عقلها وقلبها وجسدها وروحها يتفقون على شيء واحد وهو مستحيل أن يرضوا بغير ياسين حبيب و زوج لها ولكن بنفس الوقت يرفضون المسامحة والنسيان ...وهذا هو قمة العڈاب ...عدم القدرة على النسيان ....
تعترف مع نفسها بأنها ضعيفة أمامه من الداخل ولكن مستحيل سترضى أن تضعف من الخارج يجب عليها الأحتفاظ بجمودها معه ...
يالله كم قست وقست ولكن كل قسۏتها ذابت ما إن عاد لها ...وكأنه بعودته هذه يثبت بأنها لا تستطيع المقاومة أمام سحره الذي لطالمه انغمرت به ...
انتفض جسدها بخفه ما إن خرجت من تفكيرها هذا وشرودها على صوت جرس الباب ...
أنزلت قدميها على الأرض وقبل أن تستقيم بالفعل وجدت سيلين تخرج من المطبخ وتوجهت للباب وهي تقول باستغراب لها
غريبة مين اللي هيجينا بالوقت ده !!
زال استغرابها وتبدل إلى الضيق ما إن فتحت الباب و وجدت معذبها يقف أمامها ولكن ما جعلها ترفع حاجبيها وتضع يدها على الحائط عندما وجدته يريد الدخول لتقول
رفع شاهين أيضا حاجبيه وكاد يرد لها حركتها وهو يقول.. عايز أشوف سيلا
العب بعيد ياشاطر مالكش حاجة عندي ...قالتها بسخرية من طلبه هذا وهي تغلق الباب بوجهه ولكن قبل أن تغلقه حقا عادت للخلف عندما دفعه بقوة ودخل هو و أخيه
فعلته هذه جعلت ميرال تنهض بذهول من طريقتهم وهي تقول بضيق ايه الجنان ده ....أنتم ازاي تدخلوا كدة ...
كادت أن ترد عليه إلا أنها التفتت نحو الآخر ما إن وجدته يقول لأختها بأمر
سيلا فين ...هاتيها
كزت على أسنانها من أمره عليها وكأنه يحق له.. لتقول بغيظ منه ومن أسلوبه شاهين ...اطلع برااااا
أومأ لها برأسه بتوعد ثم تخطاها وذهب على أول غرفة أمامه ما إن فتحها حتى وجدها فارغة ولكن قبل أن يصل للغرفة الثانية وجد سيلين تقف أمامه وهي تمسك أوكرة الباب وهي تقول بخفوت حاد
بقولك مالكش حاجة عندي ...اطلع برا... بابا عيان ومش حمل مشاكل ...مش عايزة صوتنا يعلا ويصحى
مرر شاهين لسانه على شفتيه ثم قال بسخرية بهمس مشابه لها
أنتي مفكرة إنك ممكن تقدري تمنعيني من بنتي
دي بنتي أنا وبس ...ما إن قالتها وهي ترفع ذقنها بغرور أمامه حتى لانت عينيه بعشق خالص لها ليرفع أنامله ويمررها على وجنتها وهو يقول بتملك بعدما انحنى عند أذنها
ااااانتي كلك على بعضك ملكي واللي يخصك بيخصني قبلك
كادت أن تدفعه عنها إلا أنه كان أسرع منها عندما دفعها عن الباب بخفه وفتحه ودخل لتتوقف قدميه عن التقدم ما إن وجد تلك الصغيرة مستلقية بجسدها الضئيل على السرير وهي على وشك أن تغفو
من شدة تمعنه بها لم يلاحظ سعد الذي ما إن دخل حتى ركض إلى والدته واحتضن قدميها لتحمله سيلين بسرعة وتحتضنه بحماية ثم أعطته لميرال التي دخلت هي وياسين كلهم وذهبت بسرعة لتقف أمام شاهين وهي تقول ما إن رأته بدأ يتقدم نحو سيلا
ماتحلمش
بابي ....ما إن قالتها سيلا بصوت مبحوح وهي تمد يدها الصغيرة له حتى أبعد شاهين سيلين من أمامه وذهب نحوها ومسك يدها وقبلها بقوة بعدما جلس أمامها نصف جلسة وهو يقول بلهفة
ياقلب بابي أنتي ...وعمره ....
لوت شفتيها بزعل وقالت بخمول مدلل
سيلا عيانة
أخذ يمرر كفه الكبير على معالم وجهها و وجنتيها المحمرتين بشدة من أثر الحرارة وهو يقول بحنان لا يوصف
سلامتك ألف سلامة يا نور العين أنتي
بتحبني !
عارفة أنتي الوحيدة اللي عرفتي توصلي لمكانة مامتك عندي ....ما إن قالها حتى أخذت سيلين تحرك قدمها بتوتر وضيق من مايجري هنا لتنظر الى ميرال باستغراب ما إن وجدتها ما تزال واقفة وهي تحمل سعد الذي كان ينظر الى شاهين پاختناق شديد فهو بنظره قد أهمله تماما ولم يسأل عنه أو حتى ينظر له
خديه من هنا ....ما إن همست لها حتى استوعبت ميرال الأمر فهي كانت مستغربة من حالة شاهين ولم تنتبه لذهول ياسين الذي لم يبعد نظره عن سعد الصغير ليقول باستفسار بعدما أمسكها من عضدها ومنعها من الخروج
ابن مين ده !!!!!
كلامه هذا جعل شاهين يقطب جبينه باستغراب وهو يلتفت لهم ليجد ميرال تحمل طفل ولكن ما جعله يستقيم حقا هو عندما وجد ياسين يقول بتمني شديد
ده ابني صح
لاء ده أخويا أنا ....ده سعد توأمي ....ما إن قالتها سيلا بشكل تلقائي حتى عم الهدوء بالمكان
شاهين وآاااااه من شاهين لا توجد كلمات توصف ما حصل به الآن ....شعر بإنه لأول مرة يشعر بإن بداخله اڼهيار حرفيا ....حصونه دكت مع الأرض من ما سمع ....
ابتلع لعابه بصعوبة ونظر إلى سيلا قليلا ثم الټفت لذلك الصغير الذي كان يدفن وجهه بعنق خالته وهو يحاوطها بقوة ولكنه كان يشدد من احتضان ميرال كلما وجد والده يقترب منها بخطوات ثقيلة.
وما إن وصله حتى رفع يديه له وهو يقول بصوت يرجف حرفيا تعال ياحبيبي
مش بحبك ...قالها وهو يخبئ وجهه مرة أخرى..
نعم كانت كلمات عفوية خرجت من طفل صغير ولكنها طعنت قلب والده
خديه ياميرال ....ما إن قالتها سيلين حتى كاد شاهين يمنعها من هذا ولكنها وقفت أمامه وقالت بجبروت إمرأة
ماتحاولش
ليقول شاهين پغضب ابني مش بيحبني ...أكيد مفكر إني تخليت عنهم ومش بحبهم
سيلين بتأكيد لكلامه ما أنت فعلا عملت كدة
كز على أسنانه وقال بصوت عالي نسبيا
سيليناااا
صوتك ...قالتها وهي تنظر لسيلا ليلتفت لها الآخر ليجدها تنظر لهم من تحت الغطاء بترقب ...
الټفت لسيلين ورفع سبابته وعضها بقوة وهو يرمقها پغضب ممزوج پألم من فعلتها به ثم ذهب الى سيلا
وأبعد عنها الفراش وحملها بين يديه واحتضنها بقوة كبيرة وأخذ يقبل رأسها ويشتم عطرها البريء هذا
ثم جلس على السرير