الافاعي
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
البارت التاسع عشر
أنتي موافقة تتجوزي ياسين وتتخطيني
لمعت الدموع بعينيها وشعرت بالإختناق وهي تنظر إلى والدها الغاضب ثم نظرت إلى حب عمرها حاولت أن تبتلع لعابها الجاف ولكنها فشلت ...
هذا والدها وهذا محبوبها ....أي اختيار هذا ...
إن اختارت والدها ستخسر العيش مع من تحب وإن اختارت معشوقها خسړت عائلتها بالمقابل ....يا الله ما هذا الامتحان ......بعد صمت طويل تحركت شفتيها بصعوبة وهي تقول بصوت بالكاد يسمع
عم الصمت المفاجئ بالمكان ما إن تردد صدى صوتها على مسامعهم مما جعل ياسين يفتح عينيه على وسعهما پصدمة فهو لا يصدق تلك الحروف التي خرجت من شفاهها هل هي الآن رفضته ...
ابتسم بسخرية ممزوجة پقهر وامتلأت نظراته بالحقد وهو يحرك رأسه بنعم وكأنه يتوعدها ثم نهض وخرج پغضب دون أن ينطق بحرف أو حتى ينظر لتلك التي تقف كالتمثال أمامهم
طالما مافيش نصيب نستأذن احنا ....
اعتدل سعد بوقفته وصافحه باحترام وقال
شرفتم..بس أتمنى إن الموضوع ده ميأثرش على شغلنا ....وإن ياسين بيه مايخدش على خاطره
مني كل شئ قسمة ونصيب
نظر له شاهين من طرف عينيه كالصقر وهو يقول بفحيح سام
ااااكيد مش هيأثر على الشغل ...و زي ماحضرتك ماقولت كل شئ قسمة ونصيب...بس اللي أنا متأكد منه لو أخويا مالوش نصيب عندك ف أنا ليا
وجد ميرال ماتزال تقف بمكانها والدموع تلمع بمقلتيها وشفاهها ترتجف پاختناق وكأنها على وشك الانفجار أقترب منها وهو يقول بحزن على منظرها هذا ندمانة !
عمري ماهندم على اختياري ليك يابابا ...قالت الأخيرة وغصت بعبراتها ليتم إطلاق سراح دموعها رغما عنها ما إن سحبها والدها الى أحضانه وأخذ يملس على شعرها و يقول
ياميرال تشيلي بقلبك عليا ...ربك وحده العالم أنتم بالنسبالي ايه ...ده أنتي وأختك نور عيوني اللي بشوف فيها فما تلومنيش على حرصي عليكم
أومأت له وهي تبعد يده عن وجهها ثم مسحت دموعها وهي تقول برضوخ
اللي تشوفه يا بابا أنا معاك ...و أكيد أنت صح ماتشغلش بالك بيا...تصبحوا على خير ....قالت الأخيرة وهي تنظر الى والدتها التي كانت تراقب حوارهم هذا بحيرة ممزوجة بحزن لحزنها هي
أما عند سيلين ما إن وجدت شاهين خرج الى الحديقة حتى لحقت به ونظرات الشماته تزين حدقتيها بوضوح تام فهي لم تحاول حتى أن تداريها عنه
يعيش أخوك وياخد غيرها يامتر ...ما إن قالتها وهي تنظر له من الخلف حتى وجدته توقف والټفت له وقال
اللي هي ايه
القفا ....ماهو خد حتة قفا إنما اااايه ما اقولكش عليه عنب
أغمضت عينيها وفتحتهم بدلال وهي تقول
فوق ما تتخيل
أختك جنت على نفسها... ياسين مش هسيبها ...ما إن قالها بجدية تامة وصدق فهو يعلم أخيه حق المعرفة
رفعت سيلين منكبيها وهي تقول بلامبالاة وماله ....يجرب تاني وتالت ويترفض بردو ما أنا قولتهالك من الأول يعيش وياخد غيرها ....و افضل احلم أنت وأخوك ببنات الجندي ومش هيطولوا ظفرهم
مرر نظره على قامتها من الأسفل الى الأعلى ببطئ وكأنه يتفحص تفاصيلها بدقة كانت ترتدي جينز أزرق قصير يصل حتى نصف الساق مع بادي قصير زهري اللون وخصلات شعرها الطويل منثورة على ظهرها بأهمال ...مال بوجهه نحوها قليلا وقال
مغرورة
وضعت أطراف أناملها بجيوب البنطال وهي تقول ومتغرش ليه وأنا بنت سعد
هو محدش هيعلم على سعد غيرك
شاهين ...أنت عايز من بابا إيه ....قالتها بهدوء وهي تنظر إلى عمق عينيه ليبادلها النظرات بعدما رفع يده وأخذ يتلمس نعومة وجنتها بظهر أنامله الخشنة ليقول بعد صمت عصف بهما الإثنين
عايز آخدك منه و أحرق قلبه عليك ...يا إما أحرق قلبك ده عليه ....والخيار ليكي...مع إني ماكنتش ناوي على كده وده ضد مبادئي بس أنتي السبب ...
أنتي اللي زرعتي نفسك قصادي ولفتي نظري ليكي ....وډخلتي هنا ...قالها وهو يؤشر على رأسه
وما كان ردها على كلامه هذا سوا أنها رفعت ذقنها أكثر بتباهي وهي تقول بعدما جمعت شفتيها كالاطفال بتفكير
اممممم بس اللي أنا شايفه دلوقتي إن قلبك انت اللي محروق وريحة الشياط وصلتني كمان ...
ده أنا حتى من مغير ما أعمل حاجة طلعت مدوخاك السبع دوخات يا ابن اللداغ وخليتك تتخلى عن مبادئك كمان ... تتخيل كده معايا بقا لو حطيتك بدماغي ولاعبتك هيحصل فيك ايه
كنت تقدر تتجاهلني وتكمل شغلك ولا كأنك شايفني قصادك ده لو أنا فعلا زرعت نفسي قصادك زي ما حضرتك بتقول ....بس شكلي كده والله أعلم إني معلمة على قلبك جامد من غير ما أعمل أيوتها حاجة ...ده أنت حتى شكلك كده كل يوم بتحلم بيا ...بس لو طلع كلامي ده صح ...نصيحة مني كملها أحلام بقا لأن ده عمره ما هيتحقق فماتتعبش نفسك
شاهين بإعجاب بشخصيتها فهي تروقه حقا
هاخدك سيلينا ...هاخدك وهتبقي ليا لوحدي ...
وهتجيني بنفسك وهتشوفي
سيلين بانزعاج ماهو أنا عايزة أشوف ...هتجيبني لحد عندك ازاي وبصراحة كده عايزة أشوف أفعال زهقت من الكلام اللي لا بيودي ولا بيجيب
أنتي اللي جبتيه لنفسك .... قالها بتوعد ممزوج بستمتاع وهو يقرص شفتيها بخفة ويكز على أسنانه بتمنى لټضرب يده وهي تقول بانفعال
يووووه بطل بقا حركتك دي
شاهين بمراوغةاااالله بحبهم مش بيدي
اللي هما ايه
شفايفك يابطة
ومالقتش غير البطة !!! ده بدل ما تقولي يا غزال حتى كلامك بيئة زيك
صدقيني مش هتفرق كتير الاثنين حيوان ....
قالها واڼفجر بالضحك عليها عندما وجدها فتحت فمها پصدمة منه فهو حقا قصف جبهتها ثم تركها وذهب نحو سيارته وما إن صعد حتى أنزل الزجاج ليبعث لها قبلة بالهوا وهو مايزال يضحك من كل قلبه
انطلق خارج سور الفيلا وهو يكاد ان يطير من سعادته بها فهي برغم طولة لسانها واستفزازها له الا أنه لا يجد الراحة إلا بقربها ...لا يظهر هذا الجانب المرح من شخصيته إلا معها هي ...هي فقط
ولكن سرعان ما غابت ابتسامته ما إن وصلته رسالة نصية من أحد رجاله محتواها مختصر
الباشا الصغير هيودي نفسه بداهية
يحيى .....تمتم بها پخوف حقيقي وهو يتذكر أخيه الصغير الغائب منذ يومين رفع هاتفه وأخذ يتصل عليه مرة واثنان وثلاث ...حتى أتاه الرد بثقل وهو يقول
الو
شاهين بلهفة أنت فين
ليه في حاجة ....ما إن قالها باستغراب حتى صړخ به
الآخر يحيى !!!!!!!! ماتردش على سؤالي بسؤال
قولي أنت فين
يحيى بتوتر احممممم أنا سهران مع أصحابي
بتطفح السم مش كده ....ما إن قالها حتى صمت الآخر ولم يقل شيئا مما جعل شاهين يعتصر الدركسيون بأنامله بقوة ثم قال بأمر
اسبقني ع الوكر
ليقول يحيى برفض
مش هدخل الزفت ده تاني أنا سبت الشغل هناك ...
رفع شاهين الهاتف ونظر الى شاشته بعدم تصديق ثم أعاده إلى أذنه وهو يقول بذهول
تسيب إيه يلااااا هو أنت شغال موظف