الأحد 05 يناير 2025

دلال

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

فصل السابع عشر
نائمة بوسط سرير وثير مريح ولكن هذه الراحة كانت أبعد ما يكون عنها قطبت جبينها بضيق وأخذت تحرك رأسها بالأتجاهين بانزعاج من الکابوس الذي تراه الآن فعقلها الباطن كان يكرر ماحدث معها كله بالصوت والصورة ليتعرق جسدها بقلق وتوتر و مشاعر الخۏف سيطرت عليها مرة أخرى لدرجة بدأ نفسها يضيق وصدرها يؤلمها وكأن هناك ثقل عليه

لتعجر حتى عن الحراك....
توالت عليها ذكرياتها وكأن شريط حياتها كلها أخذ يمر أمام نظرها منذ صغرها حتى وصلت للوقت الحالي لتخرج منها شهقة عڼيفة جعلتها تنتفض من رقدتها هذه الى الجلوس وهي تفتح عينيها الى أقصى حد هذا غير صوت تنفسها العالي الذي ملأ الغرفة
كرمشت وجهها وهي تضع يدها على صدرها بۏجع 
ليقع نظرها على الساعة المعلقة على الجدار لتجد ان الوقت قد تجاوز الواحدة بعد منتصف الليل ...
رمت عنها الغطاء لتضع قدميها على الرخام الفاخر والبارد لتتوجه بعدها نحو الستارة وما إن ازاحتها و فتحت زجاج النافذة حتى أغمضت عينيها واحتضنت نفسها بخمول عندما مر بها تيار هواء منعش ....
أخرجت رأسها منه وأخذت تنظر لهذا المكان الراقي التي هي به الآن لتسحب الأكسجين النقي بكل قوتها لتنتعش رئتيها وهي لا تصدق حتى الآن بأنها أخيرا قد تخلصت من ذلك المكان القذر المليئ بالمعاصي ...
في الصالة انفتح الباب الرئيسي ليدخل الى شقة أخيه ياسين وهو يحمل حقيبة ثيابها وأخذ يبحث عنها بعينيه بلهفة وكأنه يريد أن يحتضنها ببصره قبل ذراعيه
تنهد بعمق بعدما رمى الحقيبة على الارض وهو يرى الهدوء يعم الأرجاء فهي بعادتها تكون بوسط المكان تعلن عن حضورها بكل إعتزاز و دائما ماترمقه بتعالي وكأنه لا يساوي شيء أمامها أبتسم باتساع وهو يتذكر تفاصيلها العنفوانية ولكن سرعان ما خيم الضيق عليه وأخذ يتأفأف بحيرة وهو يفكر بما هو مقبلا عليه هل هذا بداية جديدة أم نقطة تحول لا تبشر بالخير
وبعد تردد كبير وأفكار كثيرة لم توصله لأي استنتاج بدأ يحرك ساقيه بتثاقل نحو الداخل ليمسك أوكرة الباب ويفتحه بهدوء ......ليجدها تقف أمامه بشموخها المعتاد الذي يعشقه عليها كان ضوء الغرفة منطفئ ولكن إضاءة الشارع العام الذي يضرب على وجهها من خلال النافذة التي تقف الى جانبها كانت تعطيها سحر لا يعرف كيف يصفه 
يااااالله ... الكبرياء وعزة النفس خلقت لها فقط 
أنثى متمردة متعالية بتمردها عليه لتتوج ملكة على قلبه المسكين بشعرها الأسود المنكوش الذي دائما مايراه يقف بعكس اتجاه مساره الصحيح ..
أخذ يقترب منها ببطئ وهو يمرر نظره على قامتها الهشة ...ترتدي بيجامة قطنية واسعة تظهر من خلالها مدى نحافة جسدها الصغير ...كان من المفترض أن يكتب عليه هنا مصنع الأنوثة ومنتهى الجمال فهي حقا مصدر الجاذبية والفتنة....لايظن بأن هناك امرأة في العالم تظاهيها فهي أخذت كل الحسن لها حصريا
توقف قليلا ما إن لمح بمقلتيها نظرة... عتاب 
لم يتوقع هذا منها كان على استعداد أن يتقبل منها 
الكره الحقد بغض نفور خوف ړعب ...كان على أتم الاستعداد لكل هذا إلااااااا أن يرى العتاب منها ممزوج پألم وخيبة ظن ...
أكمل طريقه لها ما إن رجف ذلك النابض بين أضلاعه عندما وجدها تبعد عينيها عنه بضيق ...
كان قد قرر مع نفسه قبل أن يدخل لها بأنه لن يقترب منها بشكل مباشر الآن لكي لا تنفر منه فهي بالتأكيد ماتزال متأثرة بما حدث لها ...أراد أن يعطيها مساحة لتستوعب كل ماحدث معها حتى الآن ...
ولكنه ضړب كل هذه القرارات بعرض الحائط عندما وجدها أمامه 
لاحظ بأن ملامحها تمتعض بضيق كلما تقدم منها وصلت الى درجة وجدها ترفع كف يدها أمامه
لتمنعه من الاقتراب أكثر وهي تقول پاختناق
خليك بعيد ماتقربش مني
احتقارها له بهذه الكلمات كانت بالنسبة له أحلى من العسل فهو لا يصدق حتى الآن بأن ذلك الحثالة لم ېؤذيها ...كان فاقدا للأمل ...يقسم بأنه وصل إلى حافة الجنون بسببها هي
تجاهل رفضها من الاقتراب منها 
للحظة كان عندي استعداد أني أخنقك بإيدي وأدفنك بنفسي ولا غيري ېضمك لحضنه ويشم ريحتك دي زي كده ...موتك أهون عليا من إنك تكوني لغيري
ابتعد عنها قليلا ما إن لاحظ إلتواء رقبتها بمحاولة بائسة منها لتبعد نفسها عنه وهي تقول بصوت يرتجف متذبذب ولكن مليئ بالضيق منه ومن تصرفاته الطائشة أنت مريض ...ټقتل القتيل وتمشي بجنازته ...وهو كان مين السبب بكل اللي حصلي ده ...مش انت
حرر معصميها بهدوء وأخذ يبعد خصلاتها الهائشة عن وجهها الذي يضاهي القمر جمالا بنظره هو أحتضن وجنتيها واقترب من جبهتها ليقبلها بقبلة طويلة مليئة بالحنان ليرجف جسدها بشكل تلقائي من ذلك الشعور الغريب الذي غزاها بشكل مفاجئ
ابتعد عنها بعدما طال الصمت بينهم ليسحبها خلفه الى الصالة الخارجية بعدما غلف يدها الناعمة بكفه بحب واضح ولكن هذا لم يدوم كثيرا عندما وجدها تسحبها منه لتذهب وتجلس على أريكة منفردة لتميل بجذعها العلوي لتسند مرفقيها على ركبتيها وضمت كفيها بقبضة فوق شفتيها لتشرد نظراتها للبعيد
منظرها هذا جعله يرتعب هل هي الآن تفكر بأن تتركه وبالفعل صدق حدسه ما إن نطقت بجدية متغلفة بالبرود
أظن إن اللعبة أنتهت لحد كده ...صح ...!!!! يعني أنا دوري انتهى ...وأنت اللي كسبت على رامي وقدرت إنك تسرقني منه زي ما كنت مخطط ...
سببك كان تافه زيك
صمتت قليلا وأخذت تبتلع لعابها ثم أكملت بنفس برودها ..على العموم أاانا لا هلومك ولا هعاتبك وأقولك ذنبي ايه إنك دخلتني بدوامة مالهاش آخر عشان تثبت انتصارك على خصمك لأن باختصار كل اللي حصل معايا بالشهرين اللي عشتهم معاك خلوني أكبر يجي عشر سنين على عمري و أكبر دماغي من كل اللي بيحصل حوليا فعشان كده أنا عايزة منك حاجة وحدة ...وحدة بس
يحيى بترقب اللي هي 
رفعت نظرها له وقالت بحړقة ظهرت من خلال نبرتها الجادة أحلفك بالله وبالعشرة اللي مابينا إنك تعتقني لوجه الله ...طلقني يايحيى
شحب وجهه من ما سمعه ليقول بترجي طفيف
اديني فرصة تانية ياغالية وخليني اوريكي خيري زي ما وريتك شړي ...
ابتسمت پألم فهي لأول مرة تسمعه يلفظ اسمها صحيح ....لتنطق بجدية بعدما حسمت أمرها
أنا بعد اللي شفته منك مابقتش عايزة منك أي حاجة أنت إنسان شھواني بتمشي ورا ملذاتك خمر وبنات وفي منكر ومش عامله لدرجة خلتني أغرق معاك بعالم عمري ما كنت متصورة إني هشوفه غير بالأفلام ...
حرك رأسه بقبول وقال باعتراف شوفي كلامك كله ده صح واللي حصلك مني مش قليل بس مستحيل أقبل إنك تمشي ...ڠصب عنك هتفضلي معايا لأن معنديش أدنى استعداد أسيبك
غالية بضيق إيه ڠصب عنك دي ....أنت تاني هتجبرني عليك 
يحيى ببرود ايوة
يعني مش هترحمني وتخلصني منك بقى ....ما إن قالتها پاختناق حتى أتاها رده المباشر 
لاء
غالية بانفعال يحيى !!!! بلاااااش تستفزني بطريقتك دي أنا خلاص قرفت منك ومن عيشتك ومن وجودك حوليا ...ارحمني بقا والله تعبت اعتبر نفسك ماشفتنيش بحياتك ...اعتبرني مت باللي حصل يا أخي وعيش من غيري واكسب

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات