الافاعي الفصل الخامس والثلاثون
يجيلك راكع ...ده أنتي أحلامك عايزلها أحلام عشان تتحقق ...
-لازم يجيلي مش هسيبه لغيري
-ياستي حلي عنه احنا ماصدقنا أنه أتشغل دلوقتي بشركته اللي فتحها هو واخواته كفاية لما آخر مرة رحتيله وساومتيه على نفسك يا إما يتجوزك يا إما هتبلغي أعدائه إن طليقته هي نقطة ضعفه ...ده أنتي لو ناوية ټنتحري ماكنتيش قولتي كدة ...
مايقولش عليها غير ياعشق الهجين ...اللقب ده أنا اللي أستحقه مش هي ...أنا اللي بعشقه وبموت فيه مش هي.... أنا زينة اللي محدش قدر يهزني هو من أول يوم شفته فيه وكان لسه مراهق دخل عقلي
ليقول فتحي بضجر -بتحبي فيه إيه ده ...ده قفل ميعرفش يتعامل مع الستات... إيه اللي شدك ليه
-نعم ياختي ...راجل !!!! واللي قاعد قصادك ده إيه رجل كنبه ولا إيه
-يافتحي أنا قلبي مالهوش بالصغيرين اللي زيكم
احنا نستمتع مع بعض آه ...بس تملى عيني لاء
رمى فتحي كأسه پغضب على الأرض ليصدح صوت الكسر بالمكان ثم سحب زينة من مقدمة فستانها نحوه وهو يقول
نظرت له برغبة وقالت ببرود متعمد -لاء مش مالي عيني هتعملي إيه يعني
-هعمل كدة ...قالها
في صباح فجر اليوم التالي ...كانت الساعة مازالت مبكرة جدا ...اي مايقارب الخامسة ونصف ...
كان يقف بسيارته أمام إحدى المستشفيات الحكومية ...ينتظر خروجها بفارغ الصبر
يريد أن يراها ....يرى طلتها التي تأسره ....
بجلسته بلهفة ما إن رآها تخرج مع زميلتها من داخل المستشفى
شغل محرك سيارته وذهب وتوقف أمامها قبل أن تتخطى الشارع للجهة الأخرى وما إن أنزل النافذة حتى أمرها -اصعدي
نظرت هدى الى صديقتها التي استأذنت منها وذهبت لمنزلها لتبقى هي وحيدة أمام مصيرها المكروه هذا
ليكرر حودة أمره بحدة أكبر -بقولك اصعدي
-لاء ....واركبي يالا والا حابة أنزلك بنفسي أفتحلك الباب... صمت ينتظر منها التنفيذ وما إن رمقته برفض حتى صړخ بها بصوت عالي نسبيا هاعد من واحد لتلاتة لو ما ركبتيش هنزل أجيبك من شعرك
تأفأفت وهي ټضرب الأرض بقدمها ثم فتحت الباب وما إن استقرت الى جانبه حتى انطلق بها نحو منزلها بصمت
-مش بطيقك يا أخي
-أناااا مش أخوكي ....ومش بتطقيني ليه.. كل ده عشان خليت حبيب القلب يسيبك.. لو كان بيحبك بجد ماكنش سابك
هدى بهجوم -حسين كان بيحبني وأنا بحبه ...وجه خطبني ....بس منك لله عملت في ايه عشان يسيب مصر كلها ويهاجر أكيد هددته أتوقع ايه من واحد زيك ...أصلا أنا ماشفتش خير من يوم ماشفتك
...كان يوم أسود ...سنين وأنت بتلاحقني وبتأذيني ... حل عني بقا
-خطيبك اللي فرحانه فيه ده أنا مهددتوش يا حلوة
أنا بس عرضت عليه عرض مغري شوية وهو أنه يروح يكمل ماجستير برا وشغل يقبض منه باليورو قصاد أنه يسيبك ليا... عارفة عمل إيه لما قولتله كدة ...
-مش عايزة أسمع... أنت كداب ...قالتها وهي تضع يدها على أذنيها برفض لسماعه حركتها هذه استفزته كثيرا ليسحب يدها للأسفل بقوة وهو يقول پغضب
-أنا مش كداب بس أنتي اللي مش عايزة تصدقي
هو وافق بلحظتها حتى مافكرش ولا تردد وبنفس اليوم فسخ خطوبته منك ...و دلوقتي ممكن تقوليلي فين حبه ليكي... ده لو كان راجل تاني عنده غيرة على عرضه كان ضړبني بالبونية قبل حتى ما كمل عرضي بس ده ماصدق نفسه من الفرحة و
وافق بساعتها
غصت بالبكاء بحړقة و ۏجع على حبها الذي ضاع بلمحة عين بعدما سرق منها أكثر من أربع سنين من عمرها... كانت مخدوعة فيه
توقف حودة عن القيادة على جانب الطريق ثم سحب منديل ورقي ومده لها وهو ينظر للطريق و يقول بجمود -ماتعيطيش على واحد مايعرفش قيمتك
سحبت منه المنديل بضيق وهي تقول
-ماكنتش عارفة العياط ايه غير لما دخلت حياتي
نفسي أعرف أنت جايب طولة البال دي منين ده لو غيرك كان زهق مني وراح وخصوصا إني انخطبت رسمي لغيرك ...وقتها قولت خلاص هينسحب بهدوء بس العكس حصل
-اللي بيعوز حاجة بجد مستحيل يجي يوم ويسيبها غير وهي في حضنه
-ايوه بس أنا مش بحبك أغنيهالك يعني عشان تفهمها
ليقول حودة بضيق داخلي ولكنه حافظ على لا مبالاته المصطنعة -عادي يادكتورة مش مهم تحبيني ...أنا أصلا ماتعودتش على أنه في حد بيحبني كفاية إني عايزك
مسحت دموعها وقالت -وصلني البيت أكيد زمان أهلي انشغل بالهم عليا
أومأ لها برأسه ثم أعاد تشغيل المحرك وهو يقول
-أنا ملاحظ إن أهلك مدلعينك بزيادة وخصوصا أخوكي الكبير
نظرت له باستغراب وقال -طبعا هيدلعوني مش بنتهم الوحيدة وآخر العنقود
-ايوة بس ده بيدايقني
-وأنت مالك يدايقك ليه
-بغير عليكي منهم ....
-نعم
-اللي سمعتيه ...و خفي هزار مع ولاد خالاتك لاحسن
يوحشوكي
-أنت بتقول إيه ...أنت مش طبيعي وبعدين بطل كلامك اللي كله أمر في أمر
انتظرته يرد عليها إلا أن ردة فعله كانت فعل وليس كلام عندما وجدته يسحب يدها اليسرى وقبلها واحتضنها داخل كفه ....
حاولت هدى أن تسحب يدها منه وهي تقول بانفعال
-سيب ايدي
رفعها لثغره وقبلها للمرة الثانية ثم حررها بهدوء
ليكمل طريقه نحو منزلها والصمت أصبح سيد الموقف بينهم .... وماهي سوا دقائق حتى وصل لمنطقة بسيطة ليست بالشعبية ولا بالراقية
وما إن توقف أمام العمارة القاطنة بها حتى عضت هدى شفتها السفلية بقوة ثم قالت -نفسي أعرف أنت ازاي قدرت تصاحب اخواني وتخليهم يثقوا فيك لدرجة أنهم يخلوك تجيبني وتوديني الشغل عادي كدة
-هو أنتي متعرفيش إني فهمتهم إني شغال سواق عشان كدة أنتي جزء من شغلي دلوقتي
-والله هاين عليا إني أروحلهم وأقولهم على حقيقتك
-اللي هي ايه
-إنك صايع ومخادع وبتاع تلات ورقات واااء وااا
أخذت تتلعثم بكلامها ما إن وجدته الټفت لها برأسه ورمقها بحدة جعلها تبتلع ما تبقى من حروف أعاد نظره للأمام وهو يقول بصيغة الأمر المعروفة
-انزلي يالا ....ونامي وارتاحي ...ولما أكلمك ردي عليا
-مش هرد هي مش عافية
-لاء عافية ....ما إن قالها بصوت غاضب وهو يضرب الدركسيون براحته حتى نفخت وجنتيها بضجر ثم نزلت وفتحت الباب وأغلقته بكل قوتها وركضت لداخل العمارة ...
أخذ حودة ينظر لأثرها وما إن اختفت حتى ابتسم بخفه وأخذ يرجع للخلف بهيام نادر.... لا يظهر إلا مع تلك الفاتنة التي فتنته ولوعته بها لسنين
حرك سيارته وانطلق متوجها لمنزل غالية كما أخبره يحيى ليلة أمس
في شركة اللداغ في المكتب الخاص برئيس الشئون القانونية ....
كان يجلس خلف مكتبه يدقق بنود العقود بدقة متناهية وما إن ينتهي من ورقة حتى يسحب ورقة أخرى وما إن ينتهي من ملف حتى يأخذ ملف آخر
لينطق بعد صمت طويل -بتبص عليا كدة ليه ماتقوم تشوف شغلك
ياسين بانزعاج -أنت ازاي عايش كدة ...حياتك شغل في شغل ارحم نفسك
ترك شاهين