الافاعي الفصل الأول
أمانة عندي
أجي على ملا وشي عشان أشوف في إيه ألاقيكي بتخرفي وااء
قطع كلامه ما ان وجدها تجلس على الأرض وهي ټضرب على وجنتيها وتبكي بطريقة تمزق نياط القلوب
جلس الى جانبها بسرعة وهو لا يعرف ماذا هناك
في إيه يابنتي انتم عايزين تجننوني معاكم
ماهر راح مني أنا حاسة بكده ...أكيد راحلهم أكيد
سعد بعدم فهم
اخذت ټضرب على فخذيها وهي تقول بحړقة
هو قالي هيروح يصفي شغله وبعدها هنسافر ونعيش برا ...قولتله بلاش والله العظيم قولتله بلاش خليني عايشة بالضلمه معاك أنا راضية المهم إنت بخير بس هو مسمعش الكلام ...راح لهم لحد الوكر برجليه وهو عارف النتيجة هتكون إيه
سعد بعدم تصديق
وكر إيه
وكر الأفاعي اللي هو عاش وكبر فيه ...ما إن قالتها حتى إرتفع جرس الباب لتنهض بهمة وتركض نحو الباب
ولكن ما ان فتحته حتى إرتدت إلى الخلف بعدما خرج من حنجرتها شهقة حړقت فؤادها به
لاتصدق ماترى امامها الأن ...ا ...أخذت ترجف بمكانها بصورة مخيفه مما جعل سعد الذي كان لايقل صدمة عنها يعجز عن التصرف ولكن ما جعله يفوق من صډمته هذا هو صړاخ ميرال المړتعب من ما تراه الآن
لايعرف ماذا حدث أو كيف حدث ...في غمضة عين تجمهر الناس حولهم بسبب صړاخ أخته وبكائها الذي أخذ يمزقه إربا ولكن مازاد الأمر سوء عندما وجدها ټنزف بشكل مخيف أصبح حالها لايقل عن حال زوجها الراحل ولكن الفرق بينهم هي ماټت ومازالت على قيد الحياة ..منظرها المخيف هذا جعله يفوق من دوامته
بعد مرور بعض الوقت في إحدى المستشفيات الحكومية ...كان سعد الجندي يقف أمام صالة الولادة
وبعد جهد لايستهان به من الكادر الطبي إرتفع صوت صړخ الطفل يعلن عن دخوله لهذه الحياة بقوة أعجوبه نعم ولادته كانت أشبه بالأعجوبة كما قال تعالى يخرج الحي من المېت
أما في الخارج كان سعد يأخذ ممر المستشفى ذهابا وإيابا وهو يحمل ميرال على كتفه ليلتفت نحو باب الذي يفصل بينهم ما إن سمع صړاخ الصغير ... لترفع ميرال وجهها الشاحب من عنق خالها وهي تقول بصوت يرجف
ده صوت بيبي صح ياخالو ....!!
صح ياحبيبتي صح ...قالها سعد وهو يملس على شعرها الأشعث ونظره معلق على باب الصالة ينتظر خروج أحدهم يطمئنه ... أنزل ميرال بسرعة وذهب متوجها نحو تلك الممرضة التي خرجت لتوها وهو ينظر لها بلهفة إلى ما تحمل ليبتسم بحزن ما إن قالت له
ألف مبروك جتلك بنوته زي القمر ...تتربى بعزك ...قالت الأخيرة وهي تعطيها له لتنزل دمعة منه وهو لايصدق كل ماحدث معهم ...إبتلع لعابه بصعوبه ثم قال بتعب
طب طمنيني الأول على سعاد عاملة ايه
قصدك أم البنوته تعيش إنت ...شد حيلك ...قالتها الممرضة بمنتهى البرود وبدون تمهيد للموضوع ..وكأن هذه المهنة جردت قلبها من الإنسانية
تجمد جسده أمامها من هول الصاعقة التي حلت عليه
نظر إلى مابين يديه بتمعن ثم إنتقل نظره إلى ميرال التي كانت بدورها تنظر له بإستفسار فهي لم تعي ماقالته الأخرى ...
بعد مرور ٢٤ سنة
ستوووووووووب
الفصل الثاني
الوقت قريب من منتصف الليل في إحدى واحات الصحراء الغربية التي تقع على الحدود المصرية كان يصدح منها صوت الطبل والمزمار البلدي
لتقترب كاميرتنا بالتدريج من هذا المكان الغريب لنرى هناك مجموعة من الرجال السكارى يحتسون الشراب بشراهة وهم يلتهمون بأعينهم تلك الفاتنة الغجرية التي تتمايل أمامهم بإغراء متعمد لتزيدهم إثارة ...لا تستغربوا ياسادة فهذه هي وظيفتها هنا وهذا ماتكسب المال منه
ولكنها محتالة كانت ترمي شباكها على أعلاهم شأنا وقدرا من بين الحضور أما بطلنا فقد كان يجلس بتكبر ونظراته المتعالية على من حوله مليئة بالغرور والغطرسة ولما لا يغتر فهو يحيى اللداغ الشقيق الروحي لشاهين وياسين اللداغ ...
مع بعضهم منذ الصغر و علاقتهم قوية وعميقة لدرجة بأن الجميع أخذ يناديه بكنيتهم لأن كل من يراهم يظنهم أخوة من ډم واحد
ولكن رغم هذا الصخب كانت الأجواء متوترة بين يحيى وشخص يدعى رامي لايعرف من هو ولكن في الأيام الأخيرة أصبح يتردد على كل مكان يذهب له اللداغ على مايبدو بأنه عضو جديد دخل الوكر ولايعلم مع من يلعب
أخذ ينظر له يحيى بتحدي وكأنه يدعوه للعراك ليبادله الآخر بتحدي لا يقل عنه ...أحمق وساذج أخذه تهوره لنقطة لا رجوع فيها ... لا يعرف بماذا تورط وبأن إنسانةبريئة ستدفع ثمن تورطه هذا ....!
قطع نظراتهم المتحاربة هذه ما إن وجد تلك الغجرية الفاتنة تجلس إلى جانبه أو بالأصح جلست داخل أحضانه لتسحب سجارته من أنامله لتضعها بين شفاهها المصبوغة باللون الأحمر بحركة مدللة لتسحب منها نفس بإستمتاع وهي تنظر إلى ذلك الوسيم الذي أمامها بتمني أن تحصل عليه ليبادلها الآخر بإبتسامة وغمزة سريعة بمعنى لا مانع لديه لما تريد فإنه لا يقل عنها شوقا لخوض هذه التجربة
ضحكت بمياعة ما إن فهمت نظراته لترفع رأسها إلى الأعلى وأخذت تزفر الدخان ببطئ بالهواء ثم عادت تنظر له بتمعن ليرفع يده بإشارة معناها أخرجوا وبالفعل
ماهي سوى ثواني معدودة واصبح المكان خالي إلا من رامي الذي لم يعير لطلبه اي إهتمام
إلتفت له يحيى ببرود بعدما أبعد الغجرية من أحضانه و وقف أمام الاخر ثم قال بإستصغار
هو إنت ليه مصر تخليني أحطك في دماغي وأفعصك تحت جزمتي ماتخليك ماشي جنب الحيط وتتقي شړي أحسلك عشان تقدر تاكل عيش
نهض رامي بإنفعال وقال
وإنت ليه شايف نفسك أعلى مننا مع إني احسن منك
ضحك بسخرية وقال بإستفزاز وهو يشير عليه بسبابته وكأنه نكرة لا شئ
إنت أحسن مني أنا بإيه
نطق رامي بكلام مندفع لم يكن يعرف بأن كلماته هذه سيدفع بها الثمن غالي جدا في الحاضر و المستقبل
عايز تعرف أنا أحسن منك بإيه