الافاعي
لتبدأ بإخراجه وسكبه وترتيبه على الطاولة الصغيرة الموجودة بالمطبخ وما إن إنتهت حتى وجدته يدخل عليها بغروره المعتاد الذي لا ينتهي
ليجلس على كرسيه بشموخ وكأنه سلطان زمانه ولكن عندما وجدها تهم بالخروج حتى قال
رايحة فين
إلتفتت له وقالت الحمدلله ...شبعانة
إبتسم بضجر وهو يقول بأمر وإهانة متعمدة لها
هو مين اللي قلك تعالي إطفحي ...روحي إعمليلي شاي عايزه يبقى جاهز أول ماخلص فاهمة
لاء مش فاهمة
بسيطة أفهمك بطريقتي ...بس قبلها إقلعي ده و وريني شعرك ....قال جملته الأخيرة وهو يسحب حجابها من رأسها وياريته لم يفعل هذا فشعرها الهائج الغير مهندم.. وسببه هو سحب ربطتها بهذا الشكل إلا أنه زادها جمالا على جمالها...شعرها كستنائي غامق مثل لون عينيها ليس بالناعم كالحرير وليس مجعد كان مزيج بين النوعين ...
شايفة نفسك على إيه بالشكل ده أنا مش فاهم أومال لو كنتي حلوة شوية هتعملي إيه ...
نظرت له بعزة نفس وقالت
رأيك فيا بله وإشرب مېته ...ده أنت فيك العبر
سحبها من عضدها وأخذ يغرز أنامله بلحمها بقوة عن قصد ما إن وجدها تتحداه بعينيها ليقول پغضب من بين أسنانه.
سحبت ذراعها منه وهي تقول پغضب لاتدفع ولا أدفع يا إبن الناس رجعني لبيتنا حالا ... أنا مش عايزاك ...ويادار مادخلك شړ
يحيى بإستهزاء وهو يمسكها من ذقنها ليرفع وجهها له
أرجعك فين ياحلوة ...لخالك اللي باعك ...عشان يبيعك تاني
أبعدت وجهها عن مرمى يده بضيق وقالت
مالكش دعوه فيا يبيعني يرميني ..رجعني وبس ... وإعتبر اللي حصل ماحصلش ولا كأنك شفتني في يوم
إنت مراتي ...ماليش دعوة إزاي ...أمرك يهمني
بادلت نظراته المعجبة بإستخفاف أنت متعرفش معنى الجواز أساسا عشان تيجي وتشيل همي ...رجعني لأمي و زي مادخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف ...
وطالما أمك موجودة ليه سمحت لخالك يعمل فيك كده ...ويبيعك بالرخيص ليا
نظرت له بكبرياء وهي تكتف يديها وكأن كلامه هذا لم يؤثر بها
خالي قال أنه راح وسأل ع العريس وطلع مافيش زيه وهو فعلا طلع مافيش زيه ...لا صلاة ولا عبادة ده غير هدوم البنات الۏسخة اللى ماتتخيرش عنك بلاقيها متنطورة هنا وهناك ...وما خفي كان أعظم
.ما إن قالتها باشمئزاز حتى جن جنونه وسحبها من شعرها ورفعها له بكل قوته ليصبح وجهها قريب منها ليمسك فكها بيده الآخر وأخذ يعتصره بين أنامله وبرغم أنينها الصامت المټألم لم يحررها حتى وجد الډماء بدأت تظهر من بين شفتيها المزمومة
ما إن تركها أخيرا حتى إلتفتت وأعطته ظهرها ولكن لم يسمع بكائها ولا حتى شهقاتها كما كان متوقعا وهذا الشيء جعل غضبه يزداد ليسحبها من معصمها وخرج بها إلى الصالة ...كادت أن تصرخ من عنفه معها فذراعها تكاد أن تخلع حقا من مكانها ولكن مستحيل أن تبكي أمامه وتجعله يشعر بلذة الإنتصار عليها
شحب وجهها ما إن رأته يفتح باب الشرفة ...هل سيرميها منها !!! هذا ماخطر في بالها ولكن إنصدمت عندما رماها حقا ولكن على أرض الشرفة الجافة الخشنة ثم دخل وأغلق بابها بأحكام من الداخل ثم ذهب وأطفأ النور بكامل الشقة لكي لايراها أحد من الشارع
إبتلعت لعابها الناشف پخوف وهي تعود بجسدها إلى الباب لتسند نفسها عليه وتحمد ربها بأن سور الشرفة مغلف بقماش بني لايراها أحد من خلاله إلا إذا استقامت بطولها ...
حذرها مرة بأن لايراها أحد وهي نفذت ليس طاعة فيه ولكن هي حقا خاڤت من هذه الوجوه الموجودة هنا
أسندت رأسها على الباب المغلق ونزلت دموعها رغما عنها پانكسار على كرامتها اللي إنهانت وتبعثرت...لتقول بصوت بالكاد هي تسمعه
تعالي يا ماما شوفي حال بنتك أخوك جوزني لواحد
صايع ...فاسد ...عديم الأخلاق ...ماشى ييقول شكل للبيع ...بيوزع شره برا وجوا البيت مش عاتق حد
صمتت وجمدت بمكانها وتحجرت عينيها ما إن رأت تلك التي تقطن أمامهم مع رجل بمنظر جعلها تشعر بالغثيان
هذا غير صوت الكلاب المنتشرة بالشارع وتجمعات الشباب وهم يشربون ويضحكون ...كان الوقت متأخرا جدا ولكن من يرى هذه الأجواء الغريبة يظن بإنه الليل في أوله ...
ولكن على مايبدو بأن الحياة تمشي هكذا هنا الليل نهار
...والنهار ليل ...فهنا مع شروق الشمس و أول ساعات الصباح تختفي هذه الضجة كلها ويعم الهدوء على المكان بشكل مخيف وكأنها مهجورة
أغمضت عينيها وأخذت تشهق پقهر على حالها عند وقع نظرها إلى قدميها الحافية وشعرها المكشوف وثيابها المنزلية ...رفعت رأسها إلى الأعلى وأخذت تنظر للسماء
وهي تناجي ربها بصمت وترجي بأن يحميها وينقذها من هذا المستنقع الذي وقعت به
لم تعد تشعر بأطرافها التي تجمدت من عدم تحركها وبرغم الألم الذي غزا جسدها إلا أنها بقت ثابتة بمكانها خوفا أن يلمحها أحد....كان هذا أكبر مخاوفها
بقت على هذا الحال حتى ثقلت جفونها وأغلقتهم لتغفى وهي بوضعها هذا أو دعونا نقول بشكل أوضح فقدت الوعي لأنها لم تشعر بفتح الباب ولا حتى بذلك الشخص الذي أخذ ينظر لها برهة من الزمن ليحملها بعدها بين ذراعيه ما إن وجدها جسد دون روح ليدخل بها إلى غرفته ليضعها على فراشه ثم رفع بغطائه عليها وأخذ يدثرها به جيدا وما إن انتهى حتى تركها وخرج من الشقة بأكملها
اليد التي ټجرح لانريد منها العلاج... يحيى
ستووووووووووب
الفصل الثامن
كانت الأحداث هادئة نوعا ما في حياة أبطالنا حتى جاء موعد الحفلة لتقلب الموازين كلها
في فيلا الجندي
كانت تتفنن بوضع المكياج الخاص بها وبعد مدة ما إن انتهت من وضع الروج واللمسات الأخيرة لوجهها حتى سحبت ربطة شعرها لتبدأ بتصفيف خصلاتها المموجة... تارة تضعه على كتفها.. وتارة أخرى ترفع نصفه لتستقر في النهاية بإنها سترفعه كله بإهمال إلى الأعلى بتسريحة أنيقة ثم أخذت تثبته بدبوس أنيق بكريستال ذهبي لتبدأ بعدها بتنزيل بعض الخصلات القصيرة على وجهها وعنقها ...
إبتعدت قليلا عن المرآة لترى هيئتها الأخيرة بعدما قامت بنثر عطرها الخاص...كانت فاتنة ومغرية بفستانها الحرير باللون البني المحمر ذو حمالات رفيعة جدا يصل طوله إلى كاحليها وتصميمه بسيط جدا ولكنه أظهر جمال قوامها وهو يلتف حول تفاصيلها البارزة بإتقان ...
وضعت شال على كتفيها ليغطي مايظهر من الفستان
توقعت بإنه سيقلل من جمالها ولكن زادها أناقة ورقة
وهنا إبتسمت بغرور ورضا ممزوج بثقة وهي تتطلع إلى هيئتها النهائية ...
قطع تأملها لنفسها دخول ميرال التي سألتها بإبتسامة وهي تدور حول نفسها
إيه رأيك ياسيلي
أخذت تتمعن بإطلالة أختها فهي كانت ترتدي فستان بكم طويل باللون النيلي وعليه رتوش لامعة مع تسريحة بسيطة للغاية أظهر جمالها حقا وهذا ماجعل الأخرى تقول بغرور عالي
لازم تشكريني لأني إخترتلك الفستان الحلو ده
ميرال بشك
يعني بجد حلو !! والا بتجامليني !!!!
إبتسمت سيلين بثقة وأخذت ترتدي الحلق وهي تقول
ماتخافيش هيعجبه
لتقول ميرال بضيق من تلميحاتها الواضحة
هيعجب مين
نظرت ل أختها بخبث وقالت
اللي في بالك
ميرال بمكابرة كاذبة كالعادة
على فكرة هو آخر همي
سيلين بإطراء
برافو ...وهو ده الصح ياحبيبتي خلي الكل آخر همك مش بس هو ...أهم حاجة أنتي وعيلتك والباقي مجرد كماليات في حياتنا.. اسعدونا بدخولهم حياتنا كان بها ...
وجعوا لينا دماغنا نديهم بلوك محترم ونمسكهم من طراطيف صوابعنا كده ونرميهم بأقرب ژبالة بصي.. ميرال ياحبيبتي أنتي محتاجة درس تقوية و لازم تمشي على مبدأ أنا ثم يأتي الباقي من بعدي طيبتك دي مش هتأكلك عيش لما تنضربي على قفاك وتتكفي على وشك
وتيجي تعيطيلي
غرورك ده هيوديك في داهية ياسيلين ...قالتها داليا وهي تدخل عليها لترفع سيلين حاجبها ثم أخذت تحرك رأسها بدلع وهي تقول
ومتغرش ليه ... إذا كان سعد الجندي بابايا و داليا هانم الدسوقي مامتي وميرال أختي هحتاج إيه كمان عشان أتغر
داليا بإبتسامة حب من شقاوتها
والله أنا خاېفة ليجي يوم و تقعي على بوزك بحب واحد يطلع عليك الجديد والقديم
سيلين بنفس ثقتها
لاء ماتخافيش بالعكس خافي على اللي يفكر يقرب مني لأن بابا هياكله بسنانه لو قرب فعلا ...وبعدين أحب مين أنا مش هحب غيركم إنتم التلاتة وبس
داليا بعدم تصديق
متأكدة مش هتغيري رأيك مع الزمن ...وتيجي تقول بحبه يامامي
طبعا لاء يامامي مش هعمل كده ...قالتها سيلين بتأكيد وهي تضع طبقة ثانية من أحمر شفاهها مما جعل ميرال تعجب به وهي تقول
الروج بتاعك لونه حلو أوي مع الفستان لايق جدا
ده بني مش كده
إسمه بني محمر ...مزيج ڼاري بين البني والأحمر والنتيجة زي ما إنت شايفة ...يطلع اللون ده ...
بس مش حاسة أنه أوفر شوية ...قالتها داليا وهي تتمعن بهيئتها لتحرك رأسها الأخرى وهي تقول بتوسل
لاء مش أوفر أوي يعني ...وبلاش بالله عليكي تركزي معايا الليلادي ...ركزي مع ميرال أحسن وحاولي تشغلي بابا عني بلاش تزعلوني سبوني فرحانة بشكلي
بس يابنتي أنتي مش محتاجة كل ده ..شوفي أختك مكياجها ناعم إزاي وهادي
تنهدت سيلين بضجر من هذه المقارنة التي تحصل دائما لتحاول ان تغير الموضوع وهو أن تهرب من هذا الحوار العقيم من وجهة نظرها
أنا خلصت وهسبقكم على تحت ...إوعوا تتأخروا.. بابا هيتعصب ...قالت الأخيرة وهي تتركهم وتخرج من غرفتها لتنظر داليا لميرال وهي تقول
شوفتيها هربت إزاي وبردو عملت اللي في دماغها
ومسمعتش كلامي
إرتسمت الإبتسامة على ثغر ميرال وهي تقول
هي دي سيلين ...لو ماعملتش كده هيبقى في حاجة غلط...يلا يا ست الكل ننزل قبل ما سعد باشا يتعصب علينا
يالا ياحبيبتي
في قاعة للمناسبات الرسمية لرجال الأعمال والمستثمرين كانت هناك تقام حفلة إعلان الشراكة بين عائلتين الجندي واللداغ
بسسسس هو ده اللي مطلوب منك لا أكتر ولا أقل .
يحيى بقلق
إنت متأكد من اللي عايز تعمله ...ولو طلع شكك في مكانه تعرف شاهين هيعمل فيا إيه !!
صمت قليلا ثم ضړب كفيه ببعضهم وأكمل ...وأنا بقول ليه ياسين أصر إني أحضر معاهم الحفلة دي ...كنت مفكرها حفلة شراكة بس الحقيقة طلع ناوي يعملهالي حفلة توديعي للدنيا دي ... تصدق طريقة شيك للمۏت
ياسين بضجر من ثرثرته هذه
مالك يلاااا ماتنشف كده هو أنا طلبت إيه يعني عشان تعملي الغاغة دي كلها
يحيى بنبرة مستهزئة
ولا حاجة يا أخويا ...هاطلب إيه يعني ...هو بس إني أروح وأقرب من البنت اللي حضرتك شاكك إنها عاجبة شاهين اللداغ ...عارف لو شكك ده طلع في محله أنا هتعلق على بوابة الوكر مشنوق
يا أخي إفهم أنا أصلا في الحالتين محتاج حد