الثلاثاء 07 يناير 2025

الافاعي

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

ذي قبل ...حاول أن يسيطر على تعابير وجهه بإن لا يضحك وهو يتذكر كلامها وكيف هجمت عليه لا يعرف هل يضحك أم يغضب من فعلتها هذه ...ولكنه قرر التعامل معها وكأن شيئا لم يكن...ليبدأ بتحريرها بهدوء والأبتعاد عنها لتلاحظ الکدمة الموجودة على وجهه وثيابه الغير مهندمة على مايبدو بإنه قد خاض شجار مع أحد ما
أخذت تعيد النظر له پشماتة واضحة وهي تقول 
تسلم ايد اللي ضړبك ...الله يبرد قلبه زي ما برد قلبي فيك ... ايوه كده اټخانق مع راجل زيك عشان يعرفك قيمتك مش تجي وتستقوى عليا بعضلاتك وانت مسحول برا
يحيى بلامبالاةخلصتي شماتك فيا طب يلا روحي اعملي عشا
لتقول غالية بشراسة وهي على وشك خنقه أو تشرب من دمه أيهما أقرب اللهي تطفح سم الهاري وأشوفك تفلفص قدامي كده قادر يا كريم ...قال اعملي عشا قال ..أوعى من وشي أحسلك ياجدع أنت.. ده أنا عفاريت الدنيا بتتنطط قدامي الساعادي ...أوعى كده لا جيب كرشك بيدي
قالت الأخيرة وهي تدفعه من أمامها لتذهب الى الغرفة لتأخذ ثياب نظيفة لها فهي تشعر بإن رائحتها
أصبحت لا تطاق ...يوم كامل بحمام مظلم رطب لا منفذ به سوا نافذة صغيرة جدا
نظر يحيى للوضع و وجد بأنه أفضل حل هو أن يذهب ويجهز عشائه بنفسه لأن بحالة غلا هذه الآن لو أجبرها على التحضير لا يستبعد بأنها ستسمه لا محالة لتتخلص منه
ضحك مع نفسه بخفة فعصبيتها وشراستها أعجبته جدا ...أخذ يدندن وهو يدخل المطبخ وما إن انتهى من التحضير حتى خرج ليجدها تمشط شعرها أمام المرآة
ذهب لها وسحبها من معصمها رغما عنها معه ليتوجة بها نحو المطبخ وما إن جلس على الكرسي الخاص بالطاولة حتى جعلها تجلس على قدميه لتشهق بتفاجؤ من فعلته هذه ولكن قبل ان تفتح فمها وتصرخ به حتى وجدته يضع ملعقة مليئة بالطعام بفمها وهو يقول
من غير اعتراض كلي
هاكل لوحدي سبني ...ما إن قالتها بضيق حتى ابتسم لها بجاذبية ساحرة وهو يحرر خصرها لتنهض من أحضانه لتجلس على كرسي آخر وبدأت تأكل دون ان تعيره اي اهتمام فهي تكاد أن ټموت جوعا... فهي لم تاكل منذ يومين
أما يحيى أخذ يأكل ونظره معلق عليها يراها تاكل بسرعة وشراهة ومع إن الطعام أقل من عادي وغير لذيذ رفع لها كأس الماء وهو يقول بخفوت ما إن اختنقت اسم الله ...بالراحة ياغلا بالراحة ....خدي نفسك الأكل مش هيطير
أخذت الكأس منه وشربت الماء دفعة واحدة لتنهض بعدها بخجل من كلامه لتخرج متوجهة للغرفة وما إن رمت وسادته وغطائه بالصالة على الأرض حتى أغلقت الباب عليها بقوة لتلمع الدموع بعينيها لما وصلت له
ذهبت نحو السرير واستلقت عليه بزعل ولكن سرعان ما تلاشى كل هذا الزعل وقطبت حاجبيها برفض ما إن غزت أنفها رائحته التي تملأ الفراش
نهضت وأخذت تلملم مفرش السرير وما إن فتح الباب حتى وجدته أمامها ينظر لها باستغراب وهو يمسك وسادته ولكن قبل أن يسأل وجدها ترمي مابيدها عليه ثم تعود أدراجها وتغلق الباب بوجهه
رفع ذراعه وهو يكور يده على شكل قبضة يود أن ېحطم هذا الباب على رأسها اليابس ولكن بدل ذلك أخذ يعض سبابته بعصبيه ليرمي كل شئ ويذهب نحو الأريكة ليستلقي عليها بصعوبه وعينيه تبحث عن النوم
على الجهة الاخرى ...في فيلا الجندي بالتحديد بغرفة ميرال كانت تجلس على الاريكة القريبة من النافذه وهي تنظر الى شاشة الهاتف التي تزينها محادثاتهم السابقة معا اغلقته ورمته بأهمال وهي تتنهد بعدما قرأت رسائلهم للمرة الالف من شوقها له
سحبت شعرها الى الخلف لتضم بعدها ساقيها نحو صدرها لتحاوطهم بذراعيها وهي تسند رأسها على ركبتيها وعينيها تائهة في الا شئ فهي حرفيا لا تعرف هل مافعلته صح ام خطأ عندما رفضت قربه منها وقررت الابتعاد عنه بطريقة عقلانية فهو لايناسبها هذا مايقوله عقلها ولكن قلبها واااه من قلبها العنيد الذي يرفض قرارها هذا ويحتج عليها اغمضت عينيها وتنهدت بتعب للمرة التي لا تحصى فهي ېقتلها الحنين في اواخر الليل وكأن هذا العڈاب فرض عليها كل يوم يجب عليها ان تعيشه
حاولت على قدر المستطاع ان توضح اكثر من مرة لذلك الماكر الذي بدء يتطفل على حياته بالتدريج بأن افعاله الغير مدروسة هذه ستجعلها تبتعد عنه بشكل تلقائي كلما اقترب هو ...لمااااا لا يفهم بأن هذا سيكون رد فعل طبيعي منها فهو يفرض نفسه عنوا عليها وجراته معها فوق الوصف يريد ان يقتحمها بعنفوانه لاااا بل هو يريد ان يستحلها ويستعمرها
...استعمار صهيوني ويمتلكها
ابتسمت مع نفسها على تشبيها هذا لتسحب هاتفها مرة اخرى وما ان ان فتحته حتى دخلت على صورة الواتساب الخاصة به واخذت تكبر صورته لتنظر له بهيام رغما عنها فمشاعرها لا تملك عليها اي كنترول 
دائما تمثل البرود والجمود امامه ولكن بينها وبين نفسها ټنهار حصونها وهذا الشئ ليس بيدها
ياترى اخرتها ايه معاك يا ياسين شكلك مش ناوي تعتقني زي ما قلت لان كلامك معايا حاجة وعنيك كانت بتقول حاجة تانية خالص ...همست بهذه الكلمات بصوت خاڤت جدا بالكاد هي سمعته ....
عضت على شفتيها واخذت تمرر سبابتها على صورته بالتحديد على ذقنه المهذبة لتلمع مقلتيها بأعجاب كبير ....يالله كم هو وسيم ...وعينيه الماكرة المليئة بالخبث الذيذ يكاد ان يفقدها عقلها
عاااااااااا ....صړخت بها وهي ترمي الهاتف من يدها پصدمة فهي ضغطت بشكل خاطئ على زر الاتصال به .....ولكن ما زاد الامر سوء حقا هو انها نست بأن تنهي الاتصال لتسمعه صوته يصدح بعدما فتح الخط من الطرف الاخر
الو ......!!!! الوووو !!!!
ابتلعت لعابه واقتربت من الهاتف لتحمله بيد ترجف من الموقف هذا لتضعه على اذنها بعدما سحبت نفس عميق لتنطق بصوت جامد وهي تمثل الا مبالاة الو ....ياسين
اغمض عينيه بنتشاء بعدما سمع صوتها الخاڤت وهي تنطق اسمه من بين شفتيها الشهية ...ابتسم بنتصار فها هي انت له بنفسها كمان خطط ليرفع حاجبه وهو يقول بتعالي وطريقة رسمية
في حاجة يا استاذة ميرال
هااا .... حاجة ....اااه طبعا في حاجة مهمة ...ما ان قالتها بكذب حتى قاطعها بترقب جاد
اللي هي ايه
كزت على اسنانها وهي تعصر عقلها لتجد كڈبة مناسبة لتخرجها من هذا المأزق لينطق لسانها بسرعة ملف
ياسين بستنكار لما سمع منها ملف 
اومات له برأسها وكأنه يراها ايوه ملف ...في ملف مهم اوي عايز امضتك واااء
قاطعة بتلاعب محترف حضرتك متصلة فيا بالوقت المتأخر ده عشان ملف عايز امضتي ...ده بجد ولاااا
ردت عليه بسرعة لاء طبعا مافيش ولااااا دي
ابتسم عليها بستمتاع شديد فهي مكشوفه له كالكتاب يستطيع ان يقرأها سطورها ويفهم معانيها دون مجهود ....ليقول بجدية مصطنعة
استاذة ميرال
نعم
روحي نامي وبلاش تفكري كتير الوقت تأخر وعنيكي كده هتدبل وبكرة نشوف ايه حكاية الملف اللي مسهرك ده
طيب ...تصبح على خير ...ما ان قالتها بخجل حتى ابعد الهاتف عنه وهو يبتسم بالعانة بعدما انهى المكالمة دون ان يرد عليها عن تعمد لينرفزها و بالفعل قد نجح في هذا

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات