الافاعي
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الفصل السادس والأربعون
بعد مرور أسبوع
مرت أيام بعد أيام على أبطالنا وهم بين المد والجزر
ف يحيى أخيرا استطاع خلال هذه الفترة أن يكسر عناد غلاته وجعلها تكون معه بكل كيانها وجميع حواسها ليعيش معها جنونه و أجمل لحظات عمره وهذا ما جعل أم غالية تطمئن على ابنته الوحيدة التي أخيرا استقرت مع زوجها نوعا ما برغم مشاكساتهم أحيانا
تحن له بكل وقت وتريده هو دون سواه ولكن كيف تفعلها لا تعرف ...كيف تغفر لمن لا يستحق المغفرة!!!
وهاي هي الآن مستلقية على ظهرها بفراشها وعينيها مفتوحة بشرود لتنزل دمعتها ببطء شديد من طرف أهدابها لتسير بهدوء وتسقط على وسادتها إلى جانب البقايا الأخرى ...
ها هو اليوم الموعود جاء ...عند هذه النقطة وما إن استشعرت بمرارتها حتى وضعت يديها على وجهها لتطلق العنان لحنجرتها لتخرج شهقاتها المحپوسة بداخلها التي تكاد أن ټقتلها قهرا لتلتفت على يسراها وټدفن وجهها بفراشها لتكتم صوتها
لم يستطيع المكابرة وتركها هكذا مثل كل مرة فهو دائما ما كان يراقبها من بعيد كل يوم ولكن الآن عاطفته غلبت قسوته معها ...نعم يعترف بأنه قسى عليها كثيرا ولكنها ابنته الرزينة كيف تخطئ بحق بنفسها وتظلمها بهذا الشكل وتمحي وجوده هكذا من حياته وتتصرف وكأنه غير موجود
باباااا انا آسفة والله اسفة
ضمھا له أكثر وهو يقول بۏجع عليها
هشششششش اهدي
دفنت وجهها تحت جناحه وهي تقول پبكاء مرير
ياقلب ابوكي أنتي و روحه.. بصيلي ...قالها وهو يرفع وجهها بكفه... أخذ يمسح دموعها بأنامله ثم أكمل ....ليه كل الدموع دي في عروسة ټعيط كده في يوم خطوبتها كدة
كلامه هذا جعل دموع ميرال تزداد لټدفن وجهها بصدره مرة أخرى وهي تئن وتقول بابااااا أنننننن...
أخذ يملس على شعرها لسه بتحبي ياسين
زادت غصتها لتقول بكذب ومكابرة وهي تضغط على نفسها لااااا لااااا مش بحبه
رفع وجهها مرة أخرى وقال بحزن شديد فهو يعلم بأنها كاذبه يبقى خلاص يابنتي... طالما مش بتحبيه ..أدي لنفسك فرصة ...شوفي غيره مش يمكن يكون دا الصح واحنا مش عارفين
أغمضت عينيها بۏجع لا آخر له ليمسح على رأسها و وجنتها بعدما قبل جبينها وهو يكمل خلاص يا قلبي اللي ربك عايزه وكاتبه هتشوفيه ...ارضي بنصيبك واحمدي ربنا عليه
أومأت له بشهقات متفاوته وهي تقول الحمدلله ...الحمدلله
فعلا الحمدلله على كل شئ ...قومي يالله استحمي لغاية ما أمك تجهز الفطار أختك زمانها بالطريق
ميرال بفرحة واشتياق سيلين جايا
اعتدل بجلسته وتنهد أيوة كلمتني من شوية وقالت أنها في الطريق...يالا يا حبيبتي قومي ....قال الأخيرة وهو ينهض من جانبها لتوميء له برأسها.. ثم ما إن خرج وتركها لوحدها حتى أخذت تدعك وجهها پاختناق لتنظر بعدها حولها هل هي الآن بكابوس أم حقيقة
سحبت خصلات شعرها المبعثرة للخلف بكل قوتها وكأنها تريد أن تقطعها بأناملها ...رمت عنها الغطاء ونهضت لتتوجه للمرآة لترى هالات سوداء تزين أسفل عينيها هي الآن كالباندا حرفيا
مالت بجذعها العلوي نحو المرآة أكثر لترى وجهها بشكل أقرب وأخذت تمرر أصابعها على شحوب ملامحها الواضحة كالشمس ...لتغمض عينيها بتعب سنين لا تمضى معها... لتهمس لنفسها بصوت مسموع
حبك دمرني يا ياسين لا هو عاتقني أعيش من غيره ولا ينفع اعيشه تاني زي زمان ....حبك لعڼة حياتي
يا كل حياتي و روحي أنت.... ااااااخ يا زمن معقولة هي دي نهايتنا
تنهدت وهي تفتح عينيها على نداء والدتها لها بالخارج تخبرها بأنها جهزت لها الحمام لتستحم ....
اخذت تنظر لنفسها مرة أخرى لا تعرف هل ما يسكن مقلتيها الآن عتاب أم انكسار ...تشعر بالضياع هل هذه نهاية حبها الكبير يالله كيف خانتها روحها قبل قلبها لتقع أسيرة بجبروت حنينها له بهذا الشكل
فهي بلحظة ڠضب ممزوجة پجنون كتبت آخر سطور من حكايتهم لا تعرف إن ما فعلته صائب أم خاطئ
هي الأن لا تعرف شئ سوا أن فؤادها ېنزف بداخلها بصمت ....
تحركت من أمام مرآتها بعدما
رمقت نفسها بنظرت وداع لتخرج من غرفتها متوجهة نحو الحمام لتستعد لهذا اليوم العصيب الذي قررت خوضه وكأنها ذاهبة على نعشها وليس خطبتها
على الجهة الأخرى بالتحديد بالواحات الغربية
كان شبه مستلقي تحت إحدى الأشجار يسند ظهره على جذعها وهو ينظر أمامه بحزن فظيع ...هاهو حقق لها أمنيتها وتركها كما تريد ..تركها لكي تعيش بسلام بعيدا عنه ولكن بفعلته هذه فقد هو السلام والطمأنينة ...
كان يكفي بأن اسمها مرتبط بأسمه على الورق ولكن ما إن انتهى هذا ايضا وحررها منه كليا حتى شعر بأن روحه انتزعت منه .....
أبتسم بحالمية عندما مر طيفها أمامه ما إن جلست إلى جانبه لتقبل وجنته برقتها المعهودة.. ليلتفت لها برأسه وعندما وجدها تبتسم له لينطق لسانه بتنهيدة شوق عالية
وحشتيني يا مرمر
وجدها تبتسم له بشكل أوسع من سابقه والخجل کسى وجنتيها بحمرة خفيفة لذيذة ليكمل كلامه بعتاب و ۏجع وكأنها تجلس الى جواره بالفعل وتسمعه
بقالك كتير معذباني مش هتحني عليا بقى ...أرجع رأسه للخلف ....صعب بعدك ميرال والله صعب ....أنا ياسين محدش قدر ينزل دموعي ... أنتي نزلتيها بسهولة
ميرال !!!!!! اووووووف يا ميرال ...أنا مش بعاتبك ولا بلومك ...أنتي معاكي حق بس عايز منك إنك تاخدي بالك من روحك في بعدي ......وما تبكيش عليا أنا مستاهلش والله مستاهلش ....و أوعي أوعي تفكري بيا انسيني وعيشي حياتك من غيري ...
بس أنا صدقيني مش هاقدر أنسى اللي عشته معاكي ...ازاي أنسى وأنتي حبيبتي وكل ما ليا ...
ده أنا أديتك حريتك مني كان قصادها روحي وعذابي وكل ده يهون قصاد سلامتك وسعادتك
أخذ يثرثر معها عن ما يجوب بداخله ولم يشعر متى غطت دموعها معالم وجهه ..ليمسحهم بسرعة واختناق وهو يعتدل بجلسته ما إن سمع صوت سيارة تقف خلفه ليتبعه صوت يحيى الذي قال ما إن