الافاعي الفصل الخامس والسادس
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
الفصل الخامس
في صباح يوم غائم جزئي هبطت الطائرة على الأراضي المصرية بالتحديد في مطار القاهرة الدولي أخيرا أتى اليوم المنتظر نظرت سيلين من شباك الطائرة بعدما نزعت الهيتفون من أذنها لتنزل دمعة حارة على وجنتها پقهر هل ماتعيشه الآن حقيقة مسحت وجهها بسرعة قبل أن يراها والدها ويحزن لاتعلم بأن والدها كان ېتمزق فؤاده عليها فهي طوال المسافة لم تجف دموعها ..
تنهد بهمة ونهض بعدما بدء المسافرين بالنزول ليمد يده نحو صغيرته وهو يقول
يلا ياحبيبتي
نظرت إلى كف والدها ثم له لتبتسم بحزن وهي تضع يدها بيده وهي تنهض معه دون أن تنطق بحرف فهي تشعر بأن هناك غصة كبيرة ټخنقها تمنعها من الكلام
ياسين باشا أهو !!
ده إيه اللي جابه هنا ...قالتها ميرال بتفاجئ لوالدتها بعدما خفق قلبها وإنتفض ما إن سمعت بأسمه ورأته أمامها دون إنذار سابق
داليا بتوضيح
ماهو رجع مصر قبلنا لأنه ملتزم بشغل هنا ده اللي قاله لباباكي
أومأت لها ميرال وهي تجمع شعرها على طرف واحد بتوتر ثم أخذت تتقدم معهم بهدوء على عكس إضطراباتها الداخلية التي لاتعرف ماسببها كلما جمعها مكان واحد مع هذا المخلوق المتعجرف
حمدلله ع السلامة سعد باشا نورت مصر
الله يسلمك مصر منورة بأهلها ...قالها سعد بفرحة كبيرة وهو يتنفس بعمق فهو لايصدق بإنه أخيرا عاد إلى وطنه
إلتفت ياسين نحو أخيه وقال بتعريف
أحب أعرفك ...المحامي شاهين اللداغ ...أخويا
جمد سعد بمكانه لااااا بل صعق بالمعنى الحرفي ما إن وقع بصره على نسخة .... ماااااهر ....يااالله كم يشبهه
...لينطق لسانه رغم عنه بما يجوب بعقله
سبحان الله يخلق من الشبه أربعين
نظر له ياسين بغل خفي وقال بترقب
في حاجة
سعد بنفي
لاء مافيش بس المتر شاهين أخو حضرتك فكرني بصاحبي الله يرحمه ...تصدق حتى اسم العيلة نفسه ....اللداغ ....تقول ابنه !!!!
زي ماحضرتك قلت يخلق من الشبة أربعين
فعلا ...الله يرحمه كان غالي عليا ...قالها سعد وهو يصافحه بالفعل وإبتسم بحنية لهم والحزن سكن روحه وكأنه عاد إلى الماضي ليصفعه الحاضر بواقع مر ...
قطب ياسين جبينه وحاول أن يتدارك الموقف ما إن رأى بأن اخيه بدء يفقد أعصابه وأخذ ينظر للآخر بكره يكفي العالم بأسره حتى قال بإبتسامة زائفة أتقنها بإحتراف
إحنا هنفضل واقفين هنا كتير ولا إيه ...إتفضلوا أوصلكم الفيلا بنفسي ويارب يعجبكم ...ذوقي ...قال الأخيرة وهو ينظر إلى ميرال بشوق كبير مماجعلها تتوتر رغما عنها ليذهب نحوها ومد يده ليأخذ منها عربة الحقائب وهو يقول لها بهمس بعدما خرج سعد وداليا برفقة شاهين
هاتي عنك
ظن أنها ستشكره أو حتى ستمنعه بخجل ولكن ما جعله يذهل حقا هو عندما إبتعدت عن العربة وهي تعطيه مكانها برحابة صدر لم يتوقعه منها ثم تركته وخرجت بخطواتها الأنثوية وتركته خلفها وكأنه عامل لديهم لا أكثر من هذا ...
في الخارج وقفوا عند سيارة شاهين وما إن كادو أن يصعدوا حتى نظر سعد حوله وقال بتساؤل لزوجته
سيلين فين
داليا بإستغراب هي الأخرى كانت معانا جوا معرفش مخرجتش ليه لحد دلوقتي
أهي جت ...قالتها ميرال وهي تنظر نحو بوابة الخروج ليلتفت الآخر بشكل تلقائي ليقع بصره على تلك
المهرة الشامخة التي خرجت وهي تدفع حقائبها وخصلات شعرها الطويلة المموجة ترقص خلفها بفعل نسائم الهواء
قلص مابين حاجبيه واخذ يركز بها من خلف نظاراته الشمسية
كانت ترتدي بنطال أسود مطاط يظهر قوامها الممشوق بفتنة مع جاكيت رياضية مفتوح وأسفله توب صغير كان لونه أسود أيضا أخذ يتردد سؤال في عقله .. هل هذه هي سيلين الصغيرة التي رأها بالصورة
نعم هي نفسها ولكن مايراه الان بعيدا كل البعد عن كونها صغيرة بل هي أنثى جامحة متكاملة في كل شئ لقد ظنها مراهقة ساذجة
إقتربت منهم وأخذت تعتذر من والدها على التأخير ما إن عاتبها بمحبة ولكن صاحبنا كان مايزال غارق بها فقد لاحظ إحمرار عينيها وأنفها الصغير المنتفخة من كثرة البكاء لتزين وجهها الجميل هذا بنظرتها الحزينة التي تدل عن حړقة قلبها
إقترب ياسين من شاهين بعدما لاحظ سرحانه بتلك الأيقونة التي لاتقل جمالا عن أختها ليقول بخفوت ماكر بص أنا هاخدهم فعربيتي وهحط الشنط فى عربيتك ماشي
نظر شاهين إلى أخيه من طرف عينيه ثم أخذ يربت على كتفه وما إن إلتفت نحوهم حتى قال بجدية
يلا ياجماعة إركبوا معايا وياسين هو اللي هيتكفل بالشنط
فتح ياسين فمه پصدمة بل كاد أن يصاب بسكتة قلبية وهو يرى أخيه ينطلق بهم تاركه خلفه لېصرخ بغيظ مضحك وهو ينظر إلى كمية الحقائب الموجودة
هما مفكرين إني الفلبيني اللي شغال عندهم ولا إيه
في الحارة الشعبية
كتب كتاب مين اللي هيبقا النهاردة ..هي عافية ..
إنت اكيد إتجننت ...ما إن صړخت بها غالية بإنفعال حتى عالجها خالها بصڤعة تركت علامة واضحة على وجنتها شهقت والدتها وهي تسحب إبنتها لتجلس إلى جوارها لټحتضنها بسرعة إلى احضانها وهي تقول پغضب
مش كده ياخليل براحة ع البت
خليل بصوت عالي وجبروت عايزاني أعمل إيه ماهي اللي لسانها أطول منها وناقصة رباية ...وبعدين زعلانة ليه ياختي ...ده انا هجوزها جوازة ماتحلمش بيها ...
ده يحيى باشا اللى أي بنت تحلم يبصلها مش يتجوزها ولا هي وش فقر ولا إيه حكايتها بالضبط
فتحت عينيها على وسعهما وهي تنظر إلى خالها پصدمة وكأنه كأئن فضائي لاتفهم مايقول لتلتفت إلى والدتها التي كانت لاتقل عن حالتها لتقول وهي تضحك بعدم استيعاب
سامعة اخوكي بيقول إيه ...يحيى مين ده كمان هو مش كان الزفت رامي
رامي إيه بس اللي هجوزه ست البنات ...ما إن قالها بقرف حتى أكمل بهدوء بعدها وهو يجلس أمامهم لعله يستطيع إقناعها ...ياااابت إفهميني أنا زي والدك وبيهمني مصلحتك ...إنت صغيرة و يتيمة يعني أمانه في