الافاعي الفصل الأول
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الفصل الأول
ليلا في إحدى المناطق العشوائية البعيدة عن الأنظار والتي أغلب سكانها خارجين عن القانون ومسجلين خطړ في وكر خفي تحت الأرض كان هناك حوار حاد يدور
عايز أتوب ..قالها ماهر بجدية تامة وهو ينظر إلى صاحبه سلطان الذي رفع حاجبه بترقب وهو يقول
يعني إيه
لياتيه رد ماهر على الفور ودون تردد فهو قد حسم أمره يعني أنا عايز أبعد عن المستنقع ده وأعيش زي الناس وأربي بنتي وإبني اللي جاي بالسكه وآخد ولاد أخويا سامر الله يرحمه شاهين وياسين قبل مايضيعوا زي ما أبوهم ضاع
بس أنا عايز أنظف كفاية أوي اللي حصل لسامر
...مۏته ده كسر ظهري و كان زي القلم ليا وخلاني أفوء ...وبعدين أنا لو فضلت معاكم أكتر من كده مش بعيد ولادي كمان يكون مصيرهم زيى يعيشوا ويندفنوا بالخړابة دي
ومن إمتى إحنا لينا فالنضيف ...ما إنت عارف البير وغطاه وقوانينا اللي عايشين عليها مافيش خروج من هنا إلا ع القپر فعشان كده إنسى اللي بتفكر فيه لأن مالكش فيه
من يوم ماشفتها بقا ليه فالنضيف
أخذ سلطان يربت على منكبه وهو يقول
فاكر لما قولتلك لو بتحبها إبعدها عن وكرنا عشان ماتتلدغش مننا ..لأن الكبير لو عرف إنك مستغفله ومتجوز واحدة من برة منطقتنا بقالك خمس سنين ولاء كمان مخلف منها يبقا هيكتب نهايتك ونهايتها أكيد
وأنا قولتلك هحميها
نظر له سلطان بتهكم
مش لما تحمي نفسك الأول
شكلك نسيت مين هو ماهر الداغ ويقدر يعمل إيه
ده كان زمان ..قبل مايبقى ليك نقطة ضعف يقدر الكل يضربك بسببها
اللي هي ما إن قالها ماهر بحذر حتى همس الآخر
سعاد الجندي حبيبة قلبك بنت الحسب والنسب
...وبنتك الأمورة الصغيرة ...ايه مش خاېف عليها فوووق لنفسك هو إنت فكرت إننا ممكن نسمحلك تتسلخ مننا وتروح تعيش مع ست الحسن والجمال والكبير هيقعد يتفرج عليك وخصوصا لما يكون المنسحب من بينا ده وخالف قوانينا هو نفسه دراعه اليمين وكاتم أسراره
وأنا قلت اللي عندي كله ...مافضلش حاجة عندي أقدمهالكم أكتر من اللي قدمته
تصدق صح إنت مالكش فالغدر ...بس شكلك كده نسيت إن إحنا لينا فيه .....قالها سلطان وهو يزرع خنجر سام في منتصف ظهره بغل ما إن الټفت الآخر ليذهب
أخذ ينظر له سلطان بخبث ما إن وقف أمام الآخر وهو لايزال يمسولكن ما إن حاول ماهر إن يرفع يده وېخنقه حتى
عجبك كده ...ماقولتلك بلاش ...بس هنعمل إيه بدماغك الناشفة دي ...صمت قليلا ثم أكمل بترجي خبيث ...ماهر أوعى تزعل مني باللي عملته ...إنت أخويا وحبيبي وانا عارفك ماتقدرش تعيش من غير مراتك فعشان كده هبعتهالك ياسيدي ..والليلة هتكون عندك إتبسط ياعم ...وولادك وولاد أخوك هيكونو فالحفظ والصون ...ماتخافش عليهم هربيهم ليك ماتشيلش هم ....
إلتفت إلى أحد رجاله وقال بأمر
خدوه وإرموه قصاد بيته عشان يكون عبرة لكل واحد تطاوعه نفسه إنه يفكر بس يخالف القوانين
على الجانب الآخر بالتحديد في شقة ماهر الداغ كانت تجلس على الأريكة وهي تمسد على بطنها المنتفخة بشدة بقلق لا تعرف ماسببه ...قلبها مقبوض منذ أيام وكأنه كان يريد أن يحذرها عن خطړ قادم ...
إبتسمت بخفه ما ان شعرت بيد صغيرتها ميرال التي تبلغ من العمر أربع سنين تتحسس بطنها وهي تقول بتذمر
أختي هتيجي إمتى بقى أنا زهقت من كتر ماستنيتها
إنت ايه اللي صحاكي بس وبعدين أنا كام مرة قولتلك يامرمر إن الدكتورة قالت إن البيبي ولد ...يعني هيبقى عندك أخ مش أخت
لوت ميرال شفتها السفلية بزعل وهي تقول بتذمر
بس أنا عايزة أخت
أخذت سعاد تداعب شعر الناعم وهي تقول بحب
كل اللي ربنا يبعته حلو يامرمر ...ودلوقتي يالا قومي كملي نومك عشان أحبك ولا إنت عايزاني أزعل منك
ميرال بنفي
لاء يامامي مش عايزة تزعلي مني ...أنا هروح أنام ...تصبحي على خير ...قالت الأخيرة وهي تقبل وجنة والدتها لتسحبها سعاد الى أحضانها وأخذت تستنشق عبيرها بقوة وهي تقول بشوق غريب وكأنها شعرت بأن هذه أخر مرة تراها فيها
وإنت من أهله ياقلب أمك ...أبعدتها عنها لتحاوط وجهها الصغير وأخذت تقبلها بكل إنش بوجهها ثم نظرت إلى عينيها وقالت بشكل عفوي إستغربته هي قبل الاخرى ...إسمعيني كويس ياميرال خدي بالك من نفسك ومن أختك ماشي ..إنتم مالكوش غير بعض
نظرت لها ميرال بإستفهام وحيرة
أختي !!! هو إنت مش قولتي إن البيبي ولد
إبتعدت عنها وهي تقول بتوتر هااا ...معرفش ..معرفش هي خرجت مني كده ...يالا روحي نامي الوقت إتاخر أوي
بعدها تنهدت بإرهاق وهي تنظر إلى أثر إبنتها التي إختفت داخل غرفتها أخذت تمسح دموعها التي لاتعرف ماسببها ثم نهضت بصعوبة بسبب حملها الثقيل وأخذت تمشي داخل الشقة هنا وهناك وهي تأكل أضافرها فالقلق ينهش روحها دون رحمو
يالله لاتعرف ماذا يحصل لها أو بما تشعر الان ...
إحساسها لايوصف ...أخذت هاتفها من على الطاولة وأخذت تتصل مرارا وتكرارا على زوجها الذي تأخر جدا وفي كل مرة النتيجة كانت واحدة وهو ... مغلق أو خارج نطاق التغطية
رمت هاتفها بنهاية المطاف بضيق على الأريكة لتسحب شعرها إلى الخلف بتعب نفسي وجسدي ثم أخذت تمسد على عنقها وكأن ضاقت عليها الأرض بما رحبت ...
بعد مرور ساعة من الزمن المليئ بالقلق والتوتر المفرط
فزعت ما إن إرتفع صوت جرس الباب ليبتسم ثغرها بأمل وهي تذهب نحو الباب لتفتحه وهي تقول بلهفة
إخص عليك يا ماهر إتأخرت كده !!!!! ...قطعت كلامها بخيبة أمل وهي ترى شقيقها الوحيد امامها
هو ماهر لسه مارجعش ...قالها سعد بتساؤل وهو يدخل ويغلق الباب خلفه لتتنهد الأخرى بتعب حقيقي وهي تقول
لسة ....!!
سعد بترقب
ومالك بتقوليها بزعل كده ليه ...
نظرت له وقالت بصوت مخڼوق
خاېفة !
من إيه
نزلت دموعها بغزارة لټحرق خديها وهي تقول بغصة
مش عارفة بس حاسة إن روحي إتسحبت مني وأنا لسو عايشة
إيه الكلام الكبير ده ...كل ده عشان سي ماهر إتأخر عليك شوية
لتقول سعاد وهي تنظر لأخيها بأعصاب متعبة
أنا ھموت لو حصله حاجة
بعد الشړ إيه الكلام ده ...قالها وهو يبادلها نظراتها بعتاب
إقتربت منه ومسكت يديه وهي تقول
صدقني ھموت وراه ...بس ده لو حصل بناتي أمانه عندك
سحب يده منه وهو يقول بإنفعال
ايه الهبل ده أنا هلاقيها منك ولا من جوزك في الليلة اللي مش هتعدي دي ...أصحى على رسالة منه بيقول فيها ..إن لو حصله حاجة إنت و الولاد